x

إبراهيم البحراوي هل تصبح أمريكا السلاح الجوى للقاعدة؟ إبراهيم البحراوي الإثنين 09-09-2013 21:40


حيرة كبيرة تركنا فيها نقاش أعضاء لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى لمشروع أوباما حول توجيه ضربة عسكرية لقوات نظام الأسد، فلقد ظهرت وجهة نظر لدى بعض أعضاء اللجنة ترى أن هذه الضربة تصب مباشرة فى مصلحة تنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية الإسلامية المتحالفة معه. سجلت موجزاً لكلمة ألقاها أحد أعضاء اللجنة الذين يتبنون هذا الرأى، وأنا أستمع للجلسة على شاشة «سى.إن.إن» قال العضو: أريد أن أعرف ما هو البديل لنظام الأسد إذا ما سقط. أليس البديل هو تنظيم القاعدة التى تمثل أقوى الفرق المعارضة والتى يأتى رجالها من كل أنحاء العالم ليحاربوا فى سوريا.

إننى أتحدث هنا عن جهاديين إسلاميين، إن قتل أطفال سوريا بالسلاح الكيماوى شىء مروع، لكننى أعتقد أن هذا السلاح سيقع فى أيدى القاعدة إذا سقط الأسد وآنذاك سيستخدم بجدية ضد الشعب الأمريكى، إن همى الأكبر ألا أرى هذه الأسلحة وهى تقتل أطفالاً أمريكيين، إلى هنا ينتهى كلام عضو مجلس النواب الذى لم أسجل اسمه. لم يكن هو الوحيد الذى عبر عن هذا الاعتقاد وهو ما استفز عضواً من الحزب الديمقراطى بدا متحمساً بشدة لتوجيه الضربة ومساندة مشروع أوباما، وراح يقدم مبررات لهذا وفى خضم حماسه قال: إن من يعارضون الضربة بالقول إننا سنكون إذا نفذناها بمثابة سلاح الجو لتنظيم القاعدة يقدمون كلاماً رخيصاً.

إذن نحن أمام وجهتى نظر أمريكيتين متعارضتين بشدة حول ما إذا كانت الضربة لصالح الجهاديين والتيار الإسلامى أم لا. المشكلة أن إجابات وزير الخارجية كيرى ووزير الدفاع هيجل ورئيس هيئة الأركان ديمبسى لم تقدم موقفاً حاسماً أو إجابة قاطعة على التساؤل، فقد كانوا يركزون ثلاثتهم على أن الهدف من الضربة هو ردع نظام الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وليس التدخل فى مسار الحرب الأهلية فى سوريا. بدت لى ردودهم على هذه المسألة ضعيفة ومتهربة من الموضوع، ولم تقدم الأعضاء اللجنة وللمستمعين تقديراً واضحاً يؤكد أو ينفى ما إذا كانت جبهة النصرة الممثلة للتيار الإسلامى هى أقوى تنظيمات المعارضة السورية أم لا، ترتيباً على هذا التهرب لم يتلق أعضاء اللجنة من الوزيرين ورئيس الأركان إجابة واضحة عن البديل الذى سيحل محل الأسد إذا سقط.. لقد شعرت من ناحية ثانية أن هؤلاء المسؤولين التنفيذيين يتهربون من الاعتراف بأن الضربة حتى لو كان هدفها مجرد ردع النظام عن تكرار استخدام الأسلحة الكيماوية، ستؤدى بالضرورة إلى إضعاف قوات الأسد وهو ما يعنى تحضيره للسقوط وبالتالى فتح الطريق لتمكين المعارضة الإسلامية من حكم سوريا. لقد اضطر كيرى تحت الضغط المستمر من أعضاء اللجنة إلى القول بأنه يعتقد أن الضربة ستصب فى مصلحة المعارضة، هنا لم أفهم وأظن أن أحداً لن يفهم ما هى رؤية كيرى الحقيقية؟ هل يمثلها قوله إن هدف الضربة لا علاقة له بالتدخل فى مسار الحرب الأهلية أم اعترافه تحت الضغط بأن الضربة أياً كان هدفها ستؤدى إلى ترجيح كفة المعارضة وإضعاف النظام.

إن المرء لا يملك إزاء قوة الحجة وعمق النقاش من جانب الأعضاء المعارضين للضربة إلا أن يعبر عن احترامه للأداء البرلمانى الأمريكى المتميز راجياً أن يتعلم برلمانيونا منه. لقد وجه الأعضاء أسئلة تحيط بكل جوانب الموضوع وتداعياته المحتملة. سأل البعض الوزيرين ورئيس الأركان هل حقاً ستؤدى الضربة إلى تحقيق هدف تحجيم قدرة النظام السورى على استخدام السلاح الكيماوى؟ وسأل البعض هل لدى الأسد قدرة عسكرية على الرد وإنزال خسائر بالقوات الأمريكية. وسأل البعض هل هناك احتمال لتصعيد الموقف من جانب الأسد وحزب الله وإيران وروسيا؟ وسأل البعض إذا حدث تصعيد فهل سنرد على التصعيد بمثله، وإذا فعلنا فكيف تكون العملية محدودة إذن؟. لقد حاول الوزيران تهدئة الأعضاء بالقول إن إيران وروسيا لن تتدخلا غير أن رئيس الأركان قال إن احتمال عدم التصعيد من جانب الأسد وحلفائه لا يمكن أن يكون صفراً. بعد ظهور هذا المقال بساعات ستصحو أمريكا من النوم وسيجتمع الكونجرس للنقاش الموسع وفى الوقت نفسه سيلقى أوباما بياناً للشعب الأمريكى حول الموضوع.

إن عندى سؤالين سنعرف إجابة الأول بعد ساعات وهو هل تؤثر آراء المعارضين فى أوباما وتفتح عينيه على مخاطر الضربة التى يرونها على الأمن القومى الأمريكى؟ وبالتالى هل يتراجع عن استراتيجية تمكين الإسلاميين؟ والثانى هو هل نشهد حرباً إقليمية وتصعيداً إذا صمم أوباما على توجيه الضربة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ستأتينا إذا تمت الضربة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية