قال حسن شحاتة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك إن مباراته المقبلة أمام الأهلي في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا «صعبة للغاية»، ولاعبوه من صعبوها على أنفسهم، معربًا عن أمله في تحقيق نتائج طيبة والتأهل لنصف النهائي، وكذلك عن رغبته في العودة مجددًا لقيادة المنتخب الوطني الأول، على الرغم من تأكيده على ضرورة الإبقاء على الأمريكي برادلي ومساندته في ظل الأوضاع السيئة التي تمر بها الكرة المصرية.
كيف ترى مواجهة الأهلي المقبلة في دوري أبطال أفريقيا؟
بالفعل مواجهة صعبة جدًا، ولاعبو الزمالك هم من صعبوها على أنفسهم بعد الهزيمة أمام تشيلسي في الجولة الأولى، والفريق سيخوض جميع المباريات تحت ضغط وشد عصبي، لتحقيق الفوز من جهة، والانتظار لنتائج الآخرين من جهة أخرى، خاصة بعد فوز الأهلي على مازيمبي، الأمر الذي يعني حتمية فوزنا على الأهلي.
وماذا في حالة إخفاق الفريق أمام الأهلي؟
أعتقد ان ذلك لن يحدث، لأني أثق في قدرات اللاعبين، وأنهم قادرون على تخطي عقبة الأهلي، مثلما كان بإمكانهم الفوز على تشيلسي.
وما الذي منع اللاعبين من الفوز على تشيلسي؟
مباراة تشيلسي الأخيرة من أغرب المباريات، فكلا الفريقين كان مؤهلًا للفوز، لكن الزمالك كان الأخطر وكان بإمكانه إحراز 4 أهداف من فرص قريبة للغاية، بينما تمكن تشيلسي من استغلال أخطاء الفريق في نهاية المباراة، ونحن ساعدناه على اقتناص الـ3 نقاط بالأخطاء الدفاعية الساذجة.
وكيف لم ينتبه الجهاز الفني لذلك خلال المباراة؟
انتبهنا بالفعل إلى اعتماد لاعبي تشيلسي على الاختراق من العمق واللعب على أطراف الملعب قبل اللقاء، ودربنا المدافعين جيدًا على كيفية إجهاض ذلك، لكن جاهزية تشيلسي فنيًا وبدنيًا مكنته من استغلال أخطاء الدفاع، وجاءت النتيجة لصالحهم.
وهل تأثر الفريق بخروج عبد الله سيسيه؟
سيسية مكسب كبير وإضافة حقيقية للفريق، وخروجه متأثرًا بإصابته أضعف خط هجومنا ومنح المنافس ثقة زائدة، لكن البديلين محمد إبراهيم وعمرو زكي قاما بنفس الدور، ولم يحالفهما التوفيق في التهديف مثل سيسيه.
طبيب الفريق أكد أن سيسيه طلب المشاركة في الشوط الثاني، لكنك رفضت ذلك؟
فضلت الحفاظ على سلامة اللاعب، وخشيت من أن تتفاقم إصابته، خاصة أنه شعر بحالة دوار شديدة بين شوطي اللقاء.
وما هو تفكيرك لحل أزمة دفاع الزمالك؟
الأزمة الحقيقية الآن ليست في دفاع الزمالك، بل في دفاع كل الأندية المصرية، وما يزيد الطين بلة عدم وجود مدافعين على مستوى مميز يمكن الاستعانة بهم.
ما رأيك في الهجوم الذي تعرضت له بعد الهزيمة؟
متوقع، خاصة أن بعض هؤلاء ظلوا طوال 6 سنوات يهاجمونني، وأنا أفوز وأحقق الإنجازات والبطولات، لدرجة أنني بدأت أشك في حقيقة حب هؤلاء لبلدهم.
وبم تفسر ذلك؟
لا أجد تفسيرًا لذلك، لأنني لا أستطيع ان أنقب في قلوبهم، والتعرف على طريقة تفكيرهم، لكنني أعتقد أنه نوع من «الغل والحقد» تجاهي، خاصة بعد تجربتي الناجحة مع المنتخب.
اللافت للنظر أن من ينتقدونك هم زملاؤك وأبناء جيلك أيضًا؟
هذا ما يحزنني كثيرًا، لكنه في نفس الوقت يؤكد لي وجود أحقاد بداخلهم تجاهي.
وهل تعتقد أن الهجوم عليك كان بسبب المنتخب؟
كل ما تم تحقيقه من إنجازات مع المنتخب تم بفضل الله واجتهاد اللاعبين والجهاز الفني، فضلًا عن مساندة المسؤولين واتحاد الكرة، وأنا لا أحب أن أنسب فضلًا لنفسي، وأؤكد أن الهجوم قد يكون بسبب المنتخب، لكن هؤلاء يكرهون حسن شحاتة، و لا أعرف لماذا، والدليل علي ذلك اتهامي بسب اللاعبين بعد لقاء تشيلسي.
وهل هذا حدث بالفعل؟
لم يحدث، والفيديو الذي يدعونه موجود، وللجميع أن يشاهده ويخبرني ماذا قلت، ولنفرض جدلًا أنني تلفظت بأي ألفاظ كانفعال مع المباراة مثلما يحدث عندما أشاهد ميسي يحرز هدفًا رائعًا وأقول له «يخرب بيت أم ده لعيب»، هل أكون بهذا أسبه أم أمدحه.
لو عرضت عليك العودة لقيادة المنتخب مرة ثانية هل ستوافق؟
بالطبع سأوافق فورًا، وأتمنى أن أعود لقيادة المنتخب، فهذا شرف كبير لأي مدرب، لكني أعلنت قبل ذلك أنني ضد التفكير في رحيل الأمريكي بوب برادلي عن المنتخب، ولابد أن يقف الجميع خلف هذا الرجل لمساندته في ظل الظروف الصعبة التى تمر بها الكرة المصرية، والتي تسببت في فشل المنتخب في التأهل لأمم أفريقيا.
ولماذا رفضت بعض العروض الأفريقية والآسيوية خلال تدريبك للمنتخب؟
تلقيت أكثر من عرض رسمي وجاد لقيادة منتخبات الكاميرون وعمان ونيجيريا والمغرب، لكنني فضلت المنتخب، وعندما تجددت مفاوضاتهم بعد رحيلي عن المنتخب اختلفنا على أمور عديدة حالت دون انتقالي لأي منهم.
لماذا أنت متهم دائما بتوتر علاقتك بالإعلام والصحفيين؟
دعنا نتفق في البداية أن الهجوم علي ليس لسوء علاقتي بالأشخاص، لكنه قد يكون لأنني لا أفضل الظهور كثيرًا في الفضائيات ووسائل الإعلام، وأوضح أن كل من يهاجمونني يبحثون فقط عن الإثارة والتشويق وجذب المشاهد، لدرجة أن المشاهدين أصبحوا يعلقون على بعض مقدمي البرامج بعبارة «هو هيقطع مين النهارده».
وماذا عن الأزمة الأخيرة مع الصحفيين الذين يتابعون أخبار نادي الزمالك؟
الإعلاميون ومندوبو الصحف والمواقع هم سبب خراب نادي الزمالك، لأنهم يكتبون أي شيء وكل شيء، وهذا تسبب في الكثير من المشاكل والأزمات داخل النادي، وحاولت وضع نظام معين لهم هذا الموسم بالسماح لهم بمتابعة 15 دقيقة من المران، ويلتقطون صورهم ثم يتركوننا نستكمل عملنا، وخصصنا إسماعيل يوسف متحدثًا رسميًا، لكن هذا لم يعجبهم.
وماذا يتمني حسن شحاتة للكرة المصرية؟
كل خير، وأحلم أن أرى ملاعبنا صورة من ملاعب أوروبا، وأن يتعلم الجميع ثقافة الحوار وتقبل الهزيمة، باعتبارها جزءًا أصيلًا وواقعًا ملموسًا من لعبة كرة القدم.
وكيف سيتحقق ذلك ؟
سيتحقق تدريجيًا، لكن لابد من عودة الحياة الكروية إلى طبيعتها، ويتم السماح للجمهور بالعودة للملاعب مرة ثانية، خاصة أن الجماهير تصالحت مع نفسها وغيرت مفاهيمها بعد الثورة، فضلًا عن عدم وجود مبرر للإصرار علي تجميد النشاط وحرمان الجمهور من المباريات.
وما المعوقات التي تواجهك كمدير فني للزمالك؟
الظروف الصعبة والأزمات المالية باتت سمة مميزة للأندية المصرية، وفي مقدمتها الأهلي والزمالك، وبالتالي هي مشكلة عامة، والمشكلة الأهم هي افتقاد اللاعب المصري الاحترافية، فاللاعب المصري محترف فلوس فقط، لكنه لا يستطيع أن ينظم برنامج غذائه أو نومه أو تدريبه، وأنا شخصيًا كمدرب لست محترفًا بالمعنى الذي يجب أن أكون عليه، لأن يومي التدريبي كله يقتصر على ساعتين أو أقل مع اللاعبين، لكنني أحلم بأن أطبق طرق التدريب الحديثة، التي تجبر اللاعب على أن يكون محترفًا في كل شيء.
وهل جربت ذلك من قبل؟
مرة واحدة والحمد لله نجحت وكانت مع المقاولون العرب، وأنا أعتبره النادي الوحيد في مصر القادر على تطبيق النظام الأوروبي في التدريب الصحيح، الذي أشبهه ببرشلونة ومنتخب إسبانيا، لأن المقاولون هو النادي الوحيد الذي يوفر للمدرب اللاعبين الجاهزين الذين لديهم رغبة وطموح لذلك، فضلًا عن توافر الملاعب والفندق الخاص داخل النادي ومطعم مجهز داخل النادي لوجبات اللاعبين ومركز صحي على أعلي مستوى.
وهل قمت بهذه التجربة مع الزمالك؟
بالفعل وفشلت لأن اللاعب لم يعتد عليه، وبات يمل بسرعة، لكنني أستبدله في بعض الأحيان بنظام آخر مشابه، وهو نظام اليوم الكامل، الذي يقضي فيه اللاعب 12 ساعة تقريبًا داخل النادي ومع الجهاز الفني، فضلا عن المعسكرات الخارجية.