لأول مرة ينشر نعى لفقيد في شكل قصيدة، كان هذا هو نعى المناضل شهدى عطية أحد مؤسسى تنظيم حدتو، جاء النعى بصحيفة الأهرام يوم ٢٠ يونيو ١٩٦٠ وقد كتبه الشاعر محمود توفيق أحد كوادر حدتو وجاء فيه: «فتى مات بين الطعن والضرب ميتة/ تقوم مقام النصرإن فاته النصر/ تردى ثياب الموت حمرا فما دجى/ لها الليل إلا وهى من سندس خضر».
أيضا كان الشاعر فؤاد حداد، رفيق نضال شهدى، معتقلا في أوردى ليمان أبوزعبل وعند مقتل شهدى رثاه بقصيدة طويلة دون أن يكون معه لا ورقة ولا قلم وكان يقول مطلعها: «فى يوم ١٥ من شهر يونيه سنة ٦٠ ميلادية/ كان فجرمش فجر/كانت ليلة مقضية/ متقدرة بالسنين مش مخلية».
ويقول الدكتورأحمدالقصير (مقرر لجنة أصدقاء شهدى عطية) إن المفكر والمناضل شهدى عطية كان أحد المؤثرين في مسار الحركة الوطنية في أربعينيات القرن العشرين وأنه راح ضحية تعذيب وحشى في معتقل أوردى ليمان أبوز عبل «زي النهارده» فى ١٥ يونيو ١٩٦٠ في أعقاب محاكمته بمدينة الإسكندرية أمام محكمة عسكرية في قضية شيوعية كان هو المتهم الأول فيها، وقد تعرض للتعذيب مع شهدى رفاقه في القضية من كوادر وقادة «حدتو» وكنت شخصيا من بينهم وأحدث مقتله ردود فعل على المستوى الدولى.
وقد تميز شهدى بدوره السياسى والفكرى منذ إشرافه مع عبدالمعبود الجبيل في السنوات الأولى في الأربعينيات على «دار الأبحاث العلمية» إلى أن تم حلها في ١٩٤٦ بقرار من رئيس الوزراء، كما أشرف شهدى أيضا فى ١٩٤٦ على تأسيس «اللجنة الوطنية للطلبة والعمال»، وكان شهدى قد وضع مع عبدالمعبود الجبيلى في ١٩٤٥ كتاب «أهدافنا الوطنية» الذي أصبح برنامجا للجنة الوطنية للطلبة والعمال، ولعله ليس من قبيل المصادفة أن يكون شهدى أول شيوعى يحكم عليه بالأشغال الشاقة فقد صدر ضده في نهاية أربعينيات القرن العشرين حكم بسبع سنوات أشغالا شاقة بسبب دوره السياسى، ولسيد إسحق ورقة رائعة كتبها عن شهدى على نحو سردى ووصفى رائع يجسد وقع الصدمة على المعتقلين لمقتل شهدى، إذ قال إن العنابر انفجرت كالبركان لهول الصدمة وممالأة مأمور السجن للمساجين تفاديا لطوفان الغضب وقال إسحق إن طابور شهداء التعذيب انتهى بمقتل شهدى.