- الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، نجح فى تطوير منظومة التعليم ولم يقترب من منظومة التربية شأن الذين سبقوه، حتى تدهورت الأخلاق، وبدأنا نسمع عن التلاميذ الذين يضربون أساتذتهم، للأسف تركوا قضية التربية للبيت، مع أن المدارس مسؤولة عن تدريس مادة الأخلاق كجزء من مناهجنا، لأنه كيف نعلم أولادنا ونحن مختلفون، على الأقل نكون بأخلاقنا قدوة عن رسولنا الحبيب وهو يدعونا للتماسك والتقارب بإزالة التباعد، فليس من المعقول كلما أتت حصة الدين يطلب المدرس من أبنائنا المسيحيين الخروج من الفصل، مع أننا متوافقون، الشىء الذى نختلف فيه هو الصلاة، لكن فى العبادة لنا رب واحد.. وهنا أسأل لماذا لا نكمل رسالتنا ونستجيب لما جاء على لسان رسولنا الكريم.. «لقد بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فقد كانت دعوته صريحة، القصد منها مصلحة الأمة فى أن تبنى أبناءً متماسكين بالحكمة والموعظة الحسنة.. ولا نترك للأفاقين الفرصة فى محاولة للتفريق، مع أننا جسد واحد، ونحمد الله على قوة الترابط بين الكنيسة والأزهر..
- أسعدنى أن أتصفح كتاب «هكذا توافقت أخلاقنا» للمفكر ورجل الأعمال منصور عامر، ويُقصد من عنوانه توافق الأزهر على أخلاقنا فى الدين المسيحى وتوافق الكنيسة على أخلاقنا فى الدين الإسلامى، ولذلك حاول رصد ما ورد فى القرآن الكريم من الأخلاق الكريمة، فوجدها مائة وأربعين خُلُقًا، وأثناء البحث وضع يده على آيات من الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) فوجد توافقًا مع ما حصده من أخلاق كريمة.. وبهذا الحصاد يستطيع أن يرد به على السفهاء الذين كانوا يطالبون بمنع المعايدة على إخواننا المسيحيين فى أعيادهم، وليعلموا أنهم دعاة فتنة وتخريب، لذلك يطالب مفكرنا الكبير بضرورة تطعيم الأجيال القادمة ضد أمراض الفُرقة والوقيعة بين أبناء الأمة وأن يعرف كل منهم حقيقة ما يدعو إليه دين كل منهم فيما يتعلق بمكارم الأخلاق، وفى هذه الدعوة تحصين لأبنائنا من سوء الأخلاقيات التى تعترضهم اليوم..
- بصراحة أبهرنى هذا الرجل حتى احترت فى شخصية منصور عامر، لا أعرف كيف جمع رجل مثله بين الاستثمار والفكر، فهو كرجل أعمال ناجح جدًا استخدم فكره فى تنمية الاستثمار ثم تنمية العقول.. بالبحث والتنقيب، وهذا الكتاب فرصة للأجيال لكى يتعرفوا على مائة وأربعين خُلُقًا للأخلاق الكريمة التى كان رسولنا وحبيبنا المصطفى هو آخر الأنبياء الذى بُعِثَ ليتمم مكارم الأخلاق.. وهنا يسأل كيف نعلم أولادنا ونحن مختلفون، مع أن أخلاقنا متوافقة، وهناك مساحات من القوائم المشتركة فى مكارم الأخلاق بين الديانتين لبناء أمة صلبة خلوقة..
- وهنا أذكر موقفًا تعرض له ابنى الدكتور حسام غنيم عندما كان تلميذًا فى مدرسة «سان جونز» بإنجلترا وكان عمره ١٢ عامًا، طلبوا منه دخول الكنيسة كل صباح مع تلاميذ فصله، وتركوا له حرية الاختيار، فاتصل بى من إنجلترا يأخذ مشورتى، أنا كأب رحبت وشجعته على دراسة الدين المسيحى كدراسة، وانتظم حسام معهم كطالب مثلهم، وتحدث المفاجأة ويأتى ترتيب ابنى فى امتحان لغة الدين الأول على المدرسة ويقيمون حفلًا له.. وتنتهى دراسته ويعود وتبقى علاقته قوية جدًا مع زملائه الإنجليز الذين أصبحوا من خلاله سفراء لمصر يدافعون عنها فى جلساتهم وحواراتهم بسبب علاقتهم بابنى..
- وهذا ما يدعو له مفكرنا العظيم منصور عامر لبناء أمة مترابطة، وبمكارم الأخلاق نصنع جيلًا قويًا يتصدى للمنافقين من جماعة الإخوان الذين يصطادون النبت الأخضر..