x

الإمارات ترفض التهديدات الإيرانية: اتفاق السلام مع إسرائيل قرار سيادى

الإثنين 17-08-2020 23:10 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
نتنياهو خلال تصريحاته عن التطبيع مع الإمارات نتنياهو خلال تصريحاته عن التطبيع مع الإمارات تصوير : رويترز

دافعت الإمارات عن اتفاقية السلام والتطبيع، التى توصلت إليها مع إسرائيل برعاية الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمام التهديدات الإيرانية، فى حين توقع مسؤولون أمريكيون أن تبرم سلطنة عمان والبحرين اتفاقا مماثلا مع تل أبيب فى الفترة المقبلة، وأن تكون السعودية هى الدولة التالية، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إن بلاده تعمل على فتح المجال الجوى فوق السعودية أمام الرحلات إلى الإمارات.

وقال الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، الإثنين، إنه وجه الدعوة إلى ولى عهد أبو ظبى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لزيارة القدس بعد الإعلان الأسبوع الماضى عن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات، وقال ريفلين، فى بيان على «تويتر»: «كلى أمل أن هذه الخطوة سوف تساهم فى بناء وتعزيز الثقة المتبادلة بيننا وبين شعوب المنطقة، ثقة ترسخ التفاهم بيننا جميعا، إن مثل هذه الثقة كما أثبتم بالخطوة السامية والشجاعة من شأنها دفع منطقتنا إلى الأمام وتوفير الازدهار والاستقرار لسكان الشرق الأوسط بأسره». وأضاف أنه وجه دعوة رسمية إلى الشيخ محمد بن زايد لزيارة القدس.

وقال وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن اتفاق بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل «قرار سيادى وليس موجها إلى إيران»، وأضاف قرقاش، على «تويتر»، أن «معاهدة السلام الإماراتية- الإسرائيلية قرار سيادى ليس موجّهاً إلى إيران، نقولها ونكرّرها، ولا نقبل التدخل فى قراراتنا، كما نرفض التهديد والوعيد، سواء كان مبعثه التنمر أو القلق». ومن جانبه، استنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، نايف فلاح مبارك الحجرف، «تهديدات» الرئيس الإيرانى، حسن روحانى ومسؤولين عسكريين وسياسيين إيرانيين، للإمارات بعد اتفاقها مع إسرائيل، وذكر مجلس التعاون، فى بيان، مساء أمس الأول، «الأمين العام للمجلس» يعرب عن استنكاره لتهديدات الرئيس الإيرانى وبعض المسؤولين الإيرانيين تجاه الإمارات، التى تحمل فى طياتها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار منطقة الخليج العربى، وتتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، وأكد نايف «وقوف مجلس التعاون مع الإمارات ضد أى تهديدات تمس سيادتها وأمنها واستقرارها».

الأعلام الإماراتية والإسرائيلية فى شارع نتانيا الإسرائيلى

وجاء ذلك بعد أن استدعت الإمارات، مساء أمس الأول، القائم بالأعمال الإيرانى فى أبوظبى، وسلمته «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة» ردا على تصريحات روحانى، التى وصفتها وزارة الخارجية الإماراتية بأنها «غير مقبولة وتحريضية وتحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار فى الخليج العربى»، وقالت الوزارة، فى بيان، إنها «تعتبر خطاب روحانى تدخلا فى شؤونها الداخلية وتعديا على سيادتها»، وأضافت أن المذكرة التى تسلمها القائم بالأعمال الإيرانى «نبهت إلى مسؤولية إيران تجاه حماية بعثة الدولة فى طهران ودبلوماسييها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وبناء على خلفية سوابق الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية فى إيران».

وكان روحانى قال، السبت الماضى، إن الإمارات ارتكبت «خطأ كبيرا» بالاتفاق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأضاف: «على حكام الإمارات أن يعرفوا أنهم ارتكبوا خطأ كبيرا ونأمل أن ينتبهوا ولا يستمروا بهذا المسار الخاطئ».

وفى غضون ذلك، توقع نتنياهو أن يؤدى تطبيع العلاقات مع الإمارات إلى إبرام المزيد من اتفاقات التطبيع، مع دول عربية وإسلامية، وقال إن قوة إسرائيل الاقتصادية والسياسية «غيرت مبدأ الأرض مقابل السلام، إلى السلام مقابل السلام»، وأوضح أن: «الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن قد فارق الدنيا وتلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده: السلام الحقيقى، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة، وهذا ما نروّج له حاليا» حسب قوله، وأضاف: «إن هذا الاعتقاد الخاطئ منح الفلسطينيين حق (الفيتو) الفعلى على إحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية»، وأضاف نتنياهو: «نتوقع حجما هائلا من الاستثمارات والسياحة مع الإمارات ستغير وجه الاقتصاد الإسرائيلى».

وكانت الإمارات وإسرائيل دشنتا، أمس الأول، الاتصالات الهاتفية المباشرة بين البلدين، وقال وزير الخارجية الإسرائيلى، جابى أشكنازى، إن الجانبين «قررا إنشاء قناة اتصال مباشرة، قبل توقيع اتفاق التطبيع، واتفقا على لقاء قريب بين وزيرى خارجية البلدين». وبموجب شروط الاتفاق الإماراتى- الإسرائيلى، وافقت إسرائيل على تعليق خططها لضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى سيادتها، وقال كبير مستشارى ترامب، جاريد كوشنر، لقناة «سى. بى. إس» الأمريكية، إنه عمل مع ترامب على صفقة بين إسرائيل والإمارات، منذ تولى ترامب منصبه.

وفى المقابل، اتهم رئيس الوزراء الفلسطينى، محمد أشتية، الإمارات باستغلال القضية الفلسطينية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وأضاف، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعى، أمس: «إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقميص عثمان الفلسطينى مرفوض، وإن موضوع الضم وتجميده جاء بسبب صلابة الموقف الفلسطينى وليس لسبب آخر»، وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة «رويترز»: «الحديث عن فلسطين وما تقبل به وترفضه هو شأن القيادة الفلسطينية التى يمثل شرعيتها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)»، موضحا أن إيران هى أحد أسباب توقيع الاتفاق الإماراتى - الإسرائيلى، وقال «إن مساندة ترامب فى حملته الانتخابية يجب ألا تكون على حسابنا»، وأكد «أن العدو المركزى للأمة العربية هو إسرائيل، ولا يمكن أن يكون بعض العرب حلفاء شيطان الاحتلال»، وأضاف: «نرى فى الخطوة الإماراتية خروجا فاضحا عن الإجماع العربى، وإذا عند العرب موقف آخر تجاه مبادرة السلام العربية فليتم بحثه فى الجامعة العربية»، وأكد: «أن محور الصراع هو الأرض، وأى سلام يجب أن يبنى على الانسحاب من الأرض المحتلة عام 1967»، وأضاف أن حديث نتنياهو عن سلام مقابل سلام وهم من الخيال، وإن مبدأ السلام من منطق القوة، مبدأ لا يصنع السلام، إن السلام يجب أن يكون على منطق العدل والحق والشرعية الدولية، وقال أشتية «إنه مهما حاولت إسرائيل أن تتعامى عن الواقع، فمعركتها معنا نحن أصحاب الأرض، وسنبقى أوفياء لهذه الأرض».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية