تحذير: مشاهد صادمة.. اضغط على الصورة إذا أردت إظهارها
تصوير : آخرونالاسم: أمنية.. العُمر: 9 سنوات..
المهنة: خادمة داخل منزل ضابط مفصول وزوجته بمسكنهما بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة.
الجريمة: «حروق من الدرجة الثالثة بالوجه والظهر والذراعين نتيجة سكب زيت مغلي عليها، وكدمات بالفخذين واليد اليسري وآثار حروق بأسفل البطن والعينين وجرح قطعي بالأذن».
هذا ما جنتهُ الطفلة «أمنية» التي لم يتجاوز عمرها الـ10 سنوات، التي لم ترغب يومًا في العمل كخادمة، فقط أرادت الذهاب برفقة ضفائرها وأحلامها لأقرب مدرسة.
كيف بدأت قصة أمنية؟
مُنذ أيّام، كتبت صفحة «أطفال مفقودة» على «فيس بوك»، «جاتلنا رسالة بتقول إن في طفلة اسمها أمنية بتتعذب، شعرها تحلق، منعرفش الواقعة حصلت ليه وإمتى.. ممكن تساعدونا؟»، وأرفقت الاستغاثة بصورٍ تدل على تعذيب وحشي للطفلة.
وعلى الفور، قام فريق الرصد الإعلامي بلجنة الاستغاثات الطبية برئاسة مجلس الوزراء، برصد مجموعة من الصور تداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للطفلة «أمنية» 9 سنوات، محافظة الغربية وتعرضها للتعذيب.
وتواصل فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي بناء على توجيهات من الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، بالتواصل مع أحد أقارب الطفلة، والذى أشار إلى أن أبويها منفصلين، وأن الطفلة تعمل بأحد المنازل بالجيزة، وأضاف أن «من تعمل لديهم مارسوا عليها أشكالا كبيرة من العنف الجسدي والتعذيب والحرق».
وقالت نيابة كفر الشيخ إن «الطفلة تعرضت للضرب والتعذيب على يد رجل وزوجته حال كونها تعمل لديهما خادمة بمسكنهما بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، مما أدى إلى إصاباتها بحروق من الدرجات الثلاث بالوجه والظهر والذراعين نتيجة سكب زيت مغلي عليها، وكدمات بالفخذين واليد اليسري وآثار حروق بأسفل البطن والعينين وجرح قطعي بالأذن.
من هم الجناة؟
أكد مصدر مسؤول بمستشفى طنطا الجامعى أن مباحث قسم أول شرطة كفرالشيخ، تمكنت من القبض على ضابط شرطة مفصول، لاتهامه هو وزوجته المغربية بتعذيب طفلة من كفر الشيخ، كانت تعمل في منزلهما بمحافظة الجيزة، ما أدى إلى إصابتها بحروق بمختلف أنحاء الجسد وتشوهات بالوجه.
تلقى مدير أمن كفر الشيخ، بلاغًا من والد الطفلة امنيه ويدعى «إبراهيم.ف.ع»، 47 عاما، ويقيم بمركز سيدي سالم، يتهم فيه «كمال الدين.م.خ»، 40 سنة، ضابط شرطة مفصول، يقيم بمحافظة الجيزة، وزوجته مغربية الجنسية، وتدعى ماريا، بتعذيب ابنته «أمنية» 9 سنوات.
ماذا قالت الطفلة؟
قالت الطفلة «أمنية» إنها كانت تعمل لدي أحد الأشخاص المصريين المقيم بالقاهرة والمتزوج من سيدة من جنسية عربية، مضيفة أن تلك السيدة كانت تعذبها وتحرق أجزاء كثيرة من جسدها بسكب الماء المغلي عليها لأنها كانت تغفو وتنام أثناء في عملها، إضافة لإلقائها مواد حارقة مثل الكلور على جسدها، وقامت بقص شعرها وإطفاء السجائر في العديد من أجزاء جسدها.
وأكملت الضحية أمام وكيل النائب العام أنه بعد شهر من وجودها في المنزل بدأت تتعرض للتعذيب الفعلى، وقالت: «مرة ستى – تقصد الزوجه- دخلت على المطبخ وجدتنى نائمة، فتحت حنفية المياه في اتجاه المياه الساخنة وملئت كوب من المياه والقته علىّ، صرخت بشدة وكنت أتألم ولم يسأل في أحد، بل بالعكس طلبت منى أن أذهب إلى السوق واشترى لها بعض المتعلقات من الخضروات».
وأضافت الطفلة: «في مرة أخرى صفعني صاحب البيت على وجهى فاصطدم رأسى بسلم المنزل وطلبوا من صيدلى ان يربط رأسي وأكملت عملى في نفس اليوم، وفى مرة أخرى طلب منى أن أحضر له طفاية السجائر، وعندما أحضرتها أحرق يدى بحجة أننى تأخرت في احضارها له».
وقصت الطفلة عدة وقائع أخرى تعرضت فيها للتعذيب، وقالت إنها فكرت أكثر من مرة ان تهرب من المنزل لكنها لم تكن تعرف الطريق وإلى أين ستذهب خاصة أنها من احدى قرى مركز سيدى سالم بكفر الشيخ والمنزل الذي تعمل به في محافظة الجيزة.
فيما أكد والد الطفلة في التحقيقات أنه فوجيء بمخدوم الطفلة يحضر له ابنته وبها حروق بجسدها ووجهها ومصابة بالإعياء الشديد.
وكشفت التقارير الطبية أن نسبة الحروق والتشوهات بالطفلة من الدرجه الأولى بنسبة 70%، وقال أحد أقارب الطفلة إنها كانت تعيش مع والدتها المنفصلة عن والدها، وفوجئوا بعد طلب لقاء الوالد لإبنته الطفله بأثار التعذيب بجسدها، وفور علمهم ذهبوا بها لمستشفي كفرالشيخ العام، والتي حولتها لمستشفي العبور للتأمين الصحي بكفرالشيخ، ثم تم تحويلها للمستشفي الجامعي بطنطا،، وتم تحرير محضر بالواقعه وتعيين حراسه على الطفله بعد حجزها بقسم الحروق لخطورة حالتها.
بماذا أمرت النيابة؟
بجانب استكمال التحقيقات، بدأت النيابة العامة في التحقيق مع والدة الطفلة ضحية التعذيب على يد مخدوميها في الجيزة، كانت النيابة قد أمرت بضبط وإحضار والدة الطفلة لإجبارها على العمل لدى مخدوميها رغم علمها بتعرضها للضرب والتعذيب, وتحقق النيابة أيضا مع سيدة - سمسارة - تعمل وسيطا فى تشغيل الأطفال بالمنزل.
وقالت الطفلة في التحقيقات إن والدتها اتفقت مع سيدة تعمل سمسارة لتشغيل الفتيات في المنازل على أن تذهب للعمل في منزل بالجيزة مقابل 500 جنيه في الشهر.
وأوضحت الطفلة أن والدتها كانت تجبرها في كل مرة تحصل فيها على إجازة أن تعود إلى العمل، رغم أنها كانت تشاهد آثار الضرب في جسدها، وقالت الطفلة: «كانت أمي تتهمنى بأننى لا أسمع كلام من أعمل لديهم، وكانت تتهمنى بأننى أرتكب أخطاء يجعلونهم يضربوننى».