x

وزراء بالإذاعة: الباقوري يقدم عبدالوهاب والأطرش وأم كلثوم و«وحوي يا وحوي»

الجمعة 20-07-2012 18:25 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : other

فى الخمسينيات، وقبل وجود التليفزيون، كانت الإذاعة المصرية تبحث عن تيمة جديدة تقدمها فى رمضان، فبخلاف «الفوازير» والتواشيح جاءت الفكرة أن يتعرف الشعب فى هذا الشهر الفضيل على المسؤولين الجدد بعد قيام ثورة يوليو 1952.

3 وزراء قدمتهم الإذاعة المصرية للجمهور فى رمضان عام 1956، ليلعبوا دور المذيع، ورغم اختلاف التخصصات وافق الوزراء الثلاثة على هذه «المغامرة الإذاعية»، وهم: الشيخ أحمد حسن الباقورى، وزير الأوقاف، وفتحى رضوان، وزير الإرشاد، «الإعلام فيما بعد»، وعبد الرازق صدقى، وزير الزراعة.

كان البرنامج نافذة مدهشة على رمضان مختلف، فالمستمع يجد الشيخ الباقورى بمقامه الرفيع يقدم للمستمعين فقرة غنائية لمطربة معروفة، ببساطة وتلقائية تشى بطبيعة المجتمع المتسامحة فى ذلك الوقت.

ولنقف على التفاصيل المثيرة لهذا اليوم الإذاعى الوزارى، الذى قدمته إذاعة صوت العرب، دخل الباقورى الاستديو، وكان ضيقا وحارا، فقال للمخرج: «وتسجل إزاى هنا يا أخى، دى زامته خالص، (يقصد حر)» وصاح المهندس من غرفة المراقبة: «عايزين تيست يا سيادة الوزير» فضحك الباقورى وقال: «هو الوزير لما يعمل مذيع تعملوا له تيست؟» وصار الباقورى «منه للميكرفون» يقدم سهرة صوت العرب فقال: «أيها الإخوة فى العروبة طلبت منى إذاعة صوت العرب أن أتولى تقديم برامجها هذه الليلة، وهو طلب عزيز إلى نفسى»، ثم بدأ يقدم تفسيرا للآية

القرآنية «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن» وبعدها مباشرة قدم كأى مذيع أغنية فريد الأطرش «هلت ليالى حلوة وهنية» فقال: «أيها الإخوة فى العروبة، اللغة العربية ترضى أذواقا وتسعد نفوسا، وهناك فريق من الناس يستعذب اللهجات الدارجة، ومن هنا أقدم لكم أغنية «هلت ليالى حلوة وهنية»، ولعل من الخير أن يذكر الذاكرون بيرم التونسى، فطالما اضطهد ونفى من البلاد لمواقف تاريخية كان يقوم بها فى وجه ذلك الذى يتحكم فى بلادنا، وهو عرش محمد على».

بعد الأغنية قدم الباقورى قصيدة النهر الخالد للشاعر محمود حسن إسماعيل، من ألحان وغناء عبدالوهاب، ولأن البرنامج كان فى رمضان فقد تعين على الشيخ الباقورى أن يذيع أغنية «وحوى يا وحوى» فقال: «من الأغنيات التى شاعت فى بلادنا واستحبت عند سواد عظيم فى مصر أغنية (وحوى يا وحوى) لأحمد عبدالقادر، وقد سمعت أن كلمة وحوى من الكلمات المعيبة فى مراكش، وذلك عندما كنا فيها، ونحن نعتذر إذا كانت مازالت عيبا فى مراكش، فهى مازالت جميلة لدينا ولها معناها ونقدمها بدورنا هدية تربط بين أطفال مصر وأطفال العرب»، ثم طلب من الباقورى أن يقدم أغنية «ياريم وادى ثقيف» فإذا به يصيح: «لا لا ده كتير جوى واحدة واحدة»، ثم جاء وقت بث أغنية صباح وكان على الوزير أن يقدم لها فقال: «من المحبب إلى العرب أن يستمع بعضهم إلى لهجات بعض و(طيب طيب) أغنية نقدمها لكم بصوت المطربة اللبنانية صباح»، ثم صمت لثوان وقال: «أيها المستمعون.. (طيب.. طيب)، ثم التفت للحاضرين وقال بلهجته الريفية: «طبعا الواحد لازم يحفظ الشغلانة، ودلوجت خلاص.. أسكت شوية وأجول.. وأسكت شوية وأجول.. شغلانة لطيفة»، إلى أن قدم الباقورى لأغنية أم كلثوم فقال: «والآن تهفو مسامعنا إلى أم كلثوم، وأنتم أعرف بها، فقد رقيت أم كلثوم بأذهان الناس وباللحن وبالشعر العربى الحديث وغنت ولد الهدى ونهج البردة ورباعيات الخيام ومصر تتحدث عن نفسها، أيها السادة (ولد الهدى)»، ثم التفت الباقورى للمذيع وقال: «عايز أحسن من كده؟».

وفى تصريح إذاعى واضح للباقورى باستخدام نفوذه الوزارى كإذاعى قال ضاحكا: «وإذا كان لا يجوز للمذيع أن يستغل نفوذه فإننى أستميحكم العذر، إذ استغل نفوذى هذه المرة، إذ أقدم لكم بناء على طلبى أغنية أحبها وأرجو أن تحبونها كما أحببتها وهى أغنية فيروز «يابا لا لا لا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية