عدسة «المصري اليوم» تروي قصة انتخابات ليبيا«ليبراليبيا»

«لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً، ولم ولن نكون عبيداً بعد اليوم».. هكذا علت صيحات أبناء ليبيا الأحرار فى صبيحة «17 فبراير» لتبدأ دماء الشهداء الذكية فى كتابة ملحمة الحرية من مصراتة وأجدابيا وطرابلس وحناجرهم تتغنى بأهازيج الثورة الليبية قائلة: «عيدك عيدين يا بلادى محلا الفرحة، ولمتنا فى شوارع مدينة السمحة، فرحة من قلوبنا مرتسمة بضحكة، على وجوه ولادك اللى ردولك البسمة». كر وفر وقتال.. شهادة وانتصار.. ثورة ناجحة تمخضت لتلد انتخابات برلمانية شهدتها ليبيا للمرة الأولى منذ أن تقلد القذافى منصب الرئيس.

مشاهد انتخابية على الأرض الليبية زينتها الألوان الزاهية لعلم الثورة الأسود والأخضر والأحمر وأشرف عليها وراقبها الشهداء من قبورهم التى زينت شواطئ طرابلس الحبيبة. تتويج لقتال مدمر مع أبناء «معمر» يعيد إلى الأذهان حال ليبيا فى 16 فبراير، حيث منع الجميع من القيام بأى تجمع ولو حتى لمشاهدة مباراة كرة القدم أو الاستمتاع بالشاى الليبى والأرجيلة على أحد المقاهى.

واليوم دفع الليبيون تذكرة مشاهدة مباراة ثورة فى ميادين الحرة الخضراء بدمائهم فحولوا شوارع ميادين ليبيا إلى مدرجات عملاقة اتسعت لصيحات الفرحة بالأهداف والحسرة على الفرص الضائعة وتشجيع اللاعبين بأسمائهم لأول مرة منذ سنوات صور الشهداء تحتضن المرشحين وأعلام تونس ومصر تحضن الناخبين، وأبناء سوريا يرفعون أياديهم، داعين وحالمين ومواصلين فى طريقهم للحاق بقطار الربيع العربى، وطبول النصر تقرع على صناديق الانتخابات لتدخل ليبيا قاموس التحرر بفوز التيار الليبرالى فى الانتخابات البرلمانية. لتكتب ليبيا مصطلحاً جديداً فى قاموس السياسة الدولية فى معادلة ثورية زينت فيها الليبرالية طرابلس ومصراتة وأجدابيا لتبدل عهد الكتاب الأخضر الديكتاتورى بعهد.. «الليبراليبيا»

تصوير :محمد حسام الدين