حول التبرك بالأولياء وزيارتهم، ورسائل الناس لها فى الأضرحة، تدور أحداث فيلم «صاحب المقام» الذى بدأ عرضه على إحدى المنصات الرقمية ليلة عيد الأضحى، وكان من المقرر عرضه بدور العرض السينمائية، لكن حالت ظروف انتشار فيروس كورونا دون طرحه بدور العرض، حيث نسبة استيعاب الجمهور تظل 25%، كما أن الكثيرين ينظرون إلى المنصات باعتبارها المنقذ للمنتجين كأحد تداعيات جائحة كورونا، صناع الفيلم تحدثوا لـ«المصرى اليوم» حول التجربة كما تحدثوا عن أدوارهم، وما يطرحه الفيلم من فكرة هدم البعض للأضرحة لإقامة تجمعات سكنية وما تواجهه من جدل.
يسرا: المستقبل للمنصات والعرض عليها «إيجابى» و«أكثر جرأة»
بعد غياب 8 سنوات تعود الفنانة الكبيرة يسرا إلى السينما، من خلال فيلم «صاحب المقام» بشخصية جدلية، ودراما اجتماعية وفكرية، بعيدة عن آخر تجاربها التى كانت كوميدية فى فيلم «جيم أوفر» الذى قدمته عام 2012، «يسرا» تحدثت عن جاذبية الدور وما واجهها لتقديمه..
■ ما سبب حماسك للعمل بعد غياب سنوات عن السينما؟
- بالفعل آخر أفلامى فى السينما كان «جيم أوفر» عام 2012، وهو عمل كوميدى حقق لى جماهيرية عريضة لدى الأطفال، وكان يعرض فى ظروف خاصة أيضًا، وعدد دور العرض وقتها كان قليلا، إلا أنه نجح فى تحقيق إيرادات جيدة راضية عنها، وصاحب المقام بمجرد أن قرأت السيناريو لم أتردد فى قبوله، مغرى، مختلف، وشعرت أنه من الصعب أن يعرض على سيناريو بهذا التماسك والحبكة والفكرة، وشخصية «روح» التى أجسدها ضمن الأحداث أعتبرها حالة خاصة، أضافت لتاريخى وأضفت لها كذلك، اكتشفت معها عالما مختلفا لم أتطرق له من قبل، وأنا دائمًا يهمنى الدور وتأثيره فى الأحداث بغض النظر عن حجمه، فمثلا بفيلم «عمارة يعقوبيان» شاركت بمشاهد قليلة، لكنه عمل مهم، وكاركتر «روح» إذا تم حذفه من الفيلم يصبح غير مكتمل، ولعل أهم سبب قبولى الدور هو إيمانى بالصوفية والإنسانية والتسامح والعطاء وكل هذه المعانى فى التركيبة النفسية لـ«روح».
■ ما حقيقة أن الكاتب إبراهيم عيسى كتب تلك الشخصية لممثل وليس لممثلة؟
- بالفعل الدور على الورق كان ذكورى، ولكن المخرج ماندو العدل هو صاحب اقتراح ترشيحى لتجسيده، وعرض الفكرة على الكاتب إبراهيم عيسى أن يتحول الدور إلى سيدة بدلا من كونه رجل، وهو ما تحمس له وعدل السيناريو كاملاً.
■ ماذا عن شخصية «روح».. حدثينا عن بعض تفاصيلها؟
- روح شخصية يشعر كل إنسان أن فيها مناحى من شخصيته، تشعر أنها ضمير الإنسان، ومدى طيبة البشر، وكيف أن «مناحى» الطيبة دائما ما تنتصر على الشر فى النفس البشرية، وصراحة الفيلم كان فيه رسائل خاصة بالنسبة لى وأعتبره خطوة مهمة فى تاريخى بدون شك.
■ صرحت بأن شخصية روح معقدة وصعبة.. لماذا؟
- لأنها متجددة وتحمل الكثير من الوجوه على مدار الأحداث، وهى قريبة منى جدًا فى الكثير من صفاتها، تصرفاتها مع كل الناس، وهى تحمل الجانبين الإيجابى والسلبى، فلهذه السيدة دور فاعل فى حياة الشاب، فهى توجهه فى كل موقف ومأزق يقع فيه إلى طريق الصواب، وهذا أكثر ما أعجبنى فيها.
■ كيف ترين عرض الفيلم على منصة شاهد الرقمية حصريًا قبل عرضه فى دور العرض؟
- بالتأكيد هو أمر أيجابى، مجال وأسلوب عرض جديد، كون منصة «شاهد» تحتوى على محتوى فنى ضخم محلى وعالمى أيضًا، وأعتبرها فرصة حقيقية ليتعرف العالم من خلال عرض أفلامنا بتلك المنصة على ثقافاتنا وأعمالنا الفنية، وأشكر المنتج أحمد السبكى الذى دائما ما يسبق السوق فى معظم خطواتها وأنه قرر المغامرة بعرض الفيلم والاستغناء عن شباك التذاكر.
■ هل المنصات فرصة لعرض أفلام أكثر جرأة بعيدًا عن الرقابة؟
- بالتأكيد، المنصات الرقمية تحقق ذلك، وأنا أفضل الجرأة دائمًا فى أعمالى والأفكار التى أتصدى لها، شرط أن أؤمن بما أقدمه، والحمد لله مؤمنة بكل الأعمال التى قدمتها، وأبحث دائمًا عن كل ما هو جديد، والتجربة مع تقدم الوقت والعمر والخبرة منحتنى نظرة مختلفة للأعمال.
■ هل يمكن للمنصات الرقمية أن تكون بديلة لدور العرض؟
- المستقبل لتلك المنصات، ولكنها لن تكون بديلة تمامًا للسينمات ودور العرض، لكنها ستفتح السوق السينمائية فى مصر لتقديم أعمال متنوعة وأكثر جرأة فى التناول.
آسر ياسين: لم أتردد فى قبول التجربة وقررت تأجيل مشاريع عديدة
أكد الفنان آسر ياسين أنه اعتبر تجربته فى فيلم «صاحب المقام» ليس مجرد تمثيل، لكنه متواصل معه فى حياتى اليومية، مشيرا إلى تأثره به وبشخصيته وشخصية «روح» التى قدمتها الفنانة يسرا، مشيدا بالجو الصوفى والروحى الذى يحمله الفيلم، وتحدث «آسر» عن إعجابه بالفكرة منذ طرحها عليه المخرج محمد العدل، لافتا إلى أن المنصات الرقمية ستكون المستقبل فى عرض الأعمال خاصة ذات الأفكار الجريئة والطازجة.. وإلى نص الحوار:
■ كيف أقنعك المخرج ماندو العدل بفكرته؟
- أنا وماندو أصدقاء على المستوى الشخصى، وهذا العمل يعد تجربته الثالثة فى السينما، جمعتنا جلسة حكى لى خلالها الفكرة، وتحمست لها جدًا وقبلتها دون تردد، جذبتنى وقررت تنفيذها وتأجيل أكثر من فيلم كان من المفترض أن أصوره فى نفس التوقيت، وأنا أتأثر دائمًا بسيدنا «الخضر» والفكر الصوفى، والوحى الهادف، وشعرت أن ملمح شخصية «روح» مأخوذ من سيدنا الخضر، شعرت بأن الفيلم ليس مجرد تمثيل، لكنه متواصل معى فى حياتى اليومية، تأثرت به جدًا، وشعرت أن هذا هو التوقيت المناسب لتصويره.
■ هل كانت فكرة عرض الفيلم من البداية على منصة رقمية؟
- لم تكن كذلك وكان تصويره للعرض فى السينمات فى البداية، لكنها خطوة مهمة وسابقة تحسب لمنتجه أحمد السبكى، لأنها تعتبر سبق افتتاحى لعرض أفلام ومسلسلات مهمة جدًا قد يصعب أن تتوفر لها مساحة العرض فى السينما، وأعتبرها بحرا واسعا يقبل تقديم كم كبير من الأفكار والأعمال المهمة وبالتأكيد المستفيد فى النهاية هو الجمهور.
■ هل تعتبر أحمد السبكى مغامرًا بإقدامه على تلك الخطوة؟
- بالتأكيد.. لكنه تعامل معها باحترافية شديدة، لم يظلم الفيلم، منتج جرىء، يفكر فى المستقبل دائمًا.
■ هل يمكن أن يتغاضى الممثل عن شباك التذاكر؟
- إيرادات دور العرض المرتفعة لا تعنى بالضرورة أن الفيلم حقق عدد مشاهدات ضخمة، والمنصات الرقمية تمنحه فرصة أكبر للعرض على الملايين من المشاهدين وهى ميزة كبيرة بدون شك، ودائمًا يسألنى البعض عن سبب تأخر مشاركتى فى أعمال عالمية، وأرد عليهم أن فيلم مثل «صاحب المقام» يعرض حاليًا فى العالم كله، قد يكون غير مترجم فى نسخته الأولى، لكنها خطوة مهمة لتحقيق انتشار أوسع عالميًا وفرصة لنقل ثقافاتنا وأن يذهب الفيلم المصرى للعالمية بدون سفر أو عرض بمهرجانات وهو من أهم إيجابيات هذه التجربة.
■ برأيك هل ستظهر أعمال أكثر جرأة بتلك المنصات؟
- بالتأكيد.. وأنا كان لدى تجربة مهمة مؤخرًا بمسلسل «كل أسبوع يوم جمعة»، مسلسل 10 حلقات، وتحمست له جدًا وعرض على المنصة أيضًا، الجرأة من وجهة نظرى ليست فى اختيار الدور، ولكن فى الموضوع والتصدى لفكرة وعمل لصالح الفنان، دائمًا أتحدى نفسى مع كل تجربة جديدة، وأن أبتعد فى الأدوار التى أجسدها، عن نفسى، أعمالى كلها بعيدة عنى.
■ هل ترددت فى قبول التجربة؟
- إطلاقًا.. كان لدى مشاريع عديدة قررت تأجيلها من أجل هذا الفيلم، لإيمانى به، وشعرت بأن الفيلم يتناسب مع المرحلة الفنية التى أعيشها، وصورت أول مشاهده فى نفس المسجد الذى شيعت منه جنازة والدة الفنانة يسرا، كانت هناك دلائل تقول لى توكل على الله بهذا الفيلم.
■ حدثنا عن كاركتر يحيى ضمن الأحداث؟
- هو رجل أعمال يواجه العديد من المتاعب فى حياته بسبب قرار اتخذه فى إحدى صفقاته، ليجد أن مستقبله ينهار أمامه ويكاد أن يخسر عائلته، فيحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمساعدة سيدة تُعرف بصلاحها وَوَرَعِها هى «روح»، يُشاع بأنها ذات حظوة ومباركة لدرجةٍ يشبّهها البعض بالأولياء، وفى لحظة دخول زوجته فى غيبوبة، يتغير كل شىء فى حياته، ويبدأ رحلته إلى أماكن غريبة عنه تماماً، ليلتقى بأشخاص لم يتوقع يوماً أن يتعرف إليهم، وينظر للحياة من منظور مختلف.
محمد العدل: الموضوع سيجد تفاعلاً جماهيرياً.. ويسرا تقدم شخصية جدلية
قال المخرج محمد العدل إن فيلم «صاحب المقام» يعالج موضوعًا لم يناقَش فى السينما المصرية والعربية ولعله لم يطرح فى أفلامنا من قبل، مشيرا إلى أن الموضوع سيجد تفاعلاً من الجمهور وسيعطيه وجود النجوم الكبار والشباب فيه ثقلاً وقيمة مضافة.
وتابع عن عرض الفيلم عبر إحدى المنصات الرقمية دون دور العرض: عرضه على «شاهد VIP»، هى خطوة نحو المستقبل، خاصة أن المنصات الرقمية فرضت نفسها بين الجمهور العربى الّذى تابع العديد من المسلسلات الحصرية عبرها، كما أن فكرة أن يعرض الفيلم دون عرضه فى صالات السينما هى فكرة جديدة أعتقد سيحبها الجمهور، وإذا كان نصيبها النجاح فهى ستتكرر حتماً خاصة فى مثل الظروف التى تمر فيها صالات العرض حالياً على خلفية ما يحصل فى العالم، من انتشار فيروس كورونا ومحدودية نسبة استيعاب الجمهور بـ25 % فقط كما أن هذا سيساعد المنتجين لإيجاد منفذ آخر لعرض أعمالهم. وشدد «العدل» على أن «الأولوية بالنسبة له هى النص الجيد وليس الأسماء الكبيرة، لكن إذا ما توافر الأمران معاً، فإن ذلك سيكون أمراً ممتازاً وهو ما حدث فى الفيلم».
وعن تعاونه مع الفنانة الكبيرة يسرا قال العدل»: يسرا قيمة كبيرة وهى تجسد دوراً أعتقد أنه لم يقدم سابقاً فى السينما المصرية، وتؤدى شخصية جدلية وأتمنى أن تكون مفاجأة جميلة للناس.
وأضاف: «فكرة أن تتم إعادة مونتاج الفيلم ليعرض فى دور العرض مستقبلًا غير قائمة على الإطلاق، وهو أمر صعب جدًا بدون شك، مشيرًا إلى أن مشاهدة الفيلم فى السينمات له مذاق خاص بدون شك وردود الفعل لصناعه تكون مباشرة، والعرض على المنصات لا يوفر تلك الميزة ولكنه يعوضها بنسب المشاهدة الضخمة التى يمكن أن يحظى بها العمل، ومتفائل بتلك الخطوة جدًا. وعن مشاركة الفنان إبراهيم نصر فى العمل بآخر فيلم له قبل رحيله قال: «الفنان إبراهيم نصر حقق إضافة كبيرة لـ(صاحب المقام)، ومعروف عنه أنه كوميدى يقدم الضحك للمشاهد، لكنه قرر تغيير ذلك فى الفيلم، دوره تراجيدى، جسده بشكل إنسانى عظيم». وعما إذا كانت رؤيته ستختلف حال تنفيذ الفيلم من البداية لمنصة إلكترونية قال: «الفيلم للمتلقى سواء فى السينما أو التليفزيون أو عبر منصة، الرؤية الإخراجية لا تختلف، لكن الميزة التى تتحقق فى المنصات هى الجرأة فى الاختيار والتنفيذ، لأن تنفيذ العمل من البداية للعرض على منصة يمنح مخرجه وصناعه مزيدا من الحرية».