صباح السبت، مع دقات الحادية عشرة، تحديدًا أمام بوابة قرية وادي كركر، جنوب أسوان، المُمتدة على طريق «أسوان- أبوسمبل» الدولي، كانت تتمايل سيارة نقل مُحملة بأطنان الشيكولاتة المغلفة، وفي طريقها إلى السودان، لكن عند أحد منعطفات الطريق، انقلبت السيارة، ودخل السائق في غيبوبة، لحظات قليلة من الصمت وأشعة الشمس الحامية، حتى انطلق أهالي وشباب «كركر» من كل حدب وصوب، في عملية إنقاذ بطولية، تؤكد «طيبة» و«شهامة» أهل أسوان.
أخبار متعلقة
قلوب أهالي قرية وادي كركر مفتوحة مثل بيوتهم تمامًا، «ده عابر سبيل قدام بلدنا، مينفعش نسيبه، بنساعد أي حد في كرب»، كلمات قليلة بدأ بها علاء بحر، أحد أهالي «كركر»، حكاية شهامة الأهالي، فبعد إصابة سائق سيارة النقل، انطلق شباب القرية نحو السيارة بأدوات الإسعاف، أنقذوا السائق، ثم بدأوا في إنقاذ البضاعة التي قُدرت بمبلغ 3 ملايين جنيه، حسب «بحر».
من صباح السبت حتى صباح الأحد، 24 ساعة كاملة، استمر الأهالي في إنقاذ بضاعة لا يعرفون صاحبها، كما يقول «بحر»: «الحمولة كانت تقيلة وكبيرة، رايحة السودان، كان أهم حاجة بالنسبة لنا ننقذ عابر السبيل الأول، ثم نحافظ على بضاعة الناس، وبعدين نفتح الطريق، ده طريق دولي، منرضاش مصالح الناس تقف».
ذهب السائق، وسهر أهالي القرية التي أنشأتها الدولة لتعويض أهالي النوبة، يتناوبون على حراسة أطنان الشيكولاتة، حسب رواية «بحر»، إذ يعتاد أهالي القرية البسيطة على مساعدة الغريب، دون انتظار مقابل، «المهم بالنسبة لنا الضيف يدخل بلدنا في أمان ويطلع في أمان، الشباب بتوع الوادي على استعداد دايمًا لإنقاذ العربيات اللى بتحقق حوادث، نجيب ميه، ننقذ المُصاب، نقعده في بيوتنا».
