x

«مشهور مش مشهور».. عرض مسرحى عن المهمشين وضياع الأحلام

الثلاثاء 02-06-2020 06:49 | كتب: هالة نور |
مشهد من العرض المسرحى مشهور مش مشهور مشهد من العرض المسرحى مشهور مش مشهور تصوير : آخرون

«وزارة الثقافة استطاعت تحويل أزمة كورونا واستثمارها إلى نجاح» هكذا وصف المخرج مازن الغرباوى، ورئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، المبادرة التى أطلقتها د.إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لمواجهة تحدى فيروس «كورونا» والتى تحمل اسم «اعرف.. فكر.. اعرف»، والتى ينطلق من خلالها العرض المسرحى الجديد الذى يخرجه «الغرباوى» باسم «مشهور مش مشهور» خلال الفترة المقبلة.

وأوضح «الغرباوى» أن العرض المسرحى جاء ضمن المبادرة التى أطلقتها الوزارة خلال فترة تحدى الفيروس والوصول لأكبر عدد من جمهور المسرح داخل منازلهم عبر منصة الوزارة «أون لاين»، والتى لاقت تعاونا كبيرًا بين كافة قطاعات الوزارة واستجابة فورية وقت تقديمها من الفنان سامح بسيونى، مدير فرقة مسرح المواجهة، والدكتور خالد جلال، رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، والفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح.

«مشهور مش مشهور» هى تحت عمليات المونتاج والمكيساج حاليًا قبل أيام من عرضها الأول، وقال «الغرباوى» إن إطار المبادرة يعتمد على تحويل أعمال الكاتب الروسى أنطونى تشيكوف، وعدد من القصص القصيرة التى كتبها إلى أعمال مسرحية وتمصيرها ويأتى هذا أيضًا تدعيمًا للتواجد على مستوى الإخراج المسرحى للوزارة ببعض الأعمال المصورة التى من الممكن أن تكون قادرة للوصول للجمهور واستقبالها بشكل جيد عبر المنصة الإلكترونية للوزارة.

وتابع: كانت نقطة الانطلاق حينما هاتفنى الفنان سامح بسيونى وشرح المبادرة وعرض إخراج العرض المسرحى الجديد، وبدورى قابلت هذا بالحماس الشديد للمشروع بشكل عام، وبالفعل بدأت بالعمل وتم الاستقرار بعد القراءة الطويلة لأعمال الكاتب الروسى لقصة بعنوان «كلخاس»، وتم على الفور عمل الإعداد المسرحى والتحويل الأدبى لها على مستوى الكتابة والإخراج، ليستقر بنا الأمر لاختيار عنوان «مشهور مش مشهور».

وعن تفاصيل قصة «مشهور مش مشهور» أوضح أن مرحلة الكتابة فى البداية أخذت وقتا ليس بالقليل، خاصة أنه جديد عليه عنصر التأليف لكنه فى أغلب الأعمال التى يخرجها شارك فى إعدادها، وأشار إلى هناك جزءا كبيرا من عمل المخرج تأهيل النصوص المسرحية بالاتفاق مع المؤلفين إذا كانوا أحياء أو مُعدين لتأهيلها لنصوص المسرحية.

وأضاف أن العرض يتحدث عن الفنان المهمش الذى خلال رحلته المهنية يضيع منه أشياء وقطارات كثيرة بسبب أحلامه المهنية، فهى تسرد حياة فنان لم يستطع تحقيق أى إنجازات على مستوى حياته الإنسانية، لافتًا إلى أنها معاناة لكثير من الفنانين الذين يقومون بالعمل طوال حياتهم فى ظل بدايات وأحلام وردية تصطدم بالواقع، وأن هذا كله يُقدم فى إطار الكوميديا السوداء الساخرة، بالإضافة إلى أن العرض مقدم باللهجة العامية لتبسيطه وتوصيله للمتلقى.

ولفت «الغرباوى» إلى أن عظمة «تشيكوف» أنه كاتب قصص قصيرة كان الهدف منها إنسانى واجتماعى وهذا ما جعل لأعماله استمرارية حتى هذه اللحظة، لتجعل المسرحيين يستقون منه مادتهم الإبداعية.

وعن تنفيذ البروفات فى ظل الحظر بسبب أزمة «كورونا» والاجراءات الاحترازية فى المقابلات أوضح «الغرباوى» أن مرحلة الاستعداد والبروفات جاءت لأول مرة عن طريق «الأون لاين» وعبر أحد التطبيقات التى تتيح المقابلات عبر الإنترنت نظرًا لما تشهده مصر والعالم لأزمة «كوفيد 19»، بالإضافة إلى جروب على تطبيق «الواتس آب».

وأشار إلى أن أزمة «كورنا» قدمت لهم دروسًا جديدة لهذه الأجيال المسرحية باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحدى الأزمة، مضيفًا أن إدارة العملية الإلكترونية ليست جديدة عليه، حيث سبق له تقديم تجربة «انتحار معلن»، وأخرج فى تونس وعمل البروفات إلكترونيا قبل اللقاء المباشر والوصول للبروفات لمراحل متطورة بنسبة كبيرة تأهيلا لعمل بروفة أو اثنتين على الأكثر على المسرح ضمن الاجراءات الاحترازية، ثم بدء مرحلة التصوير وهذا نفسه ما تم بـ «مشهور مش مشهور»، لافتًا إلى أن مرحلة تصويره تمت بنجاح.

وعن الصعوبات التى واجهتهم فى التصوير أوضح أنه تمت البروفات خلال شهر رمضان فكان عليهم مهمة صعبة الانتهاء قبل الإفطار وفترة الحظر، متمنيًا أن تخرج للنور بشكل يأتى باستحسان الجمهور.

وتابع: العرض تم تصويره فى المسرح القومى، وهو بطولة الفنان سامى مغاورى وهو فنان لديه قدرة كبيرة على الإبداع وحالات التفرد والخيال الخصب وقدرة على الارتجال فهذه صفات كثيرة ساعدتنى كمخرج لأخرج العرض بالشكل الجيد، بالإضافة إلى أن عدد القائمين على العرض ثلاثة، ولا يتواجد جميعهم على المسرح، ولكن تحدث تباديل خلال العرض، لافتًا إلى أن من بين طاقم العرض محمد طلبة وهو أحد شباب تياترو مصر وأحد خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج، ونبيل خالد، وديكور مصطفى التهامى، وإعداد وإخراج مازن الغرباوى، وإعداد موسيقى إسلام على، والمخرج المنفذ كريم محروس، ونور السيد، والمخرج المساعد ندا إبراهيم، بالإضافة إلى هيئة مساعدين الإخراج إبراهيم عرابى، ومنى زكريا، وتصميم الأفيش والدعاية على عبد الرحمن.

وأضاف أن المشروع إنتاج مشترك بين المسرح القومى وفرقة مسرح المواجهة، معربًا عن سعادته بالتعاون مع الفنان سامح بسيونى وأن هذا ليس التعاون الأول بينهما، حيث كانا معا ضمن أبطال عرض «فى بيتنا شبح» ولكنها المرة الأولى على مستوى الإخراج، واصفًا إياه بأنه فنان كبير قدم ما يقرب من 105 أعمال مسرحية داخل وزارة الثقافة.

واعتبر «الغرباوى» أن المنصات فتحت أفاقا جديدة للحركة المسرحية وأرضية جديدة للوصول للمستهدفين فى هذا القطاع من الشباب، وهذا ما رأته وزيرة الثقافة فى بداية الأزمة ووضعت له رؤية لذا كانت منصة الوزارة والتى منذ إطلاقها لاقت نسب مشاهدة كبيرة على المستويين المصرى والعربى. واعتبر «مازن» أن تاريخ مصر سيذكر كيف أدارت وزارة الثقافة أزمة كورونا واستثمرتها لنقطة نجاح وتحول كبيرة فى كافة قطاعاتها المختلفة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية