x

2 عمال الأمن: عين فى «جنة» مطالب الإضراب.. وعين فى «نار» مهام الوظيفة

الثلاثاء 17-07-2012 22:52 | كتب: سيد تركي, محمد طارق |
تصوير : other

الشعور بالظلم وغياب العدالة الاجتماعية، كان الدافع الأساسى وراء حديثهم كباقى العمال، لكنه جاء على استحياء بالغ وخوف شديد، نظرا لوضعهم الحساس، حسب وصفهم، خاصة أنهم عمال الأمن الذين يبيتون كل ليلة لحراسة المصنع دون الاهتمام بوجود اعتصام من عدمه.

يؤكد ثروت عامل الأمن، وهو اسم مستعار اختاره لنفسه، يعمل بالمصنع منذ خمسة عشر عاما فى وظيفة مشرف أمن، على أهمية شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، ليس فى مصر فقط، بل فى الوطن العربى باعتبارها أكبر تجمع عمالى فى المنطقة، لكنه يلفت إلى أن أجورهم وعمال الإنتاج فى المصنع ضعيفة. يقول ثروت: «مرتباتنا لا تزيد عن الألف جنيه شهريا، لكن غلاء أسعار الاحتياجات الأساسية من مأكل وإيجار ومصاريف انتقال من المنزل إلى الشركة تأكل هذا المبلغ، الذى يراه هو كبيرا نظريا»، يضيف عامل الأمن: «فاتورة المياه والكهرباء الشهرية، ومصاريف الولد الذى سيدخل إلى الحضانة العام المقبل، والبنت ذات الثمانى سنوات والتى تزيد مصاريفها يوما بعد يوم لزوم الأكل والكسوة والمدرسة، إضافة إلى المصروف اليومى الذى يصل ثلاثة جنيهات، يأكل ما أطمع فى توفيره لزوم الطوارئ من مرض أو علاج، وهو ما دفعنى للسعى فى طلب الرزق فى وظيفة ثانية بجانب عملى كحارس ليلى داخل المصنع».

يعلن ثروت تضامنه مع اعتصام العمال ومطالبهم، ويؤكد دعمه المعنوى لهم، لأن المصلحة ستعود عليهم جميعا، لأن أفراد الأمن والحراسة جزء من الشركة مثلهم مثل باقى العمال.

تخرج من ثروت ضحكات خفيفة على استحياء، ويرفض استكمال الحديث بتفاصيل أكثر، لكنه يؤكد أن «لديه أوجاعا كثيرة يطول شرحها، لكن طبيعة عمليه كحارس أمن، تمنعه من الخوض فى أسرار الشركة، والمشاكل التى يتعرضون لها بصفة مستمرة»، مضيفا: «الشركة دى روحنا وحياتنا ولقمة عيشنا، وإحنا مع العمال، لأن العمال اللى بيطالبوا بحقوقنا، بيتكلموا عن مشاكلنا قبل مشاكلهم، والخير اللى بييجى بييجيلنا كلنا، بس برضه ماينفعش أشارك فى الإضراب معاهم».

شعوره بالخوف الذى يظهر فى نهاية حديثه يدفعه إلى الإحساس بالخطر من عدم حصوله والعمال على مرتبهم الشهرى إذا استمر الإضراب، لاسيما مع اقتراب شهر رمضان وتزايد احتياجاتهم من السلع الغذائيه والتموينية، خاصة أن هناك الكثير من العمال لا يملكون إلا المرتب الذى يكفى احتياجاتهم بالكاد، ينهى حديثه بالقول: «الشركة فاتحه بيوت ناس كتير جنب عمال الشركة الـ23 ألف، والعطلة دى على الناس كلها، والضرر علينا كلنا».

أما سيد حجازى، وهو اسم مستعار اختاره لنفسه، حارس الأمن ذو الأربعة والثلاثين ربيعا، والذى قضى الليلة الأولى من اعتصام العمال فى حراسة البوابة الخارجية للمصنع، فغلبت عليه مشاعر الحزن لما آلت إليه أحوال الشركة، لكن تضامنه مع حقوق العمال ومطالبهم، لم يمنعه من رفضه للإضراب فى الوقت الحالى بسبب الوضع الحساس للدولة، خاصة لقلة الموارد، والأموال لدى الدولة»، على حد قوله.

حجازى كان يعمل بالشركة منذ أن كان صبيا لا يتجاوز خمسة عشر عاما، ثم حفظ وظيفته فى الشركة وذهب إلى الجيش لقضاء الخدمة العسكرية، وبعد أن انتهت فترة تجنيده، عاد إلى المصنع كفرد أمن، بعد أن كان عاملا داخل مصانع الشركة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية