خطر لى الذهاب إلى النادى، قابلت أصدقائى وذهبنا لنجلس في الحديقة الملحقة بالنادى خلف ملعب كرة القدم، وما إن جلست حتى ضربت رأسى كرة طائشة كأن صاحبها أخطأ مرماها ليصيب مرماى، شعرت بغثيان وما إن حاولت أن أستفيق حتى وجدت صاحب الكرة أمامى وقد التف حولى الأصدقاء فزعًا، حينها شعرت بألم شديد في رأسى وخلل في التوازن وسالت الدموع كالنهر في عينى ويداى على جبهة رأسى وأنا أبكى وفجأة اتجه أحد الشباب نحوى وكانت عيناه كالصقر وشعره طويلا يتعدى ياقته تتلاعب به الرياح يمينا ويسارا وقال لى وصدره يتنهد بقلق «أنا آسف جد انت كويسة!» فعقبت على كلامه قائلة وأنا متعبة ولا أشعر براحة وكدت أسقط «آه آه كويسة مفيش مشكلة.. ممكن تلعبوا بعيد لأنى بخاف من الكورة» وبعدها ذهب وأخذ الكرة وغادر المكان ولم يغادر مخيلتى ولا أعرف لِم.
بعد أن انتهينا أنا وزملائى ذهب كل واحد إلى منزله ولكن عندما ذهبت إلى منزلى سمحت لنفسى بالاسترخاء على الكنبة وكان بالى مشغولا جدا بما حدث في الصباح مع ذلك الشاب وكان رأسى مشوشًا ولم أخمد لحظة عن التفكير وفى اليوم التالى ذهبت إلى المجمع التجارى وقابلته كان أكثر طولًا منى ونحيفًا بعض الشىء، وحين رآنى اتجه نحوى بوجهه المشرق وابتسامة عريضة وعينين تضحكان وتنظران إلىَّ بامتداد بصره قائلا لى «ايه ده ايه الصدفة دى إزيك..!!»
«الحمد الله كويسة..»
وسألنى بتحفظ ألزمته إياه قائلًا:
«انتى اسمك إيه؟!»
«مريم.. وانت؟!»
«آدم»
«أهلا بيك يا آدم... إيه إلى جابك هنا؟»
«أنا بصراحة كنت عايز اشترى شوية حاجات لأن تلاجتى فضيت.. وانتى؟!»
«إيه ده أنا كمان كنت جاية لأن بردو تلاجتى فضيت....ههههه»
وجلسنا نتحدث كثيرا وتبادلنا أرقامنا.
كان آدم يشبهنى في أشياء كثيرة جدا وبعد ان غادرت المكان وذهبت إلى البيت، خلدت إلى النوم ولكن بجسدى فقط وكانت روحى تلتقى بروح آدم وكان من الغريب أننا كنا نفكر بنفس الشىء في نفس اللحظة، عرفت منه كم يحب المانجو وأنا أيضا وكم يحب برامج معينة ومواقع على الإنترنت تقريبا هي نفس ما أتابع وما أحب وخطر ببالى لحظة تقطيع تفاحة قبل الخلود إلى نومى وفجأة رن هاتفى لأجده هو المتصل!
«آلو»
«مش هتصدق اللى هقولهولك دلوقتى!»
«في إيه»
«انا كنت بفكر أتصل بيك»
«وانا كمان انا حاسس انى كنت معاكى مش عارف ليه وحاسس ان في حاجة وحشة هتحصل علشان كده اتصلت قلت أطمن»
«لا متقلقش أنا تمام بقطع تفاح و...... آه ه ه!!»
«في إيه!!»
«فتحت ايدى بالسكينة...»
وكأن شيئا غريبا كان يحدث، فما أدهشنى حقًا أنه كل ما كان يخطر على أفكارنا كان يحدث ولم أستطع النوم وكنت أفكر ما هو الشىء الذي يجعلنا نفكر بنفس الشىء في نفس الوقت ولكن ما كنت مدركة إياه أن تلك المشاعر هي السبب في التقاء الروحين سويًّا!!!