تجاوز عدد المصابين بفيروس (كوفيد- 19) 8.6 مليون إنسان في العالم، وتجاوز عدد الوفيات أكثر من 457 ألفا، فيما يتابع العالم بمزيد من القلق تطورات عودة الفيروس إلى الصين، والذى وصفه البعض بأنه موجة ثانية مبكرة من الجائحة.
وأعلنت الصين، أمس، عن تسجيل 32 إصابة جديدة بفيروس كورونا، منها 25 حالة بالعاصمة بكين. وفرضت السلطات الصينية قيودا على حركة الناس بالعاصمة وتكثف من الإجراءات الأخرى للحد من انتشار الفيروس بعد سلسلة من العدوى.
وأعلن عالم الوبائيات الصينى ليو جون أن تحليل جينوم عينات الفيروس التاجى، التي عثر عليها في سوق شينفادى في بكين، أظهر أنها أقدم من السلالات الشائعة حاليا في أوروبا.
ونقل الموقع الإلكترونى للجنة الرقابة الحكومية عن المتخصص الصينى قوله: «يتم أولا وقبل كل شىء الكشف عن تسلسل جينوم الفيروس، ثم تطبيق أساليب تحليل المعلومات الحيوية. يأخذون فيروسين مختلفين ويكشفون أيا منهما لديه طفرات أكثر. في الحالة الطبيعية، صاحب المزيد من الطفرات، هو الفيروس الأكثر حداثة. وصاحب الأقل، عكس ذلك، هو فيروس أولى سابق. ووقت دورته يعود إلى وقت سابق، وعمره بالمثل، أكبر».
وأضاف عالم الأوبئة الصينى: «جاء الفيروس، وفقا لنتائج الدراسة الجينومية الأولية، (إلى سوق بكين) من أوروبا، ومع ذلك لديه اختلافات محددة عن السلالات المنتشرة في الدول الأوروبية. هو أقدم من السلالات الأوروبية الحديثة».
وشدد العالم الصينى على صعوبة تتبع المسار الدقيق لهذا الفيروس التاجى إلى سوق بكين، لافتا إلى وجود «احتمالات عديدة لهذا الأمر. على سبيل المثال، يمكن أن يختبئ الفيروس في شحنة من المنتجات المجمدة، ويأتى معها من الخارج ويبقى على قيد الحياة. وأثناء عملية النقل ووصوله في حالة متجمدة، لا يمكن للفيروس أن يتطور، لذلك لم تحدث له طفرات».
وكشفت دراسة أجراها المعهد الإيطالى العالى للصحة أن فيروس كورونا كان موجوداً في مياه الصرف الصحى في مدينتى ميلانو وتورينو في شمال إيطاليا منذ ديسمبر 2019، أي قبل شهرين من الإعلان رسمياً عن أول إصابة بالمرض في البلاد.
وفحصت الدراسة 40 عينة من مياه الصرف الصحى أُخذت بين أكتوبر 2019 وفبراير 2020، وأكدت النتائج التي صادق عليها مختبران مختلفان عبر طريقتين مختلفتين، وجود الحمض النووى الريبى (آر إن إيه) لفيروس سارس- كوف-2 في العينات المأخوذة من ميلانو وتورينو في 18 ديسمبر 2019. ومن المتوقع أن تظهر أولى النتائج التجريبية للقاح لفيروس كورونا تطوره شركة كيورفاك الألمانية في غضون شهرين. وذكرت الشركة أن أولى النتائج الملموسة قد تكون متاحة في سبتمبر أو أكتوبر، وفى حال كانت الظروف مواتية فإن العقار قد يحصل على موافقة بحلول منتصف العام القادم.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، تم تسجيل 22834 إصابة و754 وفاة جديدة ليرتفع الإجمالى إلى 2.264 مليون إصابة و121 ألف وفاة.
وعلى صعيد الخلاف الأمريكى مع منظمة الصحة العالمية، قال مسؤول أوروبى كبير بقطاع الصحة، إن حكومات أوروبية تعكف مع الولايات المتحدة على دراسة خطط لإصلاح المنظمة، مشيرا إلى أن الأوروبيين لديهم بعض بواعث القلق التي دفعت واشنطن لإعلان عزمها الانسحاب من المنظمة. وأضاف المسؤول أن بريطانيا وألمانيا وإيطاليا تبحثان مع الولايات المتحدة على المستوى الفنى إدخال إصلاحات على منظمة الصحة العالمية، بهف ضمان استقلالها، في إشارة واضحة للمزاعم بأن المنظمة كانت مقربة للغاية من الصين أثناء تعاملها الأولى مع أزمة تفشى فيروس كورونا أوائل العام الحالى. وقال المسؤول «نبحث سبلا لفصل آلية إدارة حالات الطوارئ عن أي نفوذ لدولة منفردة». وأوضح المسؤول أن الإصلاحات ستتضمن تغييرا في نظام تمويل منظمة الصحة العالمية حتى يكون التمويل طويل المدى بشكل أكبر. وأضاف أن المنظمة تعمل حاليا على أساس ميزانية لمدة سنتين وهو أمر «قد يضر باستقلاليتها» إذا اضطرت لجمع أموال من دول مانحة في خضم وجود حالة طارئة.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها مقربة للغاية من الصين وأعلن عزمه سحب تمويلها. وتدعو الدول الأوروبية بين الحين والآخر لإصلاح منظمة الصحة العالمية لكنها دافعت عنها في وجه الانتقادات الحادة التي وجهتها إليها واشنطن. وعادة ما كان الموقف الأوروبى المعلن يتمثل في أن أي إصلاح ينبغى أن يتم بعد تقييم تعامل المنظمة مع أزمة وباء كورونا، لكن مؤتمرا عبر دائرة تليفزيونية مغلقة لوزراء الصحة الأوروبيين عقد قبل عدة أيام اقترح أن تتخذ الدول الأوروبية موقفا أقوى وأن تسعى إلى ممارسة مزيد من النفوذ داخل منظمة الصحة العالمية في المستقبل. وأبلغ الوزيران الألمانى والفرنسى المؤتمر بأن «تقييم وإصلاح منظمة الصحة العالمية بات مطلوبا»، وأن «على الاتحاد الأوروبى والدول الأعضاء به لعب دور أكبر على المستوى العالمى».
في روسيا، تم تسجيل 7972 إصابة و181 وفاة جديدة ليصل الإجمالى إلى 569063 إصابة و7841 وفاة، وفى اليابان، رفعت الحكومة، أمس، كل القيود التي كانت قد فرضتها على السفر الداخلى، وحث رئيس الوزراء شينزو آبى الناس على الخروج لمشاهدة الطبيعة أو حضور الحفلات الموسيقية وغيرها من الفعاليات والأنشطة للمساعدة في إنهاض الاقتصاد من كبوة الركود بعد الجائحة. وجاءت الخطوة الأخيرة بعد انتهاء العمل بإعلان طوارئ مما سمح للناس بالعودة للعمل وإعادة فتح المطاعم والحانات مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعى.