أصدرت محكمة جنايات القاهرة منذ قليل الحكم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«جبهة النصرة»، بمعاقبة 13 متهما بالسجن المؤبد، كما عاقبت 3 آخرين بالسجن المشدد 15 سنه ووضعهم تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات بعد انتهاء العقوبة المقضي بها وتغريمهم متضامنين مبلغ قدرة 3 مليون جنية، وادراجهم على قوائم الكيانات الإرهابية.
افتتح المستشار محمد السعيد الشربيني جلسة النطق بالحكم بتلاوة الآية القرآنية:«وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ».
وقال «الشربيني» في كلمته، إن سفينة مصر الآن تشبه سفينة نوح عليه السلام إذ أبت أن تحمل فيها من كانت سقياته من عمل غير صالح أو كان نبتا للحرام وطعمه للهلاك.
وأضاف في كلمته: «إن الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها وأنواعها بدء من القاعدة وأنصار بيت المقدس وتنظم داعش الإرهابي، ولا أقول تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم جبهة النصرة تحمل عوامل انهيارها من داخلها بفضل من الله وجهود رجال مصر من الجيش والشرطة الذين يدافعون عنها بأرواحهم ودمائهم»..إن تنظيم جبهة النصرة التي ينتمى إليها المتهمون الماثلون قد خرجت من رحم تنظيم القاعدة، بعد أن قويت شوكتهم أنكر مؤسسيها بيعتهم لتنظيم داعش الإرهابي، واعتبروا أنفسهم إحدى فيالق تنظيم القاعدة، وفي عام 2016 غيرت اسمها إلى جبهة الشام، ثم أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة«.
وأشار إلى أن المتهمين ارتكبوا من الجرائم والأفعال ما يشيب لها الولدان، حتى أصبحوا مجرمي حرب، وقد تأكدت للمحكمة بشاعة أفعالهم وجُرمهم الشنيع من خلال ما شاهدته في تلك الاسطوانات المدمجة والأوراق المضبوطة لدى المتهمين.
وتابعت المحكمة كلمتها بالقول :«ولذلك فإن المحكمة توجه رسائل في كلمات لهؤلاء المتهمين وتنظيم جبهة النصرة وتلك الجماعات الإرهابية بأثرها قائلا» إنكم أصحاب حجة واهية، وإن أفكاركم ما هي إلا سفاهات شيطانية تقودكم إلى الهلاك وسوء العاقبة، يوم أن سلطتكم على أعظم بنيان على وجه الأرض – بنيان الله- ألا وهو الإنسان.
وأشارت المحكمة في رسالتها الثانية للمتهمين، أن دعوتكم وأفكاركم وعقيدتكم وعقولكم الخربة ما هي إلا دعوة الجاهلية والجهالة والبغي، وإنا على سنة ديننا ووطنية قلوبنا وبأرضنا مستمسكون.
بينما قال للمتهمين في رسالة المحكمة الثالثة، إن مصر لن يجدب واديها، ومعاذ الله أن يكون وفينا الشهداء حصوناً شامخة ودروعاً واقية وبحور عطاءٍ، ولا ينجو فراعنة الغدر من الغرق فيها، حفظ الله مصر وجعلها آمنة مطمئنة تتوشح بالسلامة والسلام.
واختتم القاضي كلمته «حفظ الله مصر يغمرها العدل والوئام، حفظ الله مصر يسودها الأمن والأمان، حفظ الله مصر وحفظ رجالها وأبنائها المخلصين والقائمين عليها، عاشت مصر وسلمت بروح ورضى الله عن شهدائنا الأبرار».