منذ نحو ثلاثة أسابيع دعيت من قبل قناة الجزيرة للحضور إلى قطر لإجراء عدة مقابلات لتحليل المشهد المصرى، ولم أتردد فى قبول الدعوة، وزاد اقتناعى بموقفى بعد وجودى هنا، رغم الانتقادات التى أتلقاها من زملاء وأصدقاء، وكان مرجع اقتناعى بتلك الخطوة ما يلى:
أولاً: أن من انتقدونى ينتمون إلى فئتين من الناس، أولاهما المثقفون وقادة الرأى، والغريب أننى أشاهد هؤلاء تقريبًا على شاشات الجزيرة من القاهرة. أما الصنف الآخر فهم من الأصدقاء والمعارف، وهؤلاء وهؤلاء لا يبدو أنهم يستمعون لما يقال بل إنهم يعترضون فقط على الشكل فحسب. أذكر كل هؤلاء مع كل التقدير بأن الاستناد إلى الإعلام الأحادى لم يعد له مكان، ومن ثم فإنه من المهم إحداث تنوع فى مصادر المعرفة. من نفس الزاوية، فإن وجودى مهم من ناحية أن الطرف المصرى الذى لا يستمع إلا لقناة الجزيرة يجب أن يعلم أن هناك وجهات نظر أخرى من المهم الاستماع لها.
ثانيًا: إننى عندما ظهرت عدة مرات على شاشات الجزيرة لم يمل علىّ أحد من القائمين عليها ما أقوله ومالا أقوله، أو أن هناك خطوطا حمراء أو سوداء للقناة، ولو حدث ذلك لعدت لمصر من أول يوم.
ثالثًا: لم أتردد فى الحضور إلى الجزيرة، خاصة بعدما شاهدت على شاشتها من قطر ضيوفا كثيرين ممن هم منتمون إلى نفس فكرى، وغيرهم ممن ينتمون أيضًا لذات فكر من ينتقدنى، من أمثال هؤلاء الضيوف الدكتور حسن نافعة والأستاذان سعد هجرس وسليمان جودة، وقد لحق بنا بعد ذلك الأستاذ خالد داوود، وأعتقد أن آخرين فى الطريق.
رابعًا: إن قدومى إلى هنا جاء بعد علم السيد نقيب الصحفيين ومدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام الأستاذ ضياء رشوان، وهو شخص يصعب أن يزايد على مواقفه أى مصرى غيور على بلده، ومن هنا فى قطر أنا على اتصال دائم بالرجل الذى يثنى على كل مواقفى المعلنة على الشاشة.
خامسًا: إن مجمل أحاديثى على الجزيرة تنصب على فكرة واحدة وهى دعم الشرعية الثورية التى خرجت بالملايين لعزل الرئيس، ورفض كامل للمرجعيات الدينية، التى مكانها الطبيعى المؤسسات الدينية وليس العمل السياسى. ورفض العنف فى إدارة الصراعات السياسية.
سادسًا: إنه لم يفتنى فى معظم مرات ظهورى على شاشة الجزيرة أن ألفت الأنظار(على الهواء) إلى أن معالجة الجزيرة تتسم بالانحياز وعدم الموضوعية وتبنى وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين.