x

أحياء تحت الأرض: المرافق العامة عندنا «خرطوم وجركن وجردل»

الثلاثاء 17-07-2012 21:00 | كتب: حنان شمردل |
تصوير : محمد معروف

لكل منهم قصته المأساوية التى كانت سبباً كافياً له للجوء إلى «البدروم»، يجمعهم مكان واحد «تحت الأرض» وأمنية تتردد على ألسنتهم دائما «نفسنا نشوف النور»، فداخل مساكن الإيواء بمنطقة امبابة، يعيشون «شبه حياة»، تحاصرهم الأمراض والحشرات، لا يعلمون عن المرافق العامة سوى خرطوم للمياه ووصلة كهرباء، وكل ما تمتلكه الأسرة داخل غرف البدروم هو مراتب رثة، وجردل بدلا من دورات المياه.

هذا هو الحال الذى تعيشه الحاجة هدى عبدالعاطى «47» عاما، مع أكثر من 40 أسرة تحت الأرض، فداخل الغرفة التى تسكن بها هى وأسرتها لا تجد سوى قطعة أثاث واحدة وعبوات الأدوية، وكل ما تتمناه: «أشوف النور، افتح شباك واقف فيه وأعيش حياة نظيفة، بعيدا عن الأمراض اللى بتموتنا كل شوية».

على الرغم من أنها تعيش تحت الأرض، لكنها تتابع الأحداث السياسية بشغف، فهى معارضة للنظام السابق منذ سنوات طويلة، لكن على طريقتها الخاصة داخل «الأتوبيسات»: «أنا من قبل الثورة وأنا ضد النظام. دايما لما بركب أتوبيس كنت بدعى على مبارك وأولاده وبكيت من كتر فرحتى لما عرفت إنهم هيتحاكموا، لكن أنا نفسى الرئيس الجديد ده يبص للناس اللى عايشة تحت الأرض، ويهتم بينا ويعالج حفيدى اللى عنده ثقب فى القلب».

أكثر من 10 أعوام قضتها شيريهان حربى «27» عاما، هى وأولادها فى «البدروم»، لا تمتلك سوى الغرفة التى تعيش بها، تخرج يوميا لبيع الخضار للإنفاق على أطفالها الثلاثة، بعد وفاة زوجها: «زوجى توفى فى البدروم وهو بيركب لنا وصلة الكهربا، وحاليا أعيش أنا وأطفالى فقط فى الغرفة على معاش 160 جنيهاً وبيع الخضار». كل ما تتمناه شيريهان هو: «عقد نور أو إيجار عشان أعرف أدخل ولادى المدرسة».

داخل غرفة منى عاشور «36» عاما لم يختلف الوضع كثيرا فالغرف كلها مساحة واحدة، ومحتوياتها واحدة: «كل أسرة عايشة تحت الأرض عندها جردل، لأننا معندناش دورات مياه، وبالنسبة لمية الشرب كل يوم بخرج أنا والستات ونملى من الخرطوم».

الابن الأصغر لمنى كان أحد ضحايا الأمراض والحشرات التى تحاصر البدروم، حتى توفى قبل عام ونصف العام بمرض الكبد الوبائى: «معظمنا هنا عنده الكبد الوبائى، لكن ابنى الصغير مستحملش ومات بسببه، إحنا حالنا أصعب من العشوائيات»، كل ما تتمناه «منى» من السيد الرئيس هو: «ميعاملناش كأننا فئران زى عصر مبارك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية