أثارت الفنانة المغربية مريم حسين حالة من الجدل، بعد تضامنها مع المحتجين من ذوي البشرة السمراء بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد وفاة جورج فلويد، على يد شرطي في ولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث قامت بإطلاء جسدها باللون الأسود.
في المقابل، تلّقت الانتقادات على صورتها، حيث انتقدتها المذيعة الكويتية زينب بنت على في إذاعة «نبض» تصرفها وذكرها باستعمالها كلمة تحمل مضمون عنصري من قبل: «نست يوم قالت عني يالحبشية؟.. اعتذري على ما سويتيه».
لذا سارعت الفنانة المغربية بحذف الصورة من «إنستجرام»، واكتفت بالتعليق على صورة بلون ببشرتها الطبيعي: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم وآدم من تراب». وفي نهاية رسالتها للجمهور أعتذرت قائلة: «سوري».
لكن لماذا تعرّضت «حسين» للهجوم بعد طلاء بشرتها باللون الأسود ؟
يرجع السبب إلى أن لـ«الوجه الأسود» تاريخ عنصري طويل، بدأ في القرن الثامن عشر في الولايات المتحدة الأمريكية عندما لم يكن يسمح لأصحاب البشرة الداكنة والسوداء بالتمثيل، لذلك كان الممثلين ذوات البشرة البيضاء يطلون أنفسهم باللون الأسود مُتقمصين شخصية الإنسان الأسمر البشرة.
ولم يكتف هؤلاء بتقليدهم، بل كانت شخصية الرجل الأسمر البشرة كوميدية بالأعمال الفنية تلك، ولا تمثل الواقع، لذا عُرف تصرّفهم بالعنصري، وظلت مواقفهم السابقة راسخة بالأذهان على مرّ التاريخ، إذ محوا بتصرفاتهم الحياة الواقعية للسود، وقللت من شأنهم وملابسهم وثقافتهم، وبثت صور خاطئة حول حياتهم المعيشية.
لذا حينما يطلي المشاهير لون بشرتهم باللون الأسود، تصبح الفكرة انعكاس، لمحاولة إثبات الطرف الأبيض أنه الأقوى أمام الطرف الأسود، حيث يستبيح الطرف الأول السخرية على تقاليد وأفكار الثاني من أجل الترفيه والتسلية، وهي العنصرية التي لم تمح عبر الأزمنة.
ووقعت في نفس فخ «حسين»، الفنانة ميريام فارس في كليب أغنيتها «قومي» عام 2018، من إخراج شريف ترحيني، والتي نجحت حتى حققت 3 ملايين مشاهدة في اليوم الأول من عرضها، وترتكز فكرة الكليب على المزج بين الغناء الخليجي والإيقاع الأفريقي، فتعكس الحضارة السواحلية عند سكان شرق أفريقيا، ترقص مع نساء سمراوات ويرتدين جميعهم الملابس الأفريقية.
وتتوالي المشاهد دون لغط حتى تظهر الفنانة وتغطي وجهها وذراعيها باللون الأسود، ووصفت «فارس» على أثر الكليب بـ«العنصرية» وهوجمت، رغم عرضها رقصات أفريقية بإتقان مع إطلالتها بالشعر المُجعد والبشرة السمراء.