أجرى المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) مسح بالتليفون لتقدير نسبة انتشار فيروس كورونا بين المصريين الذين يبلغون من العمر 18 سنة فأكثر.
وأوضح مركز بصيرة، أن معدل الإصابة بفيروس كوفيد 19 من خلال الاستطلاعات قد يكون أقل من المعدل الفعلي نتيجة عدم رغبة بعض المصابين في ذكر إصابتهم لإحساسهم أن الإصابة قد تشكل وصمة لهم أو لأن الأعراض كانت بسيطة فلم يتذكروا حدوثها، وفي المقابل قد يكون هذا المعدل أكبر من المعدل الحقيقي في حالة تشابه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى ومن بينها أنواع أخرى من الأنفلونزا، كما أن هذه النتائج تعتمد على ردود المستجيبين، أي أنها تشخيص ذاتي للإصابة بالمرض ولا تعتمد بالضرورة على التشخيص الإكلينيكي، ومن ثم فإن النتائج تختلف عن عدد الحالات المسجلة، وأنه يمكن تفسير الفارق بين النتيجتين بأن التشخيص الذاتي يتضمن الحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة، في حين أن الحالات المسجلة تكون عادةً الحالات الأكثر شدة.
وأظهرت نتائج المسح الذي أجراه مركزي بصيرة، أن نسبة الذين ذكروا أنهم أصيبوا بالمرض بلغت 10.1 لكل ألف من السكان في العمر 18 سنة فأكثر وهو ما يعادل حوالي 616 ألف مصري في العمر 18 سنة فأكثر، ولمقارنة النتائج بين المسح والحالات المسجلة يمكن الاعتماد على نسبة انتشار الحالات الواردة في الاستطلاع والتي ذكرت أنها دخلت المستشفى نتيجة للمرض، حيث تشير النتائج إلى أن 12% من المصابين دخلوا مستشفى- أي ما يقدر بحوالي 74 ألف مصاب، وهو عدد مقارب للعدد المعلن من قبل وزارة الصحة المصرية- بينما 66% لجأوا للعزل المنزلي، و39% يتابعون مع طبيب باستمرار، و61% ذكروا أنهم يأخذون علاج.
وقال «بصيرة» قد يرجع انخفاض النسبة التي لجأت للمستشفى إلى أن نسبة كبيرة من الحالات ظهرت عليها أعراض بسيطة حيث تشير النتائج إلى أن في 43% من الحالات ظهر عليهم عرض واحد للمرض، و18% ظهر عليهم عرضين، بينما باقي الحالات ظهر 3 أعراض أو أكثر، حيث تختلف نسبة ظهور الأعراض المختلفة، فمن بين المصابين ذكر 67% ارتفاع درجة الحرارة، و37% سعال شديد، و39% القيئ والإسهال، و31% احتقان/ ألم الزور، و13% فقد حاسة الشم أو التذوق، و13% الإصابة بألم في البطن.
وأضاف «بصيرة» ويلاحظ أن نسبة الانتشار بلغت 14 لكل ألف من السكان في الحضر مقابل 8 لكل ألف من السكان في الريف، وقد يكون ذلك لاختلاف في معدل الإصابة أو لاختلاف في مدى إدراك المصابين لإصابتهم، كما تختلف نسبة من أدلوا بإصابتهم بالفيروس حسب الحالة التعليمية حيث ترتفع نسبة الإصابة من 8 لكل ألف من السكان بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 16 لكل ألف من السكان بين الحاصلين على تعليم جامعي.
وأشار مركز بصيرة، أنه قد طُلب من المستجيبين ذكر كل الطرق التي تم تشخيصهم من خلالها، وتشير النتائج إلى أن 15% من المصابين تم تشخيص إصابتهم بإجراء المسحة، و29% تم تشخيصهم من خلال تحليل الدم، و38% أجروا أشعة على الصدر، و23% عرفوا بعد الكشف عند طبيب، 16% ذكروا أنهم اعتمدوا على أنفسهم في التشخيص من خلال الأعراض التي تم الإعلان عنها.
ولفت إلى أنه عند سؤال المصابين عما إذا كان أي من أفراد أسرهم المعيشية قد أصيبوا بالمرض أجاب 21% بأن فرد واحد آخر من أسرهم على الأقل قد أصيب، بينما 56% أجابوا بأن باقي أفراد أسرهم لم يصابوا، و23% أجابوا بأنهم لا يعرفون.
أوضح مركز بصيرة أن منهجية الاستطلاع جاءت إعمالاً لمبدأ الشفافية والتزاماً بأخلاقيات نشر الاستطلاعات، وهي كما يلي: تم إجراء الاستطلاع باستخدام الهاتف المنزلي والهاتف المحمول على عينة احتمالية حجمها 3017 مواطناً في الفئة العمرية 18 سنة فأكثر غطت كل محافظات الجمهورية، وقد تمت المقابلات في الفترة من 8 إلى 18 يونيو 2020، وبلغت نسبة الاستجابة حوالي 55%، ويقل هامش الخطأ في النتائج عن 3%، وقد تم إجراء الاستطلاع بتمويل ذاتي من مركز بصيرة.