رفض عدد من الأحزاب المدنية وشباب الثورة الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى مصر ولقاءها مع عدد من الشخصيات السياسية ورئيس الجمهورية، واعتبرت الأحزاب أن الزيارة عمل استفزازي وتدخل سافر في الشؤون الداخلية المصرية، خصوصًا بعد سلسلة التصريحات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية بخصوص الانتخابات الرئاسية وحكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب.
ودعا حزب المصريين الأحرار وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، إلى عدم الزج بالإدارة الأمريكية في الصراعات الحالية بين القوى السياسية المصرية والتوقف عن الانحياز لصالح تيار سياسي بعينه ضد بقية التيارات الوطنية فى مصر، ووصف الحزب في بيان أصدره، الأحد، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شؤون مصر الداخلية بـ«السافر»، بعد التصريحات الأخيرة للوزيرة وللإدارة الأمريكية، سواء خلال مراحل الانتخابات الرئاسية أو بعدها في أزمة البرلمان الحالية من خلال التعليق على أحكام القضاء المصري، مؤكدًا حرصه البالغ على استمرار العلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والأمريكي على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وقال الدكتور نجيب أبادير، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار: «إن الحزب نظم وقفة احتجاجية أمام مكتبة الإسكندرية، الأحد، نظمتها لجنة الحشد بالحزب بمشاركة عدد من القوى السياسية والقيادات الشعبية بالمحافظة، للتنديد بزيارة «كلينتون» ورفض تدخل الإدارة الأجنبية في الشؤون الداخلية لمصر.
ورفع المشاركون في الوقفة، لافتة كبيرة باللغة الإنجليزية، مكتوبًا عليها ما معناه «كلينتون.. رجاء.. حاولي أن تكوني عادلة ولا تتدخلي في شؤوننا، لا لتقسيم مصر، توقفي عن دعم المرشد، خطتك واضحة ونحن لسنا أغبياء»، كما وضعوا صورًا بجانب هذه العبارات للوزيرة الأمريكية خلال لقاءاتها بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وقيادات الجماعة.
وقال حسين عبد الرازق، عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع: «إن الحزب يرفض هذه الزيارة لرفضه السياسات الأمريكية المتبعة فى المنطقة والتى تهدف إلى فرض إسرائيل دولة إقليمية كبرى مهيمنة اقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا وتهدف إلى التسوية السياسية بين العرب وإسرائيل لتحقيق هذا الهدف».
وأضاف عبد الرازق أن السياسات الأمريكية تهدف إلى جر دول المنطقة للعمل مع الإدارة الأمريكية، فيما تسميه مكافحة الإرهاب بالمفهوم الأمريكى، الذى يعتبر أى مقاومة للتدخل الأمريكى فى شؤون المنطقة إرهابًا، أكد عبد الرازق أن من أهداف الزيارة أيضا الاطمئنان على أن مصر ستواصل تطبيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى يوصى بها صندوق البنك الدولى وصندوق المعونة، خاصة أن برنامج حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين لا يتناقض مع هذه السياسات.
وقال حزب الجبهة الديمقراطية فى بيان له، الأحد: «إن الزيارة فى هذا التوقيت تحمل رغبة فى التدخل فى سير الأمور بالشؤون الداخلية لمصر»، مطالبًا بضرورة توقف الهيمنة الأمريكية فى التحكم بمقدرات البلاد.
فيما استنكر اتحاد شباب الثورة زيارة وزيرة الخارجية، واصفًا إياها بالعمل الاستفزازي الذي سيؤدي إلى زيادة الانقسام بين الرئاسة والمجلس العسكري وتكريس مفهوم أن هناك سلطتين أو رئيسين يحكمان مصر هما رئيس منتخب ومجلس عسكري متمسك بالسلطة.
وأكد البيان أن مصر لديها رئيس شرعي منتخب ولا يوجد غيره مفوض بإدارة أمور البلاد الآن، وأن لقاء الوزيرة الأمريكية بالمشير طنطاوي تصب في صالح تعميق الانقسامات السياسية الحادة في مصر، وأن الزيارة تعدت الدور الدبلوماسي إلى دور أكثر تدخلا في الشأن الداخلي المصري ومحاولة الإصلاح بين الرئيس والمشير، وكان هناك فريقان في مصر يتسارعان على السلطة بعد انتخابات رئاسية اختار فيها الشعب المصري رئيسهم عبر الصناديق.
وطالب اتحاد شباب الثورة الرئاسة بإبلاغ الوزيرة الأمريكية رسمياً رفضها للمقابلة، وأن أي حديث بشأن الأمور السياسية الداخلية أو الخارجية يخص مؤسسة الرئاسة وعلي رأسها الرئيس المنتخب، كما طالب اتحاد شباب الثورة بإنهاء الدور السياسي للمجلس العسكري والتزمه بتسليم السلطة بشكل كامل وغير منقوص كما طالب الاتحاد الرئيس باتخاذ قرارات سياديه بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وعدم التراجع او التراخي في القرارات المتخذة من قبل الرئيس.
فيما أعلنت الجبهة الحرة للتغيير السلمي رفضها الزيارة، احتجاجًا على موقف الإدارة الأمريكية فى محاولاتها فرض هيمنتها فى السيطرة على مصر لتحقيق أهدافها، عن طريق إبرام الصفقات التى ساعدت بشكل كبير فى إدارة الثورة المضادة، والتى تأكدت مؤخرًا فى فكرة عودة البرلمان التى رافقها دعم أمريكي واضح لقرار عودة البرلمان الذي طالبت به السفيرة الأمريكية في حفل عيد الاستقلال.