x

باحث سياسي: مصر لم تشهد ثورة ديمقراطية حقيقية.. والجيش لن يتخلى عن سلطاته

الجمعة 20-07-2012 16:28 | كتب: ملكة بدر |

نقلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن المؤرخ والباحث جوشوا ستاتشر، قوله إن «مصر لم تشهد ثورة ديمقراطية حقيقية»، موضحًا أنه رغم التغيرات الهيكلية في رأس الحكم، إلا أن النخب القديمة، خاصة الجيش، والمجلس العسكري بالطبع، مازالت كما هي، تسيطر بقوة على مقاليد الأمور في مصر.

وقال ستاتشر: «ما يمنع الثورة من الاندلاع هو المجلس العسكري»، متهمًا قادة الجيش الحاكمين بأنهم «وراء تأجيج الاشتباكات الطائفية، وسمحوا باقتحام السفارة الإسرائيلية، وقاموا بالسطو على عملية كتابة الدستور، وسمحوا للانتخابات بإعادة تشكيل مجال سياسي يهمش رجل الشارع ويمنعه من إبداء رأيه فيما يحدث».

وأشار صاحب كتاب «سلطويون متكيفون: قوة النظام في مصر وسوريا»، إلى إن النظام في سوريا هو عكس نظام مصر، فالقوى السياسية والاقتصادية أكثر مركزية في سوريا، وبالتالي يصبح هناك احتمال أكبر لسقوط التحالف الحاكم لبشار الأسد.

وأكد الباحث السياسي، الأستاذ المساعد في جامعة كنت بولاية أوهايو الأمريكية، أن مصر وسوريا لا تنتقلان للديمقراطية، كما أن الاحتجاجات التي شهدتها كلتاهما منذ 2011 لن تؤدي للديمقراطية المنشودة، مضيفًا أن واشنطن «متواطئة في إسكات التطلعات الشعبية للديمقراطية الجذرية»، لأن إدارة أوباما، مثل كل الإدارات السابقة لها الديمقراطية والجمهورية، مرتاحة عامة مع أشكال السلطوية المختلفة في الحكم في الشرق الأوسط، فقد كان أوباما يطلق على مبارك في 2009 لقب «قوة الاستقرار في المنطقة».

وكان ستاتشر قد أمض ما لا يقل عن ثلاث سنوات في مصر وسوريا، ويتحدث العربية بطلاقة، وأجرى أكثر من مائة لقاء بعلماء وأكاديميين وسياسيين لإنجاز كتابه الذي عمل عليه منذ 1998 حتى 2007.

وردًا على سؤال حول رؤية المصريين للديمقراطية، قال ستاتشر إن مفهوم الديمقراطية في مصر يختلف عنه في الولايات المتحدة، «فالمصريون يبحثون عن تكافؤ الفرص، والحماية الأساسية في ظل القانون، ولديهم رغبات عادلة.. الحصول على وظيفة، سيارة، شقة، لكن المشكلة أنهم لا يتمتعون بحماية حقوقهم الأساسية، فطبقتك الاجتماعية مثلا هي التي تحدد ما إذا كنت ستتعرض للتعذيب في السجن، إذا دخلته، أم لا».

وأضاف في الحوار الذي أجرته المجلة الأمريكية معه أنه لا يعتقد أن النخب المصرية ستفقد قبضتها من أجل تمكين المواطنين العاديين، «فالنخب محافظة بطبيعتها، يسعون للحفاظ على سلطاتهم وأن تخدم السلطة مصالحهم»، مشيرًا إلى عدم اقتناعه بأن المرحلة الانتقالية في مصر عشوائية أو ارتجالية، «وإنما تخضع لعملية منظمة ومفاوضات تؤدي في النهاية إلى الحفاظ على حكم الجيش.

وقال ستاتشر: «إذا تحدثنا عن الانتخابات، أو الاحتجاجات، أو وضع مبارك في قفص الاتهام أمام قاض، فهذه كلها تغييرات كبيرة بالفعل، لكن فيما يتعلق بتوزيع السلطة، واقتلاع الهرمية الاجتماعية من أماكنها، فلم يحدث أي تغيير يذكر».

وعن رأيه في الإخوان المسلمين، أوضح الباحث السياسي أنهم «مؤسسة مصرية»، مثل الدولة المصرية «تعتمد على الطبقية والهرمية والمحافظة والعلاقات المتشابكة»، ولكنه أكد أن الجيش هو الذي يسيطر على معظم مقاليد الأمور في مصر، وبالتالي في حالات التفاوض بين الجماعة والجيش، يخرج قادة الإخوان معظم الوقت دون تحقيق ما يصبون إليه، مدللا على ذلك بما حدث للبرلمان.

وأوضح ستاتشر أن الرئيس مرسي «قبل في النهاية بأن يكون هناك برلمان منتخب جديد، وبالتالي لم يصارع أي قوى تنفيذية أو تشريعية بعيدًا عن المجلس العسكري، ففي النهاية ستجرى انتخابات جديدة، وهو بالضبط ما أراده العسكري».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية