x

«علاء الدين».. عرض مسرحي بمقايس استثنائية على أرض مصرية

الإثنين 10-08-2020 17:26 | كتب: أحمد الجزار |
مسرحية علاء الدين  - صورة أرشيفية مسرحية علاء الدين - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

يواجه المسرح المصري منذ سنوات حالة من التردي الواضحة، ولم ينجح صناعه حتى الاَن، في إحداث الطفرة التكنولوجية والتطور الذي يواكب المسرح العالمي، وهذا ما وضع المسرح في مكانة بائسة مقارنة بالسينما التي شهدت نقلة كبيرة على مستوى دور العرض، مما جعلها تحافظ على حجم روادها وإيراداتها أمام كل العقبات.

الفقر الذي يعانيه المسرح يمثل عقبة أيضًا أمام مشاركة العديد من النجوم الشباب فيه حتى الاَن، وأغلبهم لا يفضلونه لأنه لا يواكب طموحهم قبل أي شيء.

لقد شاهدت منذ سنوات مسرحية «ليلة من ألف ليلة»، للنجم يحيي الفخراني بالمسرح القومي، والحقيقة شعرت بتعاسة بالغة من مستوى المسرح والديكور والأزياء، وكأننا نعود للوراء، فقر في كل شيء، ويظل عامل الجذب الوحيد للعمل هو مشاركة نجم كبير بحجم يحيي الفخراني، فهل هذا يكفي؟ وما الذي سيقدمه المسرح إذن أو صناعه أو القائمين عليه لهذا النجم الكبير؟ إنها بالفعل معادلة خاسرة.

أتيحت لي الفرصة مؤخرًا لمشاهدة عرض «علاء الدين»، للنجم أحمد عز، في أول تجربة مسرحية له، على مسرح «كايرو شو»، والحقيقة، كان لدي شغف كبير لمشاهدة العرض لأنني أعرف «عز» شخصيًا منذ سنوات، وأعرف حرصه وشغفه على التنوع والتحدي والاختلاف، فما الذي جذب هذا النجم السينمائي ليخوض المغامرة على هذا الوسيط المعروف بفقره وبأسه.

البداية كانت مع الإطلالة الأولى للمسرح الذي يتمتع بثراء كبير على جميع المستويات، بداية من موقع المسرح، وديكوراته، وقاعة العرض، وخشبة المسرح، ومستوى الصوت، وغيرها وغيرها من العوامل التي تجعل متحمس لمشاهدة العرض ومضمونه، وايقنت وقتها بأن القائمين على هذه التجربة لديهم نفس الشغف الذي كنت أبحث عنه للسنوات في المسرح المصري، وأن لديهم طاقة لإحداث نقلة حقيقة.

«قصة علاء الدين».. قصة قديمة ومستهلكة وسبق وقدمت عشرات المرات على مسارح العالم، فما الجديد؟ وماذا سيضيف هذا المسرح الغني لهذه القصة؟

وبدأت الحكاية.. تفتح ستارة المسرح ونجد حرس القصر يبحث عن «علاء الدين»- أحمد عز، الحرامي الذي يسرق من الأغنياء ليعطي للفقراء، بينما نرى «ياسمينا- ابنة السلطان» تبحث عن البطل المغوار «علاء الدين».. في ظل بحث الجميع عن علاء الدين نرى النجم أحمد عز يأتي طائرًا من أعلى نقطة في المسرح من الخلف ليسكن على الخشبة، وتنطق الرواية.

قدمت المسرحية بطريقة استعراضية موسيقية، لأول مرة أرى أحمد عز يغني ويرقص ويطير ويستعرض، وبعد مرور دقائق عثرت على الإجابة التي كنت أبحث عنها، وعرفت أن عز أجاد الاختيار وساعده في ذلك الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها المسرح.

فـ «عز» يشع ضوءًا على الخشبة، يصول ويجول ويضحكنا. ولم أشعر للحظة أنها تجربته المسرحية الأولى، فإنني أمام ممثل قدير يمسك جيدًا زمام الخشبة التي يقف عليها، فلا مكان للرهبة أو الخوف، ولم أشعر للحظة أن الخشبة «واسعة» عليه، فهو ولد ليكون بطلًا.

خشبة مسرح «علاء الدين» كانت مثقلة بالمواهب الكبيرة والواعدة أمثال «سامي مغاوري- السلطان» و«محمد جمعة- فرعون» و«هشام إسماعيل- جعفر» و«محمد ثروت- المارد» وأخيرًا «تارا عماد- ياسمينا»، الكل تفوق على نفسه، والجيمع يتنافسون على إضحاك الكبير قبل الصغير، والكتابة مقدمة بطريقة عصرية ومواكبة للأحداث، إذ لم يخلو النص من إفيهات عن ياسمين صبري والهضبة عمرو دياب وحمدي الوزير وغيرهم.

ديكور المسرحية مبهر ورائع وغني، كذلك الأزياء التي كانت من أروع عناصر هذا العمل، وعلمت أنها صممت خصيصًا في الهند من أجل هذا العمل.

وتحية خاصة لصانع هذه البهجة المخرج مجدي الهواري، الذي قدم إخراجًا للعمل لا يقل عن التجارب العالمية، واستخدم جميع التقنيات الحديثة من «هولوجرام» ومؤثرات صوتية وبصرية تليق بهذا العرض الكبير، الاستثنائي، الذي يجب أن يكون بداية لمسرح حديث ومتطور يليق بتاريخ المسرح المصري العريق ويمنحه قبلة الحياة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية