هناك حالة من التفاؤل الحذر نحو انخفاض أعداد إصابات فيروس كورونا وأعداد الوفيات وهو تفاؤل حذر لأن الفيروس مازال موجودا ومازال نشطا، وبالتالى فحالة القلق والخوف من الفيروس مازالت تحلق فوق رؤوسنا، ومازلنا نشعر أننا نعانى من كابوس الوباء والأخطر هو ما يتردد من أن هناك ردة وبائية يمكن أن تحدث وهو ما يحذر منه عدد من المسؤولين في وزارة الصحة وهو ما يجعلنا نشعر بالخوف أكثر وأكثر ولا يجعلنا نفرح لانخفاض الأعداد ونتفاءل خيرا مع حدوث هذا الانخفاض في الأعداد بل نظل على نفس حالة القلق والخوف التي عشنا معها أربعة أشهر كاملة ولا ندرى إلى متى تستمر هذه الحالة وإلى متى يستمر الوباء.. إذن فالكابوس مازال يحلق فوق رؤوسنا ومازلنا نعيش معه وهى حالة صعبة بكل المقاييس وحالة لم نعهدها ولم نشهدها من قبل، لذا فنحن نعيش حالة استثنائية من الخوف والرعب.
في نفس الوقت نعيش أخطارا أخرى تحيط بنا ليس بسبب الوباء فقط بل الخوف من العطش لأننا نواجه أزمة غير مسبوقة في قضية المياه فتمثل أزمة سد النهضة الذي شرعت إثيوبيا في بنائه منذ إبريل 2011 مستغلة حالة الارتباك التي سادت الأوضاع الداخلية في مصر عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق مبارك- أحد أهم المخاطر التي من شأنها تهديد المصالح المائية المصرية وتفاقم ازمة كبرى في مصر نتيجة نقص مياه النيل التي تعتمد عليها مصر نتيجة نقص مياه النيل التي تعتمد عليها بشكل أساسى، وقد وصلنا الآن إلى طريق مسدود في الطريق الذي سرنا فيه حوالى عشر سنوات من تغليب مصر للمسار التفاوضى والتعاونى على المسار الصراعى في محادثاتها مع الجانب الإثيوبى فقد أظهرت المحصلة على مدى السنوات الماضية المزيد من التعنت والمماطلة الإثيوبية.. وأنا أكتب هذه الأسطر والمباحثات التي تمت تحت رعاية إفريقية قد منيت بفشل ذريع ولا يلوح في الأفق أي أمل في أن تغير إثيوبيا موقفها من المباحثات وأنا أكتب هذه الأسطر ويتم اليوم عقد قمة إفريقية لمناقشة الأزمة.. قالت لى سيدة مصرية عادية أنا لا أفكر في شىء سوى سد النهضة الناس العادية تقلقها القضية وتتابعها بقلق لأنها ببساطة تعنى العطش تعنى توقف المياه عن الوصول.
هل هو خطر الوباء والعطش فقط أم أنه خطر الحرب أيضا، فقد تفاقمت الأزمة الليبية أخيرا بتدخل تركيا السافر في ليبيا مما يهدد حدود مصر الغربية التي تمتد لأكثر من ألف كيلو مع ليبيا، وهو ما دفع مجلس النواب أخيرا إلى عقد جلسة سرية انتهت بالموافقة على إرسال القوات المسلحة المصرية خارج البلاد للدفاع عن الأمن القومى المصرى، أي أننا يمكن أن نكون قريبين من إرسال قوات مصرية للاشتباك في ليبيا أي أنها الحرب.
كل تلك التهديدات من الداخل من وباء خطير يعصف بنا ومن الجنوب من سد يرتفع في كل يوم المزيد ليمنع عنا المياه التي هي الحياة ومن الغرب من تنظيمات إرهابية فضلا عن ميليشيات إرهابية متناحرة في الداخل الليبى بالإضافة إلى العناصر التي جلبتها تركيا لداخل ليبيا سواء من سوريا أو غيرها، كما أنه يوجد تهديد آخر مستمر في الداخل المصرى متمثلا في الإرهاب الذي يضرب الجبهة الداخلية من خلال نشاط التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وأنصار بيت المقدس التي تتمركز في شبه جزيرة سيناء. هذا معناه أن الأخطار تحيط بنا من كل الاتجاهات في نفس اللحظة وهو وضع صعب نواجهه للمرة الأولى في تاريخنا فماذا نحن فاعلون؟!.