x

ارتفاع ضغط الشريان الرئوى.. المرض المجهول

الجمعة 26-06-2020 06:50 | كتب: أحلام علاوي |
صحتك صحتك تصوير : آخرون

الكثير يلجأ إلى قياس ضغط الدم العادى، ولكن هل فكر أحد فى قياس ضغط الدم الرئوى، ذلك التخصص الجديد، الذى لا يعرفه الكثيرون، ويقاس بالموجات الصوتية وأحيانا بالقسطرة، وهو تدفق الدم من البطين الأيمن ذى الجدار الأرق، ومن الممكن أن يؤدى إلى هبوط فى القلب ولكن يسبقه نهجان أو دوخة بسيطة؟!.

يقول الدكتور جمال شعبان، مدير معهد القلب السابق، إن ارتفاع ضغط الدم العام، نتيجة زيادة مستمرة فى الضغط داخل الأوعية الدموية، مما يجعلها تحت إجهاد مرتفع، وينشأ ضغط الدم عن قوة دفع الدم المقابل لجدران الأوعية الدموية (الأورطى) أثناء ضخه من القلب، وكلما ارتفع ضغط الدم اشتد ضخ القلب للدم، والضغط العام يصل إلى الجسم كله، ويتم قياسه خارجيا، لكن ضغط الشريان الرئوى، الغالبية لا يعرفون عنه الكثير، فهو يقاس بالموجات الصوتية وأحيانا بالقسطرة، وهو تدفق الدم من البطين الأيمن ذى الجدار الأرق، كما أن المسافة قصيرة من البطين الأيمن إلى الرئة مباشرة، والرئة تحيط بالقلب وقريبة منه فلا تحتاج إلى ضغط عال، وقياسه يكون عند 25 مللى زئبق.

ويضيف شعبان: «الضغط العالى والرئوى كل منهما له تأثيره وخطورته، فالضغط العام يكون انعكاسه على كل أجزاء الجسم، بمعنى أنه إذا ارتفع جدا، لا يسلم منه عضو من أعضاء الجسم، فقد يتسبب فى إصابة صاحبه بنزيف فى المخ أو جلطة، أو تضخم فى عضلة القلب وممكن يؤثر على الكلى، لكن الرئوى ينعكس على البطين الأيمن، وفى المراحل الأخيرة منه، لو وصل إليها المريض، يسبب تورما وهبوطا فى القلب، لكن يسبقه نهجان أو دوخة بسيطة، ويقاس بالموجات الصوتية على القلب وعن طريق (الدوبلر)، وكذلك القسطرة، أى أن كل قياسه من الداخل وليس من الخارج مثل الضغط العام».

أما عن أعراض ضغط الشريان الرئوى، فأشار «شعبان» إلى أنها تتمثل فى نهجان، وضيق فى التنفس، وإغماء أو دوخة، وزرقة وتورم بالجسم، وآلام فى الصدر أحيانا تشبه آلام الذبحة الصدرية، وفى الحالات المتقدمة يحدث تمدد فى البطين الأيمن، وهذا ينتج عنه تورم فى الجسم كله، فى الكبد والساقين.. وأخيرا هبوط حاد فى الضغط العام، موضحا أن الضغط العالى فى الرئة يؤدى إلى هبوط حاد فى الضغط الأورطى، أى يبدأ بارتفاع فى الضغط الرئوى وينتهى بهبوط حاد فى الدورة الدموية.

ولفت أستاذ أمراض القلب إلى أن هناك عدة أسباب تؤدى إلى حدوث ضغط الشريان الرئوى، منها ما يمكن علاجه، ومنها غير ذلك، فهو ينقسم إلى نوعين، الأول منهما مجهول السبب، وهو الأخطر، لأنه لا يعالج نهائيا وإنما يتم علاج الأعراض فقط عن طريق بعض الأدوية، من بينها «الفياجرا» الذى يفيد فى بعض الحالات، ولكن بجرعات قليلة، وقال: «بعض السيدات يعتريهن الدهشة عندما نصف لهن الفياجرا فى هذه الحالة لأنه يخفض ضغط الشريان الرئوى، بخلاف أدوية السيولة الجديدة وهى آمنة وتلافت كل عيوب أدوية السيولة القديمة، لكنها باهظة الثمن».

وأضاف جمال شعبان: «النوع الثانى يعد ثانويا، وأسبابه من أمراض أخرى مثل الحساسية، الربو الشعبى، التهاب رئوى مزمن، التدخين بشراهة، وتمدد فى البطين الأيمن، أما أخطر حالات هذا النوع فهى جلطة الشريان الرئوى، لأنها قد تكون (قاتلة)، وفى حالات نادرة يتم تشخيصها واكتشافها مبكرا، فيمكن النجاة منها، وهى تأتى نتيجة جلطة فى الساق أو الأوردة، ويتعرض لها أصحاب الكسور الذين يمكثون فى الجبس فترات طويلة دون تناول أدوية سيولة، أو المسافرون لمسافات طويلة، والذين تكون لديهم قابلية للتجلط فى الأرجل نتيجة ثنيها أكثر من 12 ساعة، وبالتالى يمكن الإصابة بجلطة فى الأرجل تتحرك حتى الرئة، مسببة ارتشاحا حادا فى فص الشريان الرئوى، وإذا لم يتم تشخيصها وعلاجها فى وقتها يمكن أن تؤدى إلى وفاة الشخص، وتلك هى الحالة الوحيدة التى يكون فيها ضغط الشريان الرئوى «حادا»، أما غير ذلك فهو مزمن».

وتابع: «هناك أسباب أخرى مثل روماتيزم القلب، وخاصة الصمام الميترالى، وضيق أو ارتجاع فى الصمام الميترالى، وارتجاع صمام ذى الثلاث شرفات، ووهن عضلة وأمراض عضلة القلب، وكذلك من يعانون من أمراض المناعة، والأمراض الخلقية حتى عند الأطفال، مثل ثقب بين الأذنين أو بين البطينين، وغالبية تلك الأسباب من السهل علاجها حتى لو فى عمر 20 أو 25 سنة، إذا تم التشخيص مبكرا».

وأكد الدكتور شعبان أنه بالرغم من أن كل الفئات معرضة لهذا المرض، حتى الأطفال، إلا أن السيدات هن الأكثر عرضة للإصابة به، نتيجة إصابتهن بالجلطات أكثر من الرجال، مع إصابتهن بدوالى الساقين وأقراص منع الحمل التى قد تؤدى إلى جلطات وريدية تفضى فى النهاية إلى جلطة فى الشريان الرئوى، والسيدات الأكثر عرضة للإصابة بالنوع الأول.

وعن تأثير فيروس كورونا المستجد على مرضى ضغط الشريان الرئوى، خاصة أن الفيروس يصيب الرئة، قال شعبان: «هم من أكثر الفئات إن لم تكن الأولى الأكثر عرضة للإصابة بكورونا، وتكون نسبة تدهورهم مرتفعة للغاية، وعليهم التزام البيت، ولا سبيل للوقاية إلا بالاكتشاف المبكر والعلاج المبكر، إذا كان ثانويا، وهو من الأمراض التى ليس لها علاقة بالنظام الغذائى، لأنه عبارة عن عمليات داخل القلب».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية