x

«الجيش الحر» يبسط سيطرته على أجزاء كثيرة من سوريا.. وقبضة «الأسد» تتراخى

الأربعاء 18-07-2012 17:11 | كتب: اخبار |
تصوير : رويترز

دفعت المعارك التى شهدتها دمشق، خلال الأيام القليلة الماضية، والتى وُصفت بأنها الأعنف منذ بداية الثورة السورية قبل 16 شهرا، للحديث عن قرب حسم الأزمة. وباقتراب المعارك من مراكز صنع القرار، وعرين الرئيس بشار الأسد تترسخ قناعة المعارضة بأن سقوط نظام الأسد يمر حتما عبر السيطرة على مفاصل العاصمة السورية.

ونقلت التقارير الواردة من دمشق تأكيدات بأن الجيش السورى الحر بسط سيطرته على مناطق عديدة من العاصمة، وتحدثت عن تواصل سماع دوى الانفجارات وتصاعد أعمدة الدخان نتيجة الاشتباكات العنيفة التى بدأت منذ 3 أيام، وترافقت تلك التقارير مع أنباء عن السيطرة على مبنى المخابرات السورية وإغلاق مطار دمشق.

ومما يؤكد قرب حسم المعارك فى دمشق التفجير القوى وغير المسبوق الذى استهدف مقر الأمن القومى فى العاصمة السورية والذى أسفر عن مقتل وزير الدفاع وإصابة وزير الداخلية، وإصابة صهر الرئيس السورى أصف شوكت، بما يمثل ضربة قوية لنظام الأسد ويؤكد أنه بات يفقد قبضته عن السلطة، ويزيد احتمالات تصدع الجيش السورى ورأس النظام.

وتدور معارك منذ 4 أيام فى غالبية أحياء دمشق، وسط تأكيدات بأن الجيش السورى الحر بات يسيطر على مناطق عديدة فى العاصمة مما يضعف من قبضة الأسد على عاصمته ومؤسساته الأمنية والعسكرية، وفى خطوة تؤشر إلى تركيز المعارضة على استهداف العاصمة، طالب الجيش السورى الحر الثوار السوريين بالنزول إلى شوارع العاصمة لمنع وصول الإمدادات إلى قوات الأسد. وحذر المجلس الوطنى السورى المجتمع الدولى «المتردد والعاجز» من «النتائج الكارثية» لما وصفها بمعارك «المصير» التى تشهدها العاصمة دمشق ومدينة حمص، مؤكدا أن نظام الأسد حوّل العاصمة إلى «ساحة حرب يشنها على الأحياء الثائرة».

وجاءت التطورات الأخيرة لتؤكد أن تحصن النظام بالعاصمة دمشق وبسط سيطرته على مناطقها من أجل عزلها عن مناطق التوتر، قد تبوء بالفشل مع اندلاع الاشتباكات، ذلك أن هذه الاشتباكات قد تشكل فرصة للأغلبية الصامتة فى دمشق للخروج إلى الشارع والتعبير عن رفضها لممارسات النظام.

ووفقا لما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بدأت الثورة اجتياح دمشق على نحو يقوض المزاعم السابقة بشأن قبضة الرئيس الأسد على السلطة. وقالت الصحيفة إن العاصمة السورية تملؤها مشاعر الغضب والاستياء، مما ينذر بانفجار وشيك للأوضاع، إذ إن غالبية السوريين بات لهم أحد الأقارب إما قتيل أو جريح أو معتقل وهو ما يؤكده اختفاء المظاهرات المؤيدة للأسد خلال الأسابيع الأخيرة فى قلب العاصمة.

وتجسدت تلك المشاعر فى الشعارات المناهضة للنظام التى احتلت الجدران فى معظم أحياء العاصمة، كما كيّف المواطنون طرق الاحتجاجات للإفلات من القبضة الأمنية الحديدية التى تطوق أحياء دمشق، فلجأوا إلى ما سموها «المظاهرات الطيارة»، وهى عبارة عن تجمعات سريعة وصغيرة تلتئم فجأة وتتفرق عبر معظم أحياء العاصمة.

وعادة ما يلجأ منظمو تلك المظاهرات إلى التنسيق بين الأحياء، فيتم الاتفاق على موعد لتشتيت انتباه الأمن وفرق الشبيحة، ولا تنطلق المظاهرات فى وقت واحد وإنما يفصل بينها بعض الوقت بشكل لو تمت مهاجمة واحدة بدأت الأخرى، ليضطر رجال النظام إلى اختصار عملية القمع والانتقال فى مكان المظاهرة الأخرى.

واعتبرت الصحيفة أن تدفق أفواج من اللاجئين على العاصمة، بحثاً عن ملاذ من القتال الدائر فى مناطق أخرى من البلاد، ساهم فى تحول موقف المترددين حيال الثورة السورية، فوفقا لإحصائيات مجلس الأمن نزح 500 ألف داخل سوريا بسبب الظروف الأمنية الصعبة فى مناطقهم.

وجاء بعض هؤلاء النازحين إلى دمشق محملين بقصص حية عن معاناتهم فى المدن والمناطق المختلفة، والصور التى نقلوها إلى مواطنى دمشق انعكست بحالة تضامن معهم وأججت من غضب الدمشقيين.

ومما يجعل من التطورات المتلاحقة فى دمشق ذات تأثير كبير على مسار الثورة السورية تمركز العديد من المراكز الحيوية للنظام السورى داخل العاصمة وغير بعيد عن بعض مناطق التوتر التى ينشط فيها المعارضون.

وفضلا عن ذلك فإن تزايد موجة الانشقاقات واستقطابها لقيادات، وتزايد القدرات القتالية للجيش السورى الحر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية