x

كيف غير الروبوت حياة المسنين فى اليابان؟

الثلاثاء 02-06-2020 22:29 | كتب: فادي فرنسيس |
كبار السن كبار السن تصوير : آخرون

أدرك العالم فى الآونة الأخيرة أهمية وجود الروبوت فى الحياة اليومية لا سيما بعد انتشار فيروس كورونا، فهذه الآلية ساهمت بشكل كبير فى تخفيض أعداد الإصابات خاصة فى الدول الآسيوية المتقدمة والتى تأتى على رأسها اليابان، تلك الدولة جعلت الروبوت هو الوسيلة الأولى للتواصل مع المرضى مما ساهم فى الحد من خطورة الأمر بالأخص مع كبار السن- والذين يحتلون النسبة الأكبر من تعداد السكان- حيث أصبحت دور المسنين خالية من العمال، وأصبح الروبوت وسيلة آمنة لخدمتهم.

دار المسنين ملجأ الأمان:

ساهمت أزمة انتشار فيروس كورونا فى إلقاء الضوء على هذه التجربة، لكن اليابان طبقت تلك الآلية منذ عقود لإنقاذ كبار السن.

فى شينتومى- إحدى دور المسنين فى العاصمة اليابانية طوكيو- كانت جولتنا لرصد هذه التجربة قبل شهور قليلة من ظهور فيروس كورونا المستجد فى هان بالصين. إجراءات دخول المبنى أشبه بدخول غرفة العناية المركزة. يرتدى الجميع ملابس معقمة وأحذية جديدة لمنع انتشار التلوث، وبمجرد تخطى البوابة تصبح الكمامة شرطاً أساسياً لمتابعة السير فى المكان. لا صوت يعلو فوق صوت الروبوت المتحرك. تختلف أشكاله وخدماته فعدد منهم متخصص لنقل الطعام والبعض الآخر متخصص لنقل كبار السن غير القادرين على الحركة، ونوع ثالث يساهم فى علاج المرضى منهم خاصة مرضى الفقرات والعظام.

«هدفنا هو أن نجعل كبار السن يعيشون حياتهم باستقلالية فبفضل الروبوت تحسنت صحتهم بشكل كبير وشعر كل شخص بحريته دون الاعتماد على طبيب أو مقدم الرعاية فى الدار». بتلك العبارة استهل المدير التنفيذى لـceo- إحدى الشركات المتخصصة لتوفير أجهزة الرعاية للمسنين- كيمى إيشيكاوا حديثه عن تجربة بلاده فى تطوير شكل الروبوت لخدمة المسنين. ويوضح أن دور المسنين فى اليابان تستخدم أكثر من 20 شكلا للروبوت، فبعضهم يأخذ أشكالا لشخصيات كارتونية أو الشكل التقليدى للروبوت، بينما يأخذ البعض الآخر أشكالا أخرى كالأسرة الذكية والمقاعد المتحركة. يقضى المسنون أغلب أوقاتهم فى صالة الترفيه، تلك المنطقة التى تم إعدادها لتوفير الاحتياجات الأساسية، حيث يجلس كل فرد منهم بصحبة الروبوت الخاص به، ويختار كل منهم الشكل الذى يفضله فبعضهم يختار روبوت على شكل حيوانات أليفة فتجد روبوت لقطة وآخر لكلب ويفسر شيواكا تصنيع روبوت على شكل الحيوانات الأليفة ليعطى شكلا واقعيا للتواصل كما تستخدم هذه الحيوانات لعلاج الأمراض الخاصة بحركة الأطراف وتفاعل هذه الأنواع مع المرضى يساعد الأطباء فى علاجهم. فى الغرف الداخلية توجد الأسرة الذكية والتى توفر الرفاهية للعاجزين عن الحركة، فالمريض يختار الشكل الذى يريده فيتحول السرير إلى مقعد متحرك ليتجول به فى المكان، كما أن هذه الأسرة مزودة بأجهزة خاصة لقياس ضغط الدم وضربات القلب، وتحتوى على جميع وسائل الترفيه للمريض. لم يقف شكل الروبوت فى الدار عند هذا الحد بل توجد أشكال أخرى يتم تركيبها حول جسد المريض ويتم توصيلها بالحذاء لتنظيم حركته وإنقاذه من السقوط على الأرض، حيث يعمل هذا النوع من الروبوت كداعم للعامود الفقرى.

* مصانع الروبوت عمل لا يتوقف وأشكال مختلفة يبدعها الفنانون:

فى أحد مصانع الروبوت الخاصة بكبار السن والتابعة لشركة باناسونيك فى مدينة أوساكا، تستقبلك أشكال مختلفة من الروبوت فور الدخول حيث يردد الروبوت عبارات ترحيبية باللغتين الإنجليزية واليابانية ويصطحب الزائرين فى جولة داخل المصنع، وتبدأ عملية تصنيع الروبوت بعدة مراحل حيث تأتى مرحلة التصميم فى الدرجة الأولى ويتولى تلك المرحلة متخصصو الهندسة الطبية، والذين يضعون الأشكال المختلفة على حسب الاستخدام الطبى للروبوت يأتى دور الفنانون لوضح الشكل الخارجى. ويمتد العمل داخل المصنع إلى 14 ساعة يوميا، ويخضع الربوت لعدة تجارب قبل إرساله لدور المسنين.

ويقول العاملون فى المصنع إنهم يعملون بخطة طويلة الأمد فهم يبكترون يوميا أشكالا جديدة تساهم فى تسهيل حياة كبار السن، خاصة أن اليابان تعطى أولوية خاصة لهذه المصانع، حيث أنفقت اليابان خلال العام الماضى 5 مليار ين لتزويد 5000 منشأة خاصة بخدمة المسنين بالروبوت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية