رفض ارتداء الكمامة منذ بداية أزمة كورونا بحجة «لا أتخيل نفسي وأنا أُرحب بالرؤساء ورؤساء الحكومات والطغاة والملوك والملكات في البيت الأبيض وأنا أرتدي الكمامة» وكان يعتبرها أمرًا «اختياريًا»، ولكن تغير الحال، فمنذ أيام قليلة، ظهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرتديًا الكمامة، قائلا: «اقتنوا الكمامة سواء أحببتم الكمامة أم لم تحبوها، فإنها تحدث فارقا».
أخبار متعلقة
وتواصل جائحة كورونا تفشيها الواسع والسريع في الولايات المتحدة الأمريكية، فخلال الـ24 ساعة الماضية، سجلت الولايات المتحدة أكثر من ألف وفاة، لليوم الثاني على التوالي، فيما أحصت ولليوم التاسع على التوالي، أكثر من 60 ألف إصابة جديدة، وفق معطيات جامعة جونز هوبكنز.
وأعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، الأربعاء، أن إجمالي الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة وصل إلى ثلاثة ملايين و882167 ألفا بزيادة 63028 حالة عن الإحصاء السابق. وذكرت المراكز، أن عدد الوفيات بمرض كوفيد-19، زاد بمقدار 1047 ليصل الإجمالي إلى 141677 حالة.
رفض تام للكمامة:
قال «ترامب» مع بداية الأزمة، إنه لن يرتدي الكمامة رغم النصيحة الإرشادية الطبية الجديدة للأمريكيين بأن يفعلوا ذلك.
وأوضح الرئيس الأمريكي: «إنني لا أتخيل نفسي وأنا أُرحب بالرؤساء ورؤساء الحكومات والطغاة والملوك والملكات في البيت الأبيض وأنا أرتدي الكمامة»، وشدد على أن الالتزام بهذه النصيحة الإرشادية «اختياري» وليس إلزاميا، قائلا: «ليس عليك القيام بذلك، لا أعتقد أنني سأقوم بذلك».
بعد فترة وجيزة، حمل «ترامب» قناعًا طبيًا، «كمامة»، أزرق اللون ومختومًا بختم رئاسي، خلال زيارته لمصنع فورد في ولاية ميشيغان، 22 مايو الماضي، لكنه رفض وضعه على وجهه أمام عدسات الكاميرات.
وقال الرئيس الأمريكي، قبل أن يظهر الغطاء القماشي في يده: «لا أريد أن أعطي الصحافة متعة رؤيتها»، وكشف أنه ارتدى القناع الطبي، لفترة وجيزة، قبل إزالته عند القيام بجولة في المصنع، وأوضح: «كان لطيفا جدا. وكان يبدو جميلا جدا.. لكنهم قالوا (إن ارتداءه) ليس ضروريا».
وواصل الرئيس الأمريكي رفضه ارتداء الكمامة في الوقت الذي تتزايد في أعداد المصابين من الفيروس في بلاده.
تحول في الموقف:
ولكن منذ ايام قليلة، بدل «ترامب» موقفه، ونشر على «تويتر» صورة له واضعا كمامة وأرفقها برسالة تقول «نحن متّحدون في جهودنا للتغلب على الفيروس الصيني الخفي، وكثر يقولون إن وضع كمامة هو عمل وطني حين تستحيل ممارسة التباعد الاجتماعي»، وتابع «لا أحد أكثر وطنية مني، رئيسكم المفضّل!».
ووصفت «رويتزر» خطوة «ترامب» في ارتداء الكمامة بأنها تمثل تحولا في الخطاب والنبرة، وأن الأمر أصبح استخدام الكمامات قضية حزبية، إذ يقول أنصار الرئيس إن إلزام الناس بوضعها ينتهك الحريات المدنية، وتحاشى كثيرون وضع الكمامة في أول مؤتمر انتخابي لترامب منذ تفشي الفيروس، والذي انعقد في تولسا بولاية أوكلاهوما.
الكمامة ضرورية
ومع ازدياد حالات الإصابة بالفيروس بشدة في البلاد، وفي ولايات مهمة سياسيا مثل فلوريدا وتكساس وأريزونا، أبدى الرئيس الأمريكي موقفا جديدا من الكمامة وذلك في ظل تراجع «ترامب» في استطلاعات الرأي عن منافسه الديمقراطي جو بايدن قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر.
وقال «ترامب»: «نطلب من الجميع استخدام الكمامة عندما لا يقدرون على التباعد الاجتماعي.. اقتنوا الكمامة. سواء أحببتم الكمامة أم لم تحبوها، فإنها تحدث فارقا.. سيكون لها أثر. ونحن نحتاج لكل ما يمكن اتباعه»، وأضاف أنه تعوّد على وضع الكمامة وسيستخدمها في التجمعات أو في المصعد، قائلاً: «سأستخدمها بكل سرور... كل ما يمكن أن يجدي شيء طيب».
صباح اليوم، أعلنت رئيسة بلدية واشنطن الأمريكية، ميوريل باوزر، عن اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة انتشار وتفشي فيروس كورونا، وذلك من خلال إلزام سكان العاصمة بوضع كمامات لدى مغادرة منازلهم.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن «باورز» التي عنونت حملتها بشعار «الأمر بسيط، عندما تغادر المنزل عليك وضع كمامة»، قالت: «يجب على الناس وضع كمامة عندما يغادرون منازلهم إذا كان من المحتمل أن يخالطوا شخصاً آخر لأكثر من لحظة وجيزة» وفقا لروسيا اليوم.
وأضافت رئيسة البلدية: «عليكم وضع كمامات لأنكم لا تعلمون إن كنتم ستتمكّنون من الحفاظ على التباعد الجسدي». وسيُسمح ببعض الاستثناءات، خصوصا للأشخاص الذين يمارسون الرياضة في الهواء الطلق، «بشرط ألا يكونوا قريبين من أي شخص آخر».
