«هذه البلد ما بتموت.. قومى من تحت الردم، قومى من حزنك قومى، إن الثورة تولد من رحم الأحزان»، ظلت ترددها قيثارة الشرق وصوت الأرض، ماجدة الرومى وهى تتفقد الخراب الذى حل بوطنها لبنان، سارت بجسدها النحيل بين المنازل المُحطمة وعيونها دامعة، وصوتها الذى تحول نوعه من «السبرانو» إلى الحزن والقهر، تواسى وتشكر مئات الشباب الذين دلفوا إلى البيوت لتنظيف وإصلاح ما يمكن إصلاحه بأيديهم «نازلة اشوف هدول الشباب اللى بيكبروا القلب».
على مدار الأسبوع الماضى، خرجت عدة مبادرات فردية من الشعب اللبنانى لإنقاذ البلد من الآثار القاسية التى خلفها انفجار مرفأ بيروت، والذى وصفه الخبراء بأنه ثالث أخطر تفجير حدث بعد قصف الولايات المتحدة مدينتى هيروشيما وناكازاكى اليابانيتين بقنبلتين نوويتين.
فى البداية نزل آلاف الشباب اللبنانيين فى مناطق مختلفة، إلى الشارع بـ«مكانسهم»، يحملون الردم والزجاج من الأرض، وينظفون الشوارع، ويتخلصون من مخلفات وحطام الذكرى الأليمة.
لم تكن تلك المبادرة الوحيدة لمحاولة إعادة الحياة فى بيروت على يد أبنائها، حيث توالت المبادرات واحدة بعد الأخرى، ومن ضمنها عرض أحد محال النظارات الطبية بتحمل تكلفة من خسروا نظاراتهم فى الانفجار، حيث كتب مالك المحل على صفحته الشخصية: «إلى كل من فقدوا نظاراتهم الطبية بسبب الانفجار الهائل فى بيروت، نقدم نظارات وإطارات مجانية».
ونشرت الفنانة اللبنانية ندى أبوفرحات فيديو عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى «انستجرام»، بمشاركتها فى مبادرة « ALL FOR ONE CHEEFS STARS»، والتى توفر، من أول يوم حدث فيه الانفجار، مئات الوجبات الصحية للعائلات المتضررة وتسمح المبادرة بالتبرع المادى أو العينى، كما تطوع عشرات الشباب معهم، سواء فى إعداد الطعام، أو توزيع الوجبات.
وقالت ندى: «لكل اللى بيقدر يساعد بالطبخ أو يأمن مواد غذائية لكل العالم المحتاجة بسبب الكارثة، من فضلكم نداء لكل الناس»، وبعد يومين من نجاح المبادرة كتبت: «حبكن ومساهمتكن خلتنا نطعم اليوم أكثر من 500 عائلة».
OPEN HOMES LEBANON، هى صفحة تجمع عدة عائلات تطوعوا بفتح منازلهم لاستضافة العوائل التى فقدت منازلها بشكل مجانى، كما عرضت الدكتورة نغم الحمرا، معالجة فيزيائية، تقديم خدمة مجانية للمتأثرين بالانفجار.