للمرة الأولى فى التاريخ، التى يزور فيها مسبار عربى جرما سماويا آخر، أطلقت دولة الإمارات «مسبار الأمل» أولى رحلاتها إلى المريخ، صباح أمس، من مركز «تانيجاشيما» الفضائى فى اليابان، ليبدأ رحلته نحو الكوكب الأحمر، التى تستغرق 7 أشهر، حيث سيدور حوله ويرسل بيانات عن غلافه الجوى، وبعد ساعة من انطلاق الصاروخ اليابانى، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، تلقيه أول إشارة من «المسبار»، ويعد استقبال أول إشارة بمثابة نجاح انفصاله عن الصاروخ.
وقالت وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة بالإمارات، سارة الأميرى، إن مهمة بلادها إلى المريخ تكلفت 200 مليون دولار، وتستهدف المهمة توفير صورة كاملة عن الغلاف الجوى للمريخ وأجوائه للمرة الأولى بإعداد دراسة يومية وفصلية عن التغيرات التى تطرأ عليه.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، فى كلمته بهذه المناسبة: «تابعنا بفخر عظيم الإطلاق الناجح لمسبار الأمل الذى نشأت فكرته وتطورت داخل مؤسساتنا السياسية والبحثية الوطنية وجرى تصميمه وتصنيع مكوناته الرئيسة بمشاركة أصيلة فاعلة من نخبة كفاءات وطنية شابة، رفيعة التأهيل والتدريب».
وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، على «تويتر»: «نعلن بحمد الله نجاح إطلاق مسبار الأمل، نجاح إرسال أوامر التحكم للمسبار من مركز العمليات فى الخوانيج، نجاح عمل أنظمة الملاحة الفضائية والتحكم، نجاح إطلاق الألواح الشمسية، نجاح نظام الدفع للمسبار، بدأنا رحلة الـ493 مليون كم نحو الكوكب الأحمر، اللهم هوّن سفرنا».
وهنأ مدير الوكالة الأمريكية للفضاء (ناسا)، جيمس بريدنستين، الإمارات بنجاحها فى إطلاق المسبار، قائلا إنها كانت عملية «رائعة حقا».
وأضاف، فى بيان نشره موقع الوكالة: «إطلاق المسبار يأتى تتويجًا للعمل الجاد، نحن فى رهبة من السرعة والالتزام اللذين أظهرتهما الإمارات فى تطوير أول مركبة فضائية، إضافة إلى تفانيها لتعزيز فهم العالم للمريخ من خلال مشاركة العلم وبيانات مسبار الأمل التى ستكون مهمة للغاية، حيث تتحرك البشرية أبعد من ذلك».
وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام جامعة الدول العربية، إن «مسبار الأمل» يعكس هوية الدولة وثقافة أبنائها فى تحدى المستحيل، معتبرا فى بيان أن هذا الإنجاز يعد مساهمة إماراتية عربية فى تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.