مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وفي ظل محاولات الوقاية منه من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية، اتجه قطاع كبير من المواطنين إلى تناول الفيتامينات كوسيلة لرفع المناعة.
ويتم تناول الفيتامينات إما من خلال الاعتماد على الوصفات الشعبية مثل تناول الخضراوات والفاكهة الغنية بالفيتامينات أو عن طريق تناول المكملات الغذائية خاصةً فيتامين c وفيتامين e والزنك، وذلك لتواجد هذه المكملات في بعض البروتوكولات العلاجية من فيروس كورونا المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن تصدر عن جهة رسمية.
ومع زيادة الإقبال على أدوية المناعة والمكملات الغذائية، بدأت تشهد تلك الأدوية ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، وتراجعت كميتها في الصيدليات، لتخرج مجموعة من المنشورات التي تناشد الناس بالتوقف عن تناول المكملات الغذائية كوسيلة لرفع المناعة، مؤكدين عدم جدواها في الوقاية من فيروس كورونا ومن الأمراض بشكل عام.
من جهتها، وجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والإسكان، الأربعاء، شركات الأدوية بإنتاج كميات أكبر من أدوية المناعة وضخها في الصيدليات لتلبية احتياجات المواطنين في ظل مواجة الفيروس.
وعلق الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، على السلوكيات التي يتبعها عدد كبير من المواطنين في الوقاية من الفيروس التاجي باستخدام المكملات الغذائية، مؤكدًا أن تناولها «ليس له أي جدوى في الوقاية بالنسبة للأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من نقص في فيتامينات معينة أو مشكلة في المناعة».
أضاف «عقبة» لـ«المصري اليوم» أن «الأشخاص الذين يعانون من نقص الفيتامينات يكون رد فعل جهازهم المناعي أضعف من الأشخاص الأصحاء وبالتالي يعانون من أعراض أشد في حالة إصابتهم، لذلك من الضروري تعويض الجسم بالفيتامينات التي يحتاجها حتى يستطيع الوقاية من الفيرس وكذلك المقاومة بشكل جيد في حالة الإصابة، وذلك من خلال تناول المكملات الغذائية بجرعات محسوبة من قبل طبيب متخصص وليس بشكل عشوائي».
تابع: «الفيتامينات وأدوية المناعة لها دور علاجي وليس وقائي، ونحن كأطباء لا نصف الدواء إلا إذا كنا نستند على دراسة قوية تؤكد جدوته وفاعليته، حيث إنه إذا تناول الشخص السليم الفيتامينات بكميات تفوق احتياجه اليومي الطبيعي فسوف يتعرض لآثار جانبية ضارة».
وأوضح أن «بروتوكولات علاج المصابين بفيرس كورونا تتضمن الفيتامينات لأن المريض يكون في حالة ضعف مما يزيد من الحصة اليومية التي يحتاجها من الفيتامينات بالمقارنة بالشخص السليم، لأن مقاومة الجسم لفيرس كورونا تحتاج نشاط زائد من الجهاز المناعي، وأيضًا يتم وصف الجرعات المناسبة بشكل محسوب من قبل الأطباء ولا يتم تناولها عبثًا».
وأشار إلى أن «الإصابة بفيروس كورونا أمر متفاوت يمكن الوقاية منه باتباع الإجراءات الاحترازية ولا يتوقف على نقص الفيتامينات أو تناول أدوية المناعة بدون سبب بدليل إصابة بعض مشاهير العالم بالفيروس رغم تمتعهم بالصحة الجيدة».
وعن الوصفات الشعبية كتناول الماء بالليمون وبعض الخضراوات أو الأكلات كالشلولو، أوضح رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس أنها «ليست مجدية للأشخاص الأصحاء ولا تساهم في رفع كفائة الجهاز المناعي»، مشيرًا إلى أن «الوقاية من أمراض معينة تكون من خلال الأمصال واللقاحات الخاصة بها والتي يصفها الطبيب فقط وليس من خلال الوصفات الشعبية أو الفيتامينات».
وأوصى طبيب المناعة بـ«ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية إذا كان المواطنين يرغبون حقًا في وقاية أنفسهم»، مؤكدًا أهمية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة واستخدام المعقمات، كما أوصى كل أم بضرورة مساهمتها في توعية أبنائها بكيفية الوقاية من الفيرس، حيث يبدأ الوعي داخل كل منزل من خلال الأم أولًا».
كانت الدكتورة هالة زايد ناشدت المواطنين عدم سحب كميات كبيرة من أدوية المناعة من الصيدليات دون جدوى، وذلك خلال اجتماعها، الاثنين، بحضور عدد من قيادات الوزارة بديوان عام الوزارة لمتابعة خطة العمل لمواجهة فيرس كورونا المستجد.