x

السوريون ضيوف جدد على الباعة الجائلين فى «التحرير»

السبت 14-07-2012 21:45 | كتب: محمود البرغوثي |

يجلس أمام بضاعته وسط ميدان التحرير، يختزن فى ذاكرته بعض هتافات المتظاهرين، أملاً فى العودة إلى سوريا والانضمام إلى ثوار بلده، فقبل 10 أشهر ودع «حمص» هو وأهله متجهين إلى مصر لينضموا إلى الجالية السورية فى محافظة 6 أكتوبر، ليحتموا بعزوتهم على أرض المحروسة.

خوفه من نظام بشار الأسد القمعى جعله يرفض الإفصاح عن أى معلومات خاصة به أو بعائلته فى حمص: «لا تسألنى عن اسمى، ولا عنوانى، فنظام بشار كفيل بالوصول لأهلى فرداً فرداً فى حمص، حتى لو كانوا طيورا فى السماء».

قبل الهروب من جرائم «بشار» فكرت العائلة فى مصدر رزق لها يساعدها فى مصر، وقرروا إحضار نموذج لـ«قطاعة البصل» اليدوية معهم من سوريا وعرضها على أحد مصانع البلاستيك فى المنطقة الصناعية فى مدينة 6 أكتوبر، لإنتاجها، وبيعها بـ5 جنيهات، ليعلنوا بهذا الشكل عن انضمامهم إلى الباعة الجائلين المصريين: «مكوناتها بسيطة ولا تحتاج الكثير من الخامات لتصنيعها، وأنا أتسلمها من المصنع مفككة، وأبدأ فى تجميع أجزائها الأربعة بمساعدة والدى وأولاد خالتى وأعمامى ثم نتجه بها إلى ميدان التحرير لبيعها».

المهنة التى تعمل بها كل العائلة وتعود عليهم بأرباح لم يحلموا بالحصول عليها فى سوريا، حتى قبل اندلاع الثورة، لاقت إقبالا من السيدات المصريات بشكل كبير: «أقف أمام مجمع التحرير وكل السيدات التى تمر أمامى تقف لتشترى قطاعة بصل وبسبب إعجابها بقطاعة البصل ذات الفكرة السورية والإنتاج المصرى تعود مرة أخرى لشراء واحدة أو اتنين كمان».

وفى انتهاء اليوم لا يعود الصبى السورى إلى مسكنه فى 6 أكتوبر إلا ببعض مما تبقى من البصل الجاف الذى يستخدمه طوال اليوم فى إقناع زبائنه باختراعه السورى، وبعض الشعارات والهتافات التى يختزنها بمرارة فى قلبه ليوم العودة إلى سوريا، حين ينجح الثوار السوريون فيما نجح فيه إخوانهم المصريون فى 11 فبراير 2011.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية