تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأحد، خطط وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي، للعام الدراسي 2020-2021، في ظل جائحة كورونا، وذلك في اجتماع حضره كل من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
استهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع بالتأكيد على أنه في ضوء ما فرضته علينا جائحة كورونا يجب أن نتفق على تصور محدد لسير العملية التعليمية، خلال العام الدراسي الجديد 2020-2021، خاصة في ظل ما تفرضه علينا أيضًا ظروفنا من كثرة أعداد الطلاب، وهو ما يتسبب في زيادة الكثافة الطلابية وحدوث التزاحم، الأمر الذي يحتاج إلى ترسيخ منظومة متكاملة الأركان لتحقيق الأهداف المطلوبة من العملية التعليمية، وفي الوقت نفسه حماية الطلاب والمدرسين وجميع العاملين في المنظومة التعليمية.
وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أنه تم الاتفاق على بدء العام الدراسي الجديد في 17 أكتوبر المقبل، وذلك بالتنسيق مع وزير التعليم العالي، لافتًا إلى أنه من حيث المحتوى الرقمي المتاح حاليًا، فقد أصبح يضم المكتبة الرقمية التي تشتمل على مناهج تعليمية للصفوف من KG1 حتى الصف الثالث الثانوي، وشهدت إقبالا عاليا وصل إلى مئتي مليون طالب.
وأوضح الدكتور طارق شوقي أن نظام الامتحانات الإلكترونية قد بدأ الإعداد له في عام 2018، ووصلنا حاليا إلى مرحلة متقدمة للغاية في هذا الشأن، وخلال الشهرين الماضيين قمنا بإعداد 11 مليون امتحان للثانوية العامة، كما تم تدشين موقع إلكتروني لمراجعات الثانوية العامة 2020 (ثانوية دوت نت)، لافتًا إلى أن كل ما تم إعداده من أدوات وبرامج تعليمية يعد من مكتسبات فترة أزمة «كورونا»، وسيكون لها إفادة كبيرة لنا جميعا خلال المرحلة المقبلة.
وقال الوزير إنه خلال الفترة المقبلة سيكون أمامنا تحد كبير في أعداد الطلاب، حيث إن لدينا 23 مليون طالب، موزعين على مدارس متنوعة، وقمنا بتقسيمهم إلى مراحل، منKG1 حتى 3 ابتدائي، ومن 4-6 ابتدائي، ومن أولى إعدادي – 3 إعدادي، ثم المرحلة الثانوية، مؤكدا أنه أصبح لدينا بنية أساسية إلكترونية متكاملة في المرحلة الثانوية.
وعرض وزير التربية والتعليم خلال الاجتماع تصورات مبدئية لخطة العام الدراسي المقبل، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان عن الخطة الكاملة أول سبتمبر المقبل، وسيتم عرضها على رئيس الوزراء يوم 20 أغسطس الجاري.
وخلال الاجتماع، أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي أنه كان من نتائج القرارات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للتصدي لخطر جائحة كورونا تطبيق أفكار تحقق مبدأ التباعد الاجتماعي لضمان استمرار العملية التعليمية دون أن تتأثر سلبًا بقرار إغلاق المؤسسات التعليمية، وارتكزت هذه الأفكار على التقنيات الحديثة من خلال التعلم عن بعد.
وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أنه بعد مرور فترة زمنية كافية من تطبيق نظام التعلم عن بعد، كانت هناك حاجة لتقييم هذه التجربة؛ للوقوف على أهم التحديات التي ينبغي مجابهتها في المستقبل، وذلك من خلال إجراء دراسة استقصائية شارك فيها مجموعة من القيادات العليا بالجامعة وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري، والطلاب المصريين والوافدين، واستهدفت تقييم التجربة المصرية للتعليم عن بعد، وقياس رضا الأطراف المعنية كافة، إلى جانب وضع تصور متكامل لخطة عمل مستقبلية، حيث أوضحت النتائج ارتفاع نسبة تقبل المشاركين في هذه الدراسة الاستقصائية لفكرة التعليم المدمج.
واستعرض وزير التعليم العالي الأسس التي يرتكز عليها النظام الجديد للتعلم، والذي من المقرر أن يتم تطبيقه خلال العام الدراسي الجديد 2020-2021، موضحًا في هذا الصدد أن نظام التعلم الجديد يقوم على المزج بين نظام التعلم وجهًا لوجه، والتعلم عبر الإنترنت، وتم اعتماده على نطاق واسع عبر التعليم الجامعي مع إشارة بعض العلماء في الخارج إلى أنه «النموذج التقليدي الجديد للتعليم» أو «الوضع الطبيعي الجديد للتعلم».
وفي ضوء ذلك، شرح الدكتور خالد عبدالغفار مقترح الخطة التنفيذية لشهري أغسطس وسبتمبر للجامعات، استعدادا لتطبيق التعليم الهجين للعام الجامعي الجديد، لافتا إلى أن بنود الخطة تشمل إجراءات تقييم كل جامعة للبنية التحتية لديها، وموقف الانتهاء من كافة التجهيزات ومتطلبات البنية التحتية لمراكز الاختبارات الإلكترونية وتذليل أي عقبات تعوق سرعة إنجاز الأعمال.
وأعلن الوزير خلال الاجتماع أنه من المخطط توريد الأجهزة المطلوبة خلال شهر سبتمبر المقبل، إلى جانب الانتهاء من إنشاء وحدة الاختبارات الإلكترونية بالجامعة تنفيذا لقرارات المجلس الأعلى للجامعات بتاريخ 18 إبريل 2020؛ لتنفيذ مشروع الاختبارات الإلكترونية، بالإضافة إلى الانتهاء من التعاقد مع الشركة المصرية للاتصالات لتقديم خدمات الربط والإنترنت في ضوء بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والشركة المصرية للاتصالات.
وقال الوزير: تتضمن الخطة تجهيز المادة العلمية للعام الدراسي الجديد بواسطة أعضاء هيئة التدريس المنوط بهم تدريس المقررات التعليمية، إلى جانب تحديد عدد الساعات المعتمدة، والأهداف العامة والسلوكية، والمحتويات النظرية والعلمية، والجدول التدريسي للمقرر عن طريق التعليم عن بعد أو وجها لوجه، والدرجات المخصصة للمقرر وطريقة وموعد التقييم؛ وذلك لإعلانها للطلبة ليكون الطالب على دراية شاملة لما هو مطلوب منه تحصيله في كل من التعلم عن بعد ونظام التعليم من المقر، كما سيتم إعداد المحاضرات مع تسجيل صوتي لشرح المحاضرات استعدادا لرفعه للطلاب على LCMS في الموعد المحدد بكل محاضرة طبقا للجدول الدراسي للمقرر.
وأضاف: سيتم كذلك توفير المصادر العلمية المحلية والعالمية المرتبطة بالمحتوى العلمي على الإنترنت، مثل موقع «بنك المعرفة المصري» مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لكل من الفيديوهات والصور والنصوص التي تمت الاستعانة بها في المقرر، وتجهيز الواجبات والأنشطة والمشاريع العلمية والبحثية التي يمكن أن تعد من وسائل التقييم المستمر للطالب.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن الخطة تشمل أيضًا تجهيز الجداول الدراسية بالتكامل التام بين كل من التعليم عن بعد والتعليم بمقر الجامعة على أن يتم تقسيم الطلبة لمجموعات تدريسية صغيرة ويكون الحضور في الكليات العلمية والكليات النظرية لأيام محددة، سيتم إعلانها.