أعلن نادي برشلونة، اليوم الأربعاء، بشكل رسمي خبر تعيين المدرب الهولندي رونالد كومان في منصب قيادة الفريق، وذلك بعد 48 ساعة فقط من إعلان إقالة المدرب الإسباني كيكي سيتين والمدير الرياضي إيريك أبيدال، على خلفية الهزيمة الكارثية من بايرن ميونخ بنتيجة 8-2 وإنهاء موسم 2019/2020 بدون أي ألقاب لأول مرة منذ 12 عامًا (منذ موسم 2007/2008).
ويعود «كومان» للكرة الإسبانية بعد 12 عامًا، وبالتحديد بعد فترة مخيبة قضاها مع نادي فالنسيا، حقق خلالها كأس ملك إسبانيا كأبرز إنجازاته في الكرة الإسبانية، لكنها انتهت كذلك بإقالته بعد موسم كارثي في الليجا وخسارته لـ14 مباراة من بين 34 قاد خلالها الخفافيش.
ويأتي «كومان» لقيادة برشلونة في ثاني محاولات رئيس النادي، جوسيب ماريا بارتوميو، الذي حاول سابقًا انتداب المدرب الهولندي في ديسمبر الماضي لكي يخلف المدرب إرنيستو فالفيردي في قيادة الفريق، لكن تمسك المدرب بالاستمرار مع الاتحاد الهولندي لحين انتهاء اليورو حال دون ذلك، قبل أن يتحول برشلونة وقتها للمدرب كيكي سيتين.
ولا يعتبر «كومان» غريبًا على فريق برشلونة، فالمدافع الهولندي السابق والمدرب المحنك (57 عامًا) كان ضمن صفوف النادي لمدة 6 سنوات كلاعب، وكان عضوًا بارزًا ضمن صفوف فريق المدرب الأسطوري يوهان كرويف، وأحد أعضاء الفريق المتوج بأول نسخة لدوري أبطال أوروبا في 1991/1992، بجانب التتويج بـ4 ألقاب دوري إسباني متتالية خلال الفترة بين 1991 لـ1994.
كذلك عمل الهولندي كمساعد للمدرب لويس فان خال في برشلونة خلال نهاية فترة التسعينيات، وجاء تعيينه اليوم ليكون خامس مدرب هولندي يتولى قيادة العملاق الكتالوني.
ويعتبر مشوار «كومان» التدريبي متراوح بين لحظات رائعة برزت فيها قدرات كبيرة كمدرب قادر على قيادة الفرق والمنتخبات لأبعد مدى، مثل فترته مع أياكس (بين 2001 لـ2004) وفترته مع ساوثهامبتون (بين 2014 و2016)، وكذلك ما قدمه مع المنتخب الهولندي وتحويله من منتخب عاجز عن التأهل للمسابقات الكبرى لمنافس على اللقب، مثلما كان الحال بوصول الطاحونة الهولندية لنهائي دوري الأمم الأوروبية في عام 2019 وإطاحتها في طريقها لذلك ببطلي العالم لمونديال 2014 و2018، ألمانيا وفرنسا، لكن ما يثير الشكوك حول قدرات المدرب هي فتراته في فالنسيا، وإيفرتون (بين 2016 و2017) وكذلك بنفيكا (2005 لـ2006)، وهي الفترات التي انتهت جميعها بإقالته بعد فشله في تقديم المردود المنتظر.
وينتظر الهولندي «ذو الوجهين» في عالم التدريب مهمة صعبة لإعادة بناء الفريق الكتلوني الذي وصفه مدافعه جيرارد بيكيه أنه وصل إلى القاع بعد هزيمته بثمانية أهداف أمام بايرن ميونخ، فبأي وجه من وجهيه سيظهر «كومان» مع برشلونة؟