x

3 إيمان خليل:انخراطي في النضال النقابي يكسر قاعدة «الست ما تعرفش تجيب حق زملائها الرجال»

الثلاثاء 17-07-2012 22:52 | كتب: سيد تركي, محمد طارق |
تصوير : other

على درجات سلم رخامى أمام مبنى خزينة شركة مصر للغزل والنسيج تجلس وحولها عشرات العاملات وعدد من العمال، سيدة أربعينية بحساب العمر، وثلاثينية بحساب العمل فى الشركة، عرفت نفسها سريعا: أنا مدام إيمان خليل، عاملة بغزل المحلة، أعمل بالمصنع منذ 33 عاما. لم تتحرّج مدام إيمان فى الإجابة عن عمرها: «عادى أنا هاخبى عمرى ليه.. عندى 47 سنة، حضرت للمصنع صبية فى ثالثة إعدادى، ولم أخرج منه حتى الآن».

الزوجة، والأم لمهندسة وشابان حاصلان على دبلوم فنى، تصر على التأكيد بين كل جملتين أنها عاملة وليست قائدة عمالية. «هنا مافيش قادة كلنا عمال، والإضراب دا بدأه (عمال مشاهير) قبل أسبوع لكن العمال لم يستجيبوا ولم يتحركوا إلا السبت الفائت دون ترتيب أو تخطيط أو زعامة من أحد».

حالة نفى «الزعامة المستمرة» التى تحاول «المدام» التأكيد عليها فى حديثها تقابلها زميلاتها المنتشرات حولها والمصغيات باهتمام لكل تصريح، وتأمين على كل كلمة واتهام توجهه إيمان لقيادة إدارية فى الشركة. بدأت «خليل» حياتها فى المصنع صبية تدرس وقررت الاكتفاء بما حققته والتركيز فى العمل فقط، لكن «جينات» عدم السكوت عن الحق ظلت تطاردها. تحكى عن ذلك بالقول: «أول ما دخلت المصنع فى 1979 بدأ فكرى العمالى يتطور ولقيت نفسى ما بعرفش أسكت عن حقى حتى وأنا صبية صغيرة كنت بأعرف إزاى أجيب حقى فى المصنع بالأدب».

تمر السنوات وإيمان معروفة فى مصنع «4 ملابس»، لكنها قررت خوض الانتخابات النقابية عام 2005، فحدثت نقطة التحول الكبرى فى حياتها: «خسرت الانتخابات بسبب التزوير الذى شهد به الجميع، لكن رغم مرار الخسارة إلا أننى اكتشفت أننى الرابح الأكبر من النتيجة، أصبحت معروفة كـ(ست بتجيب حق زمايلها) فى المصنع».

التحول من عاملة «بتجيب حق زملائها فى مصنع واحد بين أكثر من 30 مصنعاً، كانت رغبة من العاملة فى «تغيير الفكرة اللى بتقول إن الست ما تعرفش تجيب حق زملائها الرجال، ورغبة فى كسر احتكار الرجال المناصب النقابية لأنهم لا يهتمون بمطالب العمال بشكل عام والعاملات تحديدا باعتبارهن «دى ست لا هاتودى ولا هاتجيب»، وتتذكر إيمان واقعة إهمال ارتكبها طبيب المستشفى بحق عاملة فى حضور أحد أعضاء النقابة الذى لم يبد اهتماما بحالتها».

عن إضراب الخامس عشر من يوليو تقول: «صبرنا عاماً ونصف دون أى تحركات كبرى فى الشركة، لكن يبدو أن الإدارة استقبلت هذا الأمر باعتبار الشركة دون مشاكل، الحقيقة أن العمال اليوم محبطون ماليا وصحيا، وهذه مشكلات لا تخص العاملات وحدهن بالضرورة لكننا نتحمل العبء الأكبر منها».

وعن توقعاتها لرد فعل السلطة الجديدة التى وصلت سدة حكم البلاد، تقول:«لا ننتظر كثيرا لأن «اللى نعرفه من مجلس الشعب اللى رجعه الرئيس مرسى هو قانون تجريم الإضراب، والثورة لم تندلع لتطالب بمجلس شعب يعادى العمال لكن شعاراتها الثلاثة كانت الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية التى لم يتحقق منها سوى حرية الانتخابات دون أى مؤشرات أو رغبة فى تحقيق ثلثى الشعار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية