تسابق محافظة الإسكندرية الزمن للانتهاء من مشروع تنجيل وتشجير وتجميل محور المحمودية الجديد (شريان الأمل)، قبل الافتتاح الرسمي بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتطلب المشروع تنجيل وتشجير نحو 14 كيلومترا على طريق المحور الذي يعد أحد المشروعات القومية، ويتضمن 14 منطقة تنموية، إضافة إلى كبارى عبور السيارات وكباري المشاة ومنطقة البحيرات الصناعية في سموحة.
أخبار متعلقة
وتنفرد «المصري اليوم» بنشر تفاصيل المشروع قبل افتتاحه، ويقول الدكتور صبحي سلام، المسؤول عن مشروع تنجيل وتجميل وتزيين محور المحمودية، إنه تم إجراء 4 معاينات ميدانية للمحور لعمل المقايسة اللازمة، وتمتد لـ21 كيلومتر من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقًا حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غربًا، للوقوف على الاحتياجات المطلوبة للتنفيذ سواء تركيب النجيل الطبيعى ونباتات الزينة والأشجار.
أضاف «سلام»، في تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «قمنا بعمل مقايسة أولية لتغطية احتياجات الـ14 كيلومتر شملت توفير 35 ألف متر نجيل طبيعى لزراعة المسطحات الخضراء المنتشرة بطول الشريان من اول الكوبري الساحلى الدولى وحتى كوبري التاريخ و40 ألف نبات وشجرة من نباتات وأشجار الزينة المتنوعة والمناسبة لعمليات التجميل للمحور».
أضاف «سلام»: «هناك بعض المسطحات الخضراء سيتم عمل سيجة نباتية لها فقط والباقي الذي تتراوح مساحته بين 3 إلى 4 آلاف متر سيتم زراعته بنباتات وأشجار مذهلة وملونة لتشكل بروفات وأشكال طبيعية رائعة تتناسب مع طبيعة المشروعات اللوجستية التي سيتم طرحها مثل المراكز الطبية ومحطات الوقود ليصبح تحفة فنية، فضلاً عن ربط المحور بجميع الخطوط العرضية مثل شارع أبوقير والمحور والطريق الساحلى».
وأوضح «سلام» أن «النجيل والنباتات سيتم توفيرها من خلال وحدة نباتات الزينة وتجميل البيئة في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، ولدينا الامكانيات العلمية والفنية اللازمة للتنفيذ سواء للنجيل أو نباتات وأشجار الزينة حيث تعتمد المحافظة على الكلية اعتمادا كليا في زراعة المسطحات الخضراء واللاندسكيب على مستوى الأحياء كلها».
تابع: «تم تجهيز ميزانية أولية بقيمة 2.2 مليون جنيه وعرضها على اللواء عبدالفتاح تمام، سكرتير عام المحافظة، لكنه طلب تقليصها إلى نحو 1.3 مليون جنيه تتضمن تركيب 20 ألف متر نجيل طبيعى على أن تكون الكلية مسؤولة عن المشروع بالكامل من أعمال التسوية والتركيب والرمل والتسميد والتسفيف للنجيل، وتوفير 40 ألف نبات زينة وتم اختيار 15 نوعا من أشجار ونباتات الزينة ما بين سيجة ونباتات ملونة ومزهرة يصل سعر بعضها إلى 800 و900 جنيه للنبات الواحد، وهو ما يتطلب تركيبه وزراعته ليتماشى مع القيمة الفنية والمعمارية الكبيرة للمحور الذي تتعدى تكلفته 49 مليار جنيه».
وأشار «سلام» إلى أنه فور اعتماد المقايسة من المحافظة وتوفير الاعتماد المالى سيتم البدء في التنفيذ على الفور، على أن يتم الانتهاء من المشروع بالكامل خلال 15 يوما، محذرا من عدم توفير مصادر مياه ثابتة للري وتحديد الجهة المتخصصة لأعمال الصيانة بعد التركيب والزراعة، قائلاً: «هناك تخوف من مشكلتين تم طرحهما على سكرتير عام المحافظة، الأولى هي أن النجيلة ونباتات الزينة تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وهو ما يمثل مشكلة حال عدم توفير مصادر مياه ثابتة والاعتماد على سيارات الأحياء في هذا الشأن، والثانية متمثلة في أعمال الصيانة وهو ما يتطلب إسناد أعمال التصيين إلى كلية الزراعة أو شركة فنية متخصصة في هذا المجال خاصة وأن المحور يقع في ولاية 3 أحياء هي غرب ووسط وشرق وذلك لضمان الاستدامة والاستمرارية والحفاظ على المسطحات الخضراء».
وأشار «سلام» إلى اختيار أنواع نادرة من الأشجار ونباتات الزينة بعناية كبيرة من بينها نباتات «كينو كاربس وايفوربيا وتيكوما صفراء وجارونيا ودورانتا وفيكس نتدا وكوكانتا ولانتانا نانا وهبسكس ووينكا».
بدوره، قال مصدر مسؤول بمحافظة الإسكندرية أنه يجري حاليا التنسيق الكامل مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باعتبارها المشرفة على المشروع للوقوف على آليات استكمال مشروع التنجيل والتصيين، خاصة وأنه ليس معقولاً أن تتم زراعة النجيل والأشجار ونباتات الزينة التي تقدر قيمتها بمبالغ كبيرة دون توفير مصادر مياه ثابتة لها وكذا الصيانة.
وأوضح المصدر، لـ«المصرى اليوم»، أن التنسيق يتم بخصوص توفير مصادر مياه ثابتة والوقوف على تحديد الجهة المناسبة لتولي أعمال الصيانة سواء كان كلية الزراعة أو شركة متخصصة أو الأحياء الثلاثة المسئولة عن المحور باعتباره يقع في نطاق ولايتهم وذلك لضمان الاستمرارية والاستدامة، وإلا سيكون مصير النجيل والأشجار الإعدام عقب الافتتاح.
كان الدكتور عصام الكردي، رئيس جامعة الإسكندرية، أعلن أن المركز الهندسى للخدمة العامة بكلية الهندسة أعد جميع الدراسات والرسومات والتصميمات التنفيذية لمشروع محور المحمودية، وتشمل أعمال التخطيط والتصميم المعمارى والإنشائى والدراسة المرورية وتأثيرها على نطاق المشروع والمناطق المحيطة وأعمال الرى ذات الطبيعة الخاصة وأعمال الطرق والكهرباء والصرف والأعمال الخاصة بتطوير وتحويل مسارات شبكات البنية الأساسية ومتابعة التنفيذ والدعم الفنى لكافة المتطلبات الهندسية اللازمة لإنهاء المشروع بصورته المرجوة.
ويمتد المحور الجديد بطول 21 كيلومتراً وهو مشروع تنموي وليس محور مرورى، حيث يتكون من 6 إلى 8 حارات، ويوفر 40 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وبه 25 كوبرى مشاه يربط الجهة الشرقية بالغربية، ويبدأ محور المحمودية من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقًا حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غربًا، ويخدم 4 أحياء ذات كثافة سكانية عالية ومستوى اجتماعي متوسط وهى أحياء منتزه أول وشرق ووسط وغرب الإسكندرية.
ويتخلل المشروع 25 محور عرضي للربط بالأحياء الداخلية 11 كوبرى سيارات و14 للمشاة، والمحور الجديد يسع من 6 إلى 8 حارات مرورية في كل اتجاه مع تخصيص حارة لأتوبيسات النقل العام، وتم تقسيمه إلى 3 قطاعات القطاع الأول ويسمى بالقطاع المفتوح ويقع في المنطقة ما بين كوبرى الطريق الدولى وحتى تقاطع العوايد بطول 7.400 كم، والقطاع الثانى وهو القطاع الأوسط ويقع بعد تقاطع كوبرى العوايد وحتى بحيرة خلف المطار بطول 6.400 كم، أما القطاع الثالث فيقع خلف المطار وحتى المصب بطول 7.810 كم، والقطاع المغطى فهو يبدأ من محطة مياه السيوف بالكيلومتر 62 وحتى المصب بالكيلو متر 77 بطول نحو 15 كيلومتر طولى، وتم تأهيل القطاع المكشوف لتوفير كميات المياه المطلوبة لمحطة السيوف وللامتداد المستقبلي لمدينة الإسكندرية بإجمالي 1.5 مليون متر مكعب يوميا.
وعبر مراحل المشروع، تم تطهير الترعة وإزالة الإطماءات المتراكمة عبر السنين بقاع الترعة بإجمالى نحو 2.5 مليون متر مكعب، ويتضمن المشروع إنشاء 14 نقطة تنموية لخدمة الأهالى تشمل دور عبادة وساحات شعبية ونقاط أمنية ومرورية وحماية مدنية ومراكز تجارية ومحطات لوسائل النقل العام ويوفر المشروع نحو 15 ألف فرصة عمل مباشرة ونحو 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة.
