يثبت لاعب الوسط البرتغالي برونو فيرنانديز، يومًا بعد يوم أنه الحلقة المفقودة والتي كان يبحث عنها مانشستر يونايتد طوال السنوات الماضية في منطقة جرب فيها كل مدرب مر على قلعة أولد ترافورد لاعب جديد، من ديفيد مويس مرورًا فان جال ومورينيو، ولاعبين مثل مورجان شنايدرلين، وفريد وماتيتيش وبوجبا وماكتموناي وعدد آخر مهما كانت جودتهم إلا أن وجود «برونو» أحدث ما لم يكن في «اليونايتد» طول السنوات السابقة، وتحديدًا منذ اعتزال فيرجسون ومعه بول سكولز، لم يملأ فراغ تلك المنطقة لاعب بحجمه، باستثناء مايكل كاريك مع اختلاف الأدوار.
ساهم فرنانديز في تسجيل 11 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز من 9 مباريات منذ انتقاله لليونايتد قادمًا من سبورتنج لشبونة بواقع 6 أهداف و5 تمريرات حاسمة، كما عادل الرقم القياسي لأسرع لاعب يساهم في 10 أهداف مع يونايتد في الدوري، والذي يحمله أيضا كل من الفرنسي إريك كانتونا والهولندي روبن فان بيرسي.
هذه التألق اللافت لبرونو أثره عاد عليه أولا فتوج بجائزة الأفضل في مانشستر يونايتد 3 مرتات متتالية، ورشح لجائزة الأفضل في الدوري الإنجليزي كما سحب البساط من جميع لاعبي اليونايتد ولاعبي البرميرليج في النصف الثاني من الدوري سواء قبل أو بعد جائحة كورونا.
أما ما عاد على «اليونايتد» فهو إنه اليوم وجد رئته وعقله وقلبة الثلاثة في واحد برونو صاحب الـ 25 عامًا مثل المايسترو يحرك زملائه في الملعب يشعرهم بالاطمئنان ويمنحهم نشاط وحيوية، وهو ما عبر عنه المدير الفني للشياطين الحمر سولشاير: «فرنانديز ساعد في تنشيط النادي بأكمله إنه يمتلك كل شيء ويعمل بجد وهو أيضا متواضع بما يكفي، إنه جعل النادي بالكامل نشيطا».
وأكمل: «هذا الشاب عبقري، لديه الرغبة في المخاطرة والالتزام والشجاعة أيضا، وإذا ارتكب أي أخطاء يعوض ذلك بتسجيل هدف أو صناعة آخر، أنت بحاجة إلى لاعبين ذو شخصية مميزة في هذا النادي، وهذا ما يتمتع به برونو فيرنانديز».
وقال سولشاير في تصريحات أبرزها موقع ناديه: «عندما رأيت برونو فيرنانديز شعرت بقدرته على قيادة الفريق ورغبته الكبيرة في الفوز دائما، وهذا هو نوع اللاعبين الذي نبحث عنه باستمرار».
قبل وصول برونو إلى اليونايتد كان الجميع يخشى من الصدام مع الفرنسي بول بوجبا الذي آثار جدلًا كبيرًا وفشل في حمل أحلام جماهير الشياطين الحمر لكن برونو منح «سولشاير» مميزات لم يمنحها أي لاعب آخر، فهو يجيد اللعب كارتكاز وصانع ألعاب ومهاجم ثان، وهداف، فخاض مع سبورتنج لشبونة قبل انضمامة 56 مباراة سجل خلالها 16 هدفًا وصنع 20 آخرين، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري البرتغالي أخر موسمين وهو ما يؤكد الجودة الكبيرة للاعب.
لم يكن أكثر المتفائلين في «اليونايتد» يحلم بما يقوم به برونو حاليا فاللاعب لم يكلف النادي مثل ما كلفه ضم لاعبين آخرين لكن جودته تتجاوز كثيرًا الرقم الذي ضمه به اليونايتد، اليوم أنت أمام أكثر من مجرد لاعب فهو قائد للفريق، لديه القدرة على اتخاذ القرارات السليمة والمرونة التكتيكية والقدرة على صناعة الثنائيات وهو ما يحدث مع بوجبا فكلاهما دوره متشابه لكن ذكاء «برونو» منح سولشاير حلًا مثاليا بقدرته على استيعاب بوجبا إلى جواره والقيام بمهام آخر وأكثر تنوع.
ويحتل مانشستر يونايتد المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 52 نقطة، وهو المركز الذي بات مؤهلًا بالفعل لدوري أبطال أوروبا، في ظل العقوبة الموقعة على مانشستر سيتي، بحرمانه من المشاركة الأوروبية لموسمين، بسبب مخالفته قواعد اللعب النظيف، كما يبتعد بفارق ثلاث نقاط فقط خلف ليستر سيتي صاحب المركز الثالث.