x

التزموا بارتداء الكمامات.. دراسة تُحذر من المصابين بفيروس كورونا دون أعراض ظاهرة

الأربعاء 12-08-2020 03:59 | كتب: غادة سويلم |
التزموا بارتداء الكمامات التزموا بارتداء الكمامات تصوير : اخبار

مع قرارات الانفتاح التدريجي وتخفيف القيود المفروضة بسبب كورونا، يشعر الكثيرون بالارتياح. ولكن.. يُحذرالخبراء من الانفتاح السريع وحدوث موجة ثانية من انتشار الفيروس.

وكشفت إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة الطبية JAMA Internal Medicine هذا الأسبوع، عن خطر يواجه الكثيرون وهى مخالطة مصابين بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أي أعراض.

قام المشاركون في تلك الدراسة، بعزل 303 مرضى مصابين بـفيروس كورونا المستجد، في مركز علاجي في كوريا الجنوبية. ومن بين هؤلاء، كان 110 (36٪) بدون أعراض و21 (19٪) ظهرت عليهم الأعراض أثناء العزل.

وأفاد الباحثون، أن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض ينشرون الفيروس بسهولة مثل أولئك الذين يعانون من الأعراض. وأوضحوا أنه يمكن لهؤلاء الأشخاص أن ينقلوا كورونا بسهولة مثل المرضى الذين يعانون من أعراض، فمن الآمن افتراض أن نسبة كبيرة من الانتشار تأتي من أشخاص بدون أعراض.

قاد الدراسة «سونجاى لى»، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة «سونج يانج» في كوريا الجنوبية، وفيها، قام الباحثون بتحليل المسحات المأخوذة من المجموعة بين 6 مارس و26 مارس من العام الجارى، ووجدوا أن أن 16 ٪ من الأشخاص المصابين بـفيروس كورونا المستجد، لا تظهر عليهم أعراض ويمكنهم نقل الفيروس بكل سهولة وبشكل سريع، بينما تشير البيانات الأخرى إلى أن 40 ٪ من انتقال الفيروس يرجع إلى عدم ظهور أعراض المرض على حاملي الفيروس، والذيم يتنقلون دون أي اتخاذ أي اجراءات احترازية عند تواجدهم في الأماكن العامة.

يقول أنتوني فاوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إنه خلال 40 عامًا من التعامل مع تفشي الفيروس، لم يرَ شيئًا مثل فيروس كورونا المستجد، لا سيما بطريقة فردية ساعدت في الوصول إلى واحدة من أكبر الأزمات الصحية العامة.

تبلغ نسبة العدوى التي يمكن للأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض، نقلها إلى غيرهم بنسبة 75٪ من الفيروس من خلال التحدث أو التنفس، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وبناءً على دراسات ديناميكيات «التخلص من الفيروسات».

فلماذا لا تظهر على بعض الناس أعراض بينما البعض الآخر ليس كذلك؟

يقول الباحثون أن SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا 2019 كورونا المستجد، يستخدم الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) كمستقبل خلوي لغزو خلايا الدم البشرية.

ويوضح الباحثون، أن الكبد ينتج بروتينًا يسمى «الأنجيوتنسين»، ثم يتم تفكيكه بواسطة إنزيم الرينين- وهو إنزيم يتم إنتاجه في الكلى، لتكوين أنجيوتنسين 1- عندما يمر في مجرى الدم عبر الرئتين والكليتين، يتم تحويله أيضًا لإنتاج أنجيوتنسين 2 بفعل إنزيم آخر ويؤثر على انقباض الأوعية الدموية وبالتالى زيادة ضغط الدم، ويحفز إنتاج الألدوستيرون من الغدد الكظرية مما يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالصوديوم وفقدان البوتاسيوم من الكلى والذى يؤدى إلى افشال وظائف حيوية داخل الجسم.

ويبدو أن مستقبلات أنجيوتنسين2 الذي يُعرف بـ ACE2، أكثر انتشارًا لدى كبار السن وأولئك الذين يعانون من السمنة أكثر من الشباب الذكور عن النساء.

قد يؤدي ذلك إلى حد ما، في تفسير سبب عدم تأثر الكثير من الشباب بشدة بالفيروس مثل أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، على سبيل المثال.

وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأعراض المسببة للتخلص من الفيروس بمعدل مرتفع للغاية، على غرار الإنفلونزا الموسمية لكن المصابين بالأنفلونزا لا يتخلصون من الفيروس عادةً حتى تظهر عليهم الأعراض.

أيضًا، تساهم الاصابة والتعافى من فيروسات كورونا الأخرى، من منح الأشخاص قوة في «مناعة الخلايا التائية»- وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا الليمفاوية التي تحمى الجسم من الخلايا السرطانية والخلايا التي أصيبت بمسببات الأمراض-، ضد الفيروسات المماثلة.

أيضًا، التغيرات الجينية الأخرى الايجابية قد تكون سبب اصابة بعض الأشخاص بأعراض أقل حدة أو عدم ظهورها.

ومع عدم وجود لقاح حتى الآن، يحذر الأطباء من «عاصفة السيتوكين»، وهي عملية يتفاعل فيها الجهاز المناعي لدى الأشخاص الأصحاء بقوة بحيث تؤذي الجسم وتؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بالأعضاء، وفي أشد الحالات تؤدى إلى فشلًا في الأعضاء.

السمة المميزة لبعض الفيروسات

يوضح الأطباء أن اندفاع الخلايا المناعية ومركباتها المنشطة (السيتوكينات) أدى إلى قلب الجسم ضد نفسه بشكل فعال، مما أدى إلى التهاب الرئتين، وضيق تنفسي شديد، مما جعل الجسم عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي الثانوي.

وكان مسؤولى الصحة العامة الناس نصحوا الأشخاص بالالتزام بالمسافة الآمنة. وارتداء أقنعة الوجه لتقليل فرص الاصابة من هؤلاء الذين قد يكونون مصابين بـفيروس كورونا المستجد، ولكن لديهم أعراض خفيفة جدًا أو لا تظهر عليهم أعراض.

لا يهم ما إذا كان الشخص يبدو مريضًا أم لا

أشارت افتتاحية الباحثين، مونيكا غاندي وديبورا يوكو وديان هافلير من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إلى دراسة حديثة حول تفشي فيروس كورونا في أكبر المنشآت الطبية والتي «تثبت بقوة أن المناهج الطبية الحالية غير كافية للحماية من الاصابة بالعدوى».

وقالوا إن هذه الأعراض تكون بسبب ضعف الارتباط الوراثي العالي (الجينات)، انتقال الفيروس في المقام الأول من خلال الرذاذ، وتكرار أعراض الجهاز التنفسي السفلي المتمثلة في (الحمى والسعال وضيق التنفس).

وقالت الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن فيروس كورونا المستجد يُدمر الجزء العلومى من الجهاز التنفسي للانسان، حتى بين المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض، حيث يحدث تكاثر الفيروس بشكل رئيسي في الجزء السفلى من الجهاز التنفسى.

وخلصوا إلى، أنه في أي وقت يمكن أن ينتشر فيه الفيروس من قبل أشخاص بدون أعراض، يجب اللجوء إلى التدابير الوقائية للوقاية من انتقال العدوى، واهمها الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة، والتى تعتبر أفضل وسيلة للحد من انتقال العدوى.

وحتى اليوم، أصاب فيروس كورونا المستجد، ما لا يقل عن 20 مليون شخص على مستوى العالم وما يقرب من 5 ملايين شخص في الولايات المتحدة. وقد قتل أكثر من 725.539 شخصًا في جميع أنحاء العالم وما لا يقل عن 162181 شخصًا في الولايات المتحدة. وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية