«أقول هذا وقلبى يتفطر أسى من الجرائم البشعة التى ارتكبتها قوات الانقلابيين من الجيش والشرطة وهم يفضون اعتصامى رابعة والنهضة السلميين اللذين مضى عليهما خمسون يوماً فى سلمية كاملة، ويرفضون الانقلاب العسكرى الذى أسفر عن وجهه الدموى فقتل 500 شهيد فى مجزرتى الحرس الجمهورى والمنصة».
أعلاه غيض من فيض رسالة مرشد الضلال (البيطرى) محمد بديع الأسبوعية التى أصدرها يوم الخميس الماضى من مكمنه تعزية لشباب الإخوان والتابعين، قبل أن يعزى نفسه فى وفاة ولده عمار (إذا صحت وفاته).
يا قلبك، ألك قلب يا رجل، ألك قلب يتفطر أسى زى البنى آدمين، أفى صدرك قلب ينبض كالناس الطيبين، قلبك يحزن، يتفطر، هو لو أنت لك قلب تدفع بإخوانك، وشبابك، بأولادك، وفلذات أكبادك إلى المحرقة التى أعددتها أنت وعصبتك، وشحنتها بخطبتك التحريضية يوم امتطيت المنصة وأطلقت شياطينك تسرح فى فضاء الشوارع والميادين قتلا وتخريبا.
وهو أنت لو لك قلب طيب، تترك أولادك فى عراء النهضة ورابعة وتهرب بنفسك من فتنة أنت من أشعلها، لعن الله الفتنة ومن أيقظها وعمل عليها، لماذا لم تصمد مع الصامدين، وتثبت مع من ثبتهم فى الأرض كأعجاز نخل خاوية، لماذا لم تصبر مع الصابرين، وتجاهد مع المجاهدين، وتفتدى الدين بروحك يا مرشد الإخوان المسلمين؟
عملتها يا بديع، وهربت زى النسوان من تحت نقاب، تقتل القتيل وتمشى فى جنازته بالنقاب، بأى ذنب قتل عمار وإخوته من الإخوان والسلفيين والتابعين، أنت يا بديع وملؤك من طلب الدماء، فاكر «اللى يرش مرسى بالميه نرشه بالدم»، أنت من بدأت بسفك الدماء، وطلبتها وقودا لمعركة خاسرة فى المحافل الدولية.
يا رجل، لو لك قلب زى بقية الناس يهون عليك ولدك وضناك تلقى به إلى التهلكة، يتحدى دبابات ومصفحات وآليات ومجنزرات، تدفعه إلى المحرقة ثم تبكيه وبقية المغدورين برسالة تفوح من سطورها العطنة رائحة الدماء التى تزايد بها علينا، نحن الموجوعة قلوبنا على شباب يستشهد لتبقى أنت حيا تتحرك فى سيارة دبلوماسية مكيفة، وتشاهد المجزرة التى خططت لها بليل وهى تنفذ على الهواء مباشرة وأنت مجعوص على «فوتيه» فى منزل سفير عربى يدفع لك ولإخوانك مؤنة تخريب البلاد وحرق مصر.
ربنا يصبر قلب زوجة عمار، ربنا يبلسم قلوب أبنائه وبناته لا ذنب لهم فى كون جدهم هو مرشد الضلال، أما أنت فلتكتو بنار الحرقة التى تحرق قلوب الأمهات وطعم الدموع المالحة تنساب من عيون الآباء، ونحيب الأطفال، والنيلة تتنيل بها الأرامل فى ليل بهيم يعشنه دون ذنب ولا جريرة سوى أنهن أطعنك.
يا بديع، استغفر لذنبك، واطلب العفو والمغفرة والدعاء، لقد حسبوك ملاكا طلعت شيطانا، حسبوك أبا حنونا طلعت الأب الروحى لمافيا عالمية تسمى التنظيم الدولى، الإخوان فرع مافيا عالمية استولت على بلد كبير، على جوهرة التاج، ولأنهم لصوص لم يقدروا ما بين أيديهم حق قدره، لم يثمنوه، بل اشتروه بضاعة برخص التراب، بزيت وسكر وتموين وكما كان الاستيلاء سهلا كان الفقد عظيما.
الفقد العظيم ليس كرسى الحكم يا هذا، الفقد العظيم الذى يفطر قلوبنا هو قلامة ظفر من قدم شاب خرج لا يلوى على شىء لينصر المعزول، فعاد فى تابوت، وسعادتك تنصر الإسلام من المكيف، ومكتب إرشادك ينصر الإسلام من شقق مفروشة تطل على المشهد الحزين الذى ينفطر قلبك عليه.
بذمتك عندك قلب بين الضلوع يتمزق، عندك دم يجرى فى العروق يغلى ويفور، لتحس بالدم المسفوك غيلة، وأنت تعرف من اغتال شباب الجماعة والتابعين من الخلف، تعلم جيدا من هم القتلة والمجرمون، فى رقبتك دماء عمار وإخوانه إلى يوم الدين.