قال رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، الإثنين، إنه مستعد لتقاسم السلطة وتعديل الدستور، لكنه لن يفعل ذلك تحت ضغط المحتجين الذين امتلأت بهم شوارع العاصمة مينسك وكبرى مدن البلاد، رفضا لإعلان فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى جرت الأسبوع الماضى، وللمطالبة بتنحيه عن السلطة، فيما قدمت الحكومة البيلاروسية استقالتها مع تفاقم الأزمة السياسية فى البلاد.
وشهدت العاصمة البيلاروسية، مينسك، أكبر مظاهرة فى تاريخ البلاد للمطالبة بتنحى لوكاشينكو، الذى وصفه المعارضون بـ«السلطوى والديكتاتور»، وذلك رفضا لنتائج الانتخابات الرئاسية التى فاز بها لوكاشينكو بولاية رئاسية سادسة على التوالى.
ونقلت وكالة «بلتا» البيلاروسية، عن لوكاشينكو قوله: «إن العمل جار على تعديلات دستورية محتملة يمكن أن تعيد توزيع السلطة»، ولكنه جدد تأكيده على رفض إجراء انتخابات رئاسية جديدة، رغم دعوات المعارضة والاحتجاجات المناهضة للحكومة فى أنحاء البلاد، وقال: «لا تتوقعوا منى أن أفعل شيئا تحت ضغط، هذه الانتخابات الجديدة لن تحدث».
وقدمت حكومة بيلاروسيا استقالتها لرئيس الجمهورية، أمس، وتخلت الحكومة عن صلاحيتها، بينما كلفها لوكاشينكو بتسيير أعمال البلاد حتى يشكل رئيس الجمهورية الحكومة الجديدة، وبينما تستمر المظاهرات المعارضة، يتواصل الدعم الأوروبى الرسمى والشعبى للمحتجين، مقابل الدعم الروسى من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى لوكاشينكو.
وبدوره، دعا الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، الاتحاد الأوروبى إلى «مواصلة التحرك» دعمًا للمتظاهرين، وقال عبر «تويتر»: إنه «يجب على الاتحاد الأوروبى أن يواصل التحرك إلى جانب مئات الآلاف من البيلاروسيين الذين يتظاهرون سلميا فى سبيل احترام حقوقهم وحريتهم وسيادتهم». وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، دعوة الرئيس الفرنسى، وتساءلت زاخاروفا ما إذا كان ماكرون قد طالب الاتحاد الأوروبى بدعم مئات الآلاف من السترات الصفراء الذين يتظاهرون فى باريس، وأضافت: «متى سيتوقف الاتحاد الأوروبى عن انتظار طلبات رؤساء الدول الأعضاء ويبدأ فى التحرك بشكل استباقى لدعم الاحتجاجات فى مجالاته؟».
وتواصلت حملة الانتقادات الأوروبية لزعيم روسيا البيضاء، ووصف وزير المالية الألمانى، أولاف شولتس، الرئيس البيلاروسى بأنه «ديكتاتور» فقد دعم شعبه، وحذر موسكو من التدخل لإبقائه فى السلطة، وأضاف «شولتس» مرشح الحزب الديمقراطى الاشتراكى لخلافة المستشارة، أنجيلا ميركل: «إننى مقتنع تماما بأن لوكاشينكو لم تعد لديه أى شرعية، وإلا لم يكن ليحكم بمثل هذه القوة الوحشية التى لا يمكن تصورها».
ودعا رئيس الوزراء التشيكى، أندريه بابيش، الاتحاد الأوروبى إلى اتخاذ إجراءات بشأن بيلاروسيا، وقال إنه يجب «تشجيع البيلاروسيين على القيام بثورة مخملية على غرار عام 1989»- فى إشارة إلى الانقلاب السلمى الذى أطاح بالحكم الشيوعى الشمولى فى تشيكوسلوفاكيا السابقة.