أثارت صور انتشرت على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة، لاحتفال ضخم في مدينة ووهان الصينية، مسقط رأس فيروس كورونا المستجد، انتقادات عالمية.
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، آلاف الأشخاص متكدسين دون ارتداء كمامات أو مراعاة اجراءات التباعد الاجتماعى، وهم داخل منتزه مائي أثناء مشاركتهم في مهرجان موسيقي في ووهان.
تلك الصور التي وصفتها وسائل اعلام أجنبية قائلة: «يبدو أن الصين نجت من الفيروس فيما غرق بقية العالم في أوحاله». فيما سارعت «بكين» إلى الرد على هذه الانتقادات. حسب ما ذكرته صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية.
FRONT PAGE 📰
Read today's paper: https://t.co/H9DzehmZVI pic.twitter.com/5ygCfbwLQ8— The Daily Telegraph (@dailytelegraph) August 18، 2020
وشنت وسائل اعلام حملة من الانتقادات لحفل «ووهان»، فكتبت صحيفة «ذا أستراليان» الاسترالية على صدر صفحتها الأولى «حفلة الصين الكبيرة» و«الحياة تعود لطبيعتها في ووهان، والعالم يدفع ثمن الفيروس».
ولم يقتصر الأمر على وسائل الإعلام، بل امتدت الانتقادات إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وكتب أحدهم إن حفلة ووهان «صفعة على وجه بقية العالم»، واتهم آخر سكان المدينة بعدم مراعاة شعور الآخرين. فيما اعتبر آخرون ان هذا الاحتفال هو رسالة سياسية من الصين إلى كل مشكك في قدرة الصين على احتواء الفيروس القاتل.
ولا تزال السلطات الصينية تواجه انتقادات مستمرة بشأن المحاولات المبكرة للتغطية على تفشي فيروس كورونا، حيث قالت وسائل اعلام غربية، إنهم كان بإمكانهم وقف انتشاره إلى دول أخرى طالما استطاعوا ايقاف انتشاره داخل ووهان.
بكين ترد على الانتقادات :
دافعت وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن سكان ووهان بعد انتشار صور ومقاطع فيديو للحفل، قائلة إن الانتقادات ما هي إلا «عنبًا حامضًا».
ورفضت صحيفة «جلوبال تايمز» المدعومة من الدولة الهجمات الموجهة للحزب الحاكم، وعلًقت قائلة: «إن هذا الاحتفال يظهر كفاءة إجراءات احتواء وباء فيروس كورونا المستجد، الذي انطلق من مدينة «ووهان» إلى العالم مصيبا أكثر من 22 مليون إنسان حتى الآن».
وأوضحت الصحيفة، إن «ووهان» الآن بدأت تشهد تدفقا للسياح واقتصادها عاد للانتعاش، وهو ما يعتقده السكان، لكن لا يجب أن ينظر لهذه الصورة على اعتبارها عودة الأمور لطبيعتها، ولكن أيضًا تذكير للدول التي تتصارع مع الفيروس أن التدابير الوقائية الصارمة لها مردود.
جاءت تلك الصور بعيدة كل البعد عن الصور التي خرجت من ووهان عندما شهدت المدينة أول إغلاق تام في العالم في يناير الماضى، حيث بدت كمدينة أشباح خالية من السكان والمركبات.