يوم الخميس الماضى، وتحديدا يوم وقفة عرفات أعاده الله بالخير والبركات على بلدنا، صُدمنا كـ«مسلمين» من إذاعة أذان المغرب فى واحدة من أعرق الإذاعات المصرية، وهى إذاعة «القرآن الكريم»، قبل الموعد المحدد بـ5 دقائق كاملة، ومن المعروف أن هذا اليوم يصومه المسلمون كـ«سُنة مؤكدة» عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، ويحب الكثيرون منا صيامه رغبة فى «غفران ذنوب سنة ماضية وأخرى مقبلة»، أو رفع البلاء عنا، فلكل منا اعتقاده لهذا اليوم، وبالطبع مع تقديم موعد الأذان، رفعه المؤذنون فى المساجد، بعضنا أبدى اندهاشه من الموعد وانتظر قليلا لحين سماعه فى أى قناة تليفزيونية، والبعض الآخر تناول إفطاره بسرعة، فمن سنن الصوم «تعجيل الفطور»، وهؤلاء- وأنا منهم- وقعنا فى حيرة، هل أُجرنا عن صيام اليوم، أم أن صيامنا «ضاع هباء الـ5 دقائق»، حتى حسمت دار الإفتاء الأمر بصحة صومنا، هو بالتأكيد لم يكن خطأ مقصودا من القائمين على إذاعة الأذان، بل إن الكثير من القنوات التليفزيونية أحيانا تؤجل إذاعة أذان أى وقت لفترة قد تصل إلى أكثر من 5 دقائق، حتى نطلق ضحكاتنا ونقول: «انتوا لسه فاكرين»،
ولكن هذا الأمر جعلنى أتوقف لحظات أمام (إهدار المجهود) لأى شخص تعب واجتهد وتميز، وتم إهدار كل هذا فى لحظات، ثم الاعتذار عن ذلك بكل أريحية ودون أدنى «تأنيب ضمير»، ولا أعرف سببا وراء ربطى بين ما حدث من تقديم موعد أذان المغرب والمناقشات والاعتراضات التى دارت بين بعض المعنيين على صفحات التواصل الاجتماعى عقب تسمية محطة مترو الزمالك باسم المذيعة الراحلة «صفاء حجازى»، فقد انقسم كالعادة المعنيون حول التسمية، بعضهم يرى أن «حجازى» تستحق، والبعض الآخر يرى أنه يجب الاعتذار عن هذا القرار، ولأنى استمعت لفريقين أيضا ممن عملوا مع السيدة الراحلة، فاتجاهى «محايد»، لا أرى أنها فعلت شيئا عظيما ولا أرى أنه يجب تجاهلها، ولكن وجدت أن هناك «عظيمات» أيضا فى مجالات بعينها يرفض البعض الاحتفاء بهن، خاصة «الفنانات»، اندهشت من رفض «عقول متحجرة» إطلاق أسماء مثل تحية كاريوكا وسعاد حسنى على مؤسسات داخل الدولة، حتى ولو كانت «فنية»، فى نظرهم أن «الست تحية» راقصة، بالرغم من أنها تبرعت لمصر أكثر من أشخاص يُحتفى بهم كل يوم، و«السندريلا» مجرد فتاة جميلة يحبها الرجال، بالرغم من أن أفلامها «المميزة» وبعضها «وطنى» واجتماعى مهم، متجاهلين فى هذا أن الفنان «ضمير الأمة»، هذه العقول أضاعت الـ«5 دقائق» لسيدتين قدمتا الكثير لبلدنا، وغيرهما كثيرات، وكم منا «ضاع هباء الـ5 دقائق»، ومازلنا نحتاج «الكثير من الإنسانية والإنصاف» والحفاظ على الدقائق الخمس الأخيرة.