عندما تنتشر الأمراض والأوبئة تنتشر معها عمليات النصب، والفتاوى الشعبية، وهو ما حدث مع فيروس كورونا المستجد، على مواقع التواصل الاجتماعى عندما انتشرت مبيعات أعشاب مضادة للفيروسات، وتركيبة لرفع جهاز المناعة، وأعشاب للوقاية والعلاج من فيروسات الجهاز التنفسى، وتقليل ضغط الدم ومانعة للتجلط وضبط نسبة السكر في الدم، وتقليل أعراض آلام وتكسير الجسم، جميعها مسميات لوصفات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لعلاج فيروس كورونا برفع كفاءة الجهاز المناعى، بجانب وصفات أخرى.
يقول الدكتور محمد بسيونى، أستاذ المناعة، إن الأطباء لا يحاربون وباء كورونا فحسب، بل أيضا يحاربون سيلا من المعلومات المغلوطة، ويواجه الأطباء تحديات إضافية من كمية المعلومات الخاطئة المنتشرة حاليا حول الفيروس، بما يعد أشبه بوباء المعلومات، فلو كان هذا الكلام حقيقيا لأدرجته وزارة الصحة في بروتوكول العلاج أو حتى كتبته على موقعها، فحتى الآن ليس هناك أي نوع محدد للعلاج، معتبرا تلك المحاولات «كاذبة» وتمثل عملية «غش تجارى» ونصب على المواطنين.
وأضاف بسيونى: «تدعى هذه الصفحات، إمكانية العلاج بالأعشاب والطب البديل والطب النبوى، وغيرها من المسميات بدعوى الوقاية مرة، والعلاج مرة أخرى، من فيروس كورونا المُستجد، ولقلة وعى أغلب الناس، انساق بعضهم خلف تلك الصفحات، لتحصين نفسه من الإصابة، بتناول الأعشاب التي تُعلن عنها، في حين حذر الأطباء والعلماء منها، واعتبروها مُجرد نوع من الاحتيال والنصب الذي قد يؤدى إلى نتائج كارثية، وكذلك محال العطارة التي تسوق لهذا الأمر، نظرا لخطورة ما يتم ترويجه على صحة المواطنين من ناحية، وتضمنه عملية نصب واضحة على المواطنين»، موضحا أنه في إبريل الماضى، ظهرت دراسة صينية بشأن دور الأدوية العشبية في الوقاية من عدوى كوفيد- 19، لكن العلماء حذروا من ذلك، حيث يمكن أن تؤدى تلك الأدوية إلى زيادة فرص التعرض لمشكلات صحية غير مرغوب فيها.
ويضيف د.«بسيونى»: تفشى المعلومات الخاطئة يزيد من صعوبة علاج المرضى وأدى هذا لتآكل الثقة. فالأطباء الذين يحاولون مساعدة المرضى، سواء بشكل عام أو خاص، يرون أن العلاقة بين الطبيب والمريض تنهار بمرور الوقت وخاصة خلال هذا الوباء. حيث يجد الأشخاص صعوبة في محاولة فهم المعلومات الموثوقة والمعلومات التي يمكنهم الوثوق بها. في كثير من الأحيان قد يعطيهم طبيبهم الشخصى معلومات تتعارض مع ما سمعوه على الإنترنت أو من شخص آخر، وهذا يضع المريض في وضع صعب حقًا أثناء محاولته تحديد أفضل مسار لصحته.