حذر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، من خطورة ما ترتكبه أنقرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل ما وصفه بـ«حلم استعادة الخلافة العثمانية».
وقال «حفتر» خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية، السبت، بحضور المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، إن الجيش الليبي يسعى إلى طرد المستعمرين الأتراك الذين يسعود إلى استعادة ما يصفونه بـ«إرث أجدادهم» العثمانيين، مؤكدا أن دعم مصر للجيش الليبي محل تقدير واحترام من أبناء الشعب الليبي، وأن التدخل التركي في الصراع الليبي من شأنه تعزيز حالة الاستقطاب الداخلي بليبيا في ظل إمداد أنقرة لحكومة الوفاق غير الدستورية بالأسلحة والعتاد العسكري، ما اعتبره يؤدي إلى إطالة أمد الصراع بشكل أكبر.
وأضاف أن تركيا ترعى الإرهاب أمام العالم وتقوم بنقل العناصر الإرهابية من مكان إلى آخر داخل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، داعيًا إلى ضرورة إثناء تركيا عن جلب المرتزقة إلى ليبيا ودعمهم بالسلاح والعتاد.
وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، «إعلان القاهرة» لحل الأزمة الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي الليبية ومقدرات شعبها.
وقال الرئيس إن «إعلان القاهرة» بمثابة رسالة إلى رسالة إلى العالم، ويتضمن رغبة أكيدة في إنفاذ إرادة الشعب الليبي في الاستقرار والبناء، والحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، ووضع مصلحة ليبيا تأتي فوق أي اعتبار.
ويتضمن «إعلان القاهرة» احترام كافة الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية في إطارها السياسي، ووقف إطلاق النار بعد 48 ساعة في عموم الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات، وتسليم أسلحتها إلى الجيش الوطني الليبي، وطرد المرتزقة الأجانب إلى خارج البلاد، واستكمال أعمال مبادرة 5+5 برعاية الأمم المتحدة، وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد وإجراء انتخابات نزيهة، وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين، دون استحواذ أي مليشيات على أي من مقدرات الليبيين، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.
وأكد الرئيس تطلع مصر إلى تعاون كل الدول لمساندة هذه الخطوة البناءة لعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الليبي، ودعوة المنطقة الشرقية بالتوجه إلى الأمم المتحدة في جنيف بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول الجوار الليبي.
وأكد أن إعلان القاهرة مبادرة مهمة لإنهاء العنف في ليبيا وبداية لمرحلة جديدة لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، معربا عن سعادته بالإعلان عن المبادرة من مصر، وأنه نتيجة جهود مخلصة طوال السنوات الماضية لرأب الصدع الليبي والتحذير من خطورة الوضع الراهن في ليبيا ستمتد تداعياته حال استمراره إلى الجوار الليبي والإقليمي والدولي أيضًا.
وقال إن «ما يقلقنا ممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية والتدخلات الخارجية»، محذرًا من إصرار بعض الأطراق على الحل العسكري للأزمة الليبية.
وأضاف الرئيس: «مصر تتابع مع الإخوة الليبيين ما يحدث على الأرض هناك، وترفض التصعيد الذي ينذر بعواقب وخيمة في كامل المنطقة، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار في ليبيا إلا بوحدة وسلامة المؤسسات الوطنية، لتكون قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الشعب الليبي، والحفاظ على الثروات الليبية لأبناء الشعب الليبي، والتأكيد على أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر.