x

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: الخلافات السياسية والفقهية تعقّد العلاقة بين إسلاميى مصر وإيران

الإثنين 07-12-2009 00:00 |

وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، العلاقات المصرية - الإيرانية بأنها «معقدة»، مرجعا السبب فى ذلك إلى الاختلاف العقائدى والدينى بين دولة إيران التى يحكمها الشيعة ويدين غالبيتها بالإسلام الشيعى، مقابل مصر التى تعد مركز الإسلام السنى.

وجاء فى الدراسة التى أعدها مركز مستقبل الديمقراطية والإسلام فى العالم الإسلامى، التابع للمعهد، فى تقرير له هذا الأسبوع، أن مصر وإيران تعدان موطنين لأهم التيارات الإسلامية الحديثة، حيث الشيعة الإسلامية فى إيران، وجماعة الإخوان المسلمين فى القاهرة.

واعتبر التقرير أن إيران تعد نموذجا ومصدر إلهام لجماعة الإخوان المسلمين لاستطاعتها إقامة دولة إسلامية فى طهران، فضلا عن التاريخ الطويل من التعاون بينهما فى إطار روح الوحدة الإسلامية إلا أن الاختلافات الفكرية بينهما تعقد العلاقة بين الإسلام الشيعى وجماعة الإخوان المسلمين بما يجعل توحيد المثل العليا الإسلامية أمرا يصعب تنفيذه فى الممارسة السياسية.

ورصد التقرير انحسار التأييد الشعبى بين الإخوان المسلمين لإيران بعد اغتيال الرئيس السادات على يد خالد الإسلامبولى، نظرا للقمع الذى واجهته الجماعة حينها من الحكومة المصرية، فى الوقت الذى رحبت فيه إيران بالاغتيال واعتبرت الإسلامبولى شهيدا.

ونوه التقرير إلى أن جماعة الإخوان - خلال حكم الرئيس مبارك - اضطرت إلى إخفاء طموحاتها فيما يتعلق بالقومية الإسلامية، خاصة بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وتفاقم توتر العلاقات بين السنة والشيعة من السكان فى منطقة الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن الجمهورية الإيرانية الإسلامية منذ تأسيسها، وكذلك «الإخوان المسلمين» فى مصر تحاولان إيجاد سبل للتعاون فى إطار نضالهما الإسلامى المشترك ضد الغرب والنظام السياسى الإقليمى السائد.

وقال التقرير إنه على الرغم من الفوائد السياسية، والحقيقة القائلة بأن كلا من جماعة الإخوان المسلمين والشيعة يريان أن وحدة المسلمين شرط لتطبيق الشريعة، فإن صعوبة الوحدة الإسلامية تعد تبريرا لبقاء نموذجى الدين السنى والشيعى، اللذين لا يجدان أرضية مشتركة للتلاقى حولها من منظور الفقه الإسلامى التقليدى، نظرا لاختلاف المذهبين فى الكثير من مفاهيم المعتقدات والممارسات الإسلامية.

وأكد التقرير أن انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 أخاف الأنظمة العربية من قدرة الإسلام الشيعى على تغيير السياسات الإقليمية، خاصة بعد إسقاط نظام الشاه الموالى للغرب والإطاحة بالحكومة العلمانية فى ذلك الوقت، موضحة أن هذا الأمر كان كفيلا بترحيب الإخوان المسلمين فى مصر فى البداية بالثورة الإيرانية على الرغم من الاختلاف المذهبى.

وأكد التقرير أنه على الرغم من الخصومة التاريخية ذات الجذور السياسية والدينية بين الشيعة والسنة، فإن التيارات المختلفة المتبنية الإحياء الإسلامى الحديث، بما فيها الإخوان المسلمين فى مصر والشيعة فى إيران، تسعىللتغلب على تقاليد مجتمعاتها وإقامة علاقات أكثر متانة بين الفرعين لتحقيق وحدة الإسلام السياسية، خاصة أن الظروف الحالية زادت من تواجد أرضية مشتركة للتقارب الفكرى والتعاون بين طوائف الفريقين.

ورصد التقرير أن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين تعود إلى رجل الدين الفارسى سعيد جمال أسد آبادى الذى تم التعرف عليه بشكل واسع فى العالم السنى بعد ذلك باسم «جمال الدين الأفغانى»، ليصبح من المخططين للنهضة الدينية التى اجتاحت العالم السنى خلال الجزء الأخير من القرن 19.

وذكر التقرير أنه بعد هجرة الأفغانى إلى مصر عام 1871 بدأ ينشر مبادئ حركته الإصلاحية، ويؤثر فى جيل جديد من علماء الدين والمفكرين المصريين الذين أصبحوا فيما بعد دعاة للمثل الإسلامية، على رأسهم الإمام محمد عبده ومن خلفه تلميذه رشيد رضا الذى اتخذ من روئ محمد عبده تجاه القيم الاجتماعية والسياسية فى القرآن الكريم مدخلا للاتجاه الجدلى والراديكالى ليصبح واحداً من المنظّرين الأوائل للدولة الإسلامية.

وأوضح التقرير أن كتابات رضا كان لها أشد التأثير على تفكير حسن البنا، ليصبح رشيد رضا مع الوقت الأب الروحى لجماعة الإخوان المسلمين، ولايزال تأثيره مستمراً حتى الآن على جميع الحركات الإسلامية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية