x

المخرجة السعودية هيفاء المنصور لـ«المصري اليوم»: المنصات ساهمت فى إنقاذ الصناعة (حوار)

الثلاثاء 02-06-2020 06:50 | كتب: أحمد النجار |
المخرجة السعودية هيفاء المنصور المخرجة السعودية هيفاء المنصور تصوير : آخرون

فى قائمة المخرجات العرب تحتل المخرجة السعودية هيفاء المنصور مركز الصدارة حاليا. عقب فيلمها الروائى الأول «وجدة» انطلقت «المنصور» إلى العالمية ودخلتها من أوسع أبوابها. حصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية، وكان أول فيلم سعودى يتم ترشيحه للفوز بجائزة أفضل أوسكار أجنبى. البعض توقع أنه مع حالة الانفتاح التى تعيشها المملكة فى الآونة الأخيرة سيكون لـ«هيفاء» دور كبير فى إنعاش حركة السينما السعودية وتطورها، لكن اجتذبتها أفلام وأعمال هوليوود وخاضت هناك أكثر من تجربة، وكانت من أوائل المخرجات العرب اللاتى استعانت بهن هوليوود للعمل بها وتصور هذه الأيام عملا تليفزيونيا جديدا لحساب منصة أمازون. هيفاء المنصور مخرجة متعددة الثقافات، فرغم كونها سعودية وانتمائها لعائلة تتميز بإبداعاتها، فوالدها الشاعر الكبير عبد الرحمن المنصور، إلا أنها درست بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتزوجت من أمريكى، احترفت الإخراج السينمائى وحققت فيه خطوات ناجحة تحدثت عنها لـ«المصرى اليوم»..

■ إلى متى ستظل قضايا المرأة هى المسيطرة على أفلامك؟

- قضايا المرأة بالنسبة لى ليست فقط عن حقوق المرأة وتمكينها فى مواجهة بعض التقاليد الشرقية التى تحد من تطورها، ولكن أيضا تمكينها من أدوار البطولة التى بشكل كبير حتى الآن محصورة على «البطل الرجل»، وحان الوقت لكى نرى المرأة فى أدوار البطولة المطلقة، سواء كانت شرطية أو طبيبة أو ربة عمل. لا بد من تواجد المرأة كبطلة فى أدوار الحياة المختلفة بعيدا فقط عن صراع «النسوية»، وترسيخ وجودها «كبطلة» فى الدراما سينعكس على المجتمع بلا شك.

■ من وجهة نظرك بعد الانفتاح الذى تعيشه المملكة حاليا، هل هناك حقوق لم تحصل عليها المرأة؟ وما هى؟

- الانفتاح الذى تعيشه المملكة حاليا غير مسبوق ويعطى المرأة مساحة حقيقية لتحقيق ذاتها. ولكن تظل المرأة الشرقية أحيانا مترددة فى القبول والاستفادة من هذا الانفتاح خوفا من التقاليد أو (كلام الناس)، فلا تزال نظرتها إلى نفسها محكومة، ليست فقط بما هو متاح لها، ولكن بما هو مقبول اجتماعيا، مثلا وليس حصرا العمل فى مكان مختلط أو السفر لوحدها بغرض الدراسة أو العمل.

■ الانفتاح الفنى، وخاصة السينمائى، الذى تعيشه المملكة كيف ترينه بعين مخرجة سعودية؟

- أرى أنه فرصة حقيقية لتقديم أعمال راقية ومختلفة تصل إلى الجمهور، وخصوصا من خلال عدسة أنثوية ترى المجتمع بشكل مختلف أو بشكل لم يتم تقديمه من قبل.

■ البعض يرى أنك تغازلين الغرب فى طرحك لقضايا المرأة السعودية فى أفلامك؟

- لا أغازل أحدا، وأعمل من قناعة بأننا كمجتمع نتطلع إلى الأفضل دائما، ونظرتى إلى مستقبل مشرق يضمنا جميعا كنساء ورجال على حد السواء.

■ متى ستتجهين إلى تقديم ألوان سينمائية أخرى مثل الكوميديا أو غيرها؟

- قدمت أعمالا مختلفة تماما فى هوليوود، مثل مسلسل (جود ليرد بيرد)، بطولة إيثان هوك، وهو مسلسل عن صراع الحرب الأهلية الأمريكية من خلال قصة جون براون. المسلسل به كوميديا وبه دراما، ولكن أيضا له أهميته التاريخية، وأنا أرى أن الفكاهة والكوميديا مهمة جدا، وفى جميع أعمالى، سواء فى هوليوود أو فى السعودية، يهمنى جدا أن تكون الكوميديا الراقية جزءا من أعمالى. وفيلم «المرشحة المثالية» به الكثير من الكوميديا الراقية والموسيقى والغناء، بالنسبة لى هذا الفيلم هو لحن سينمائى أصيل يتحدث عنا كمجتمع بدفء وكثير من الشجن.

■ فيلمك «المرشحة المثالية» لم يحقق الصدى الذى حققه فيلمك «وجدة» ما السبب؟

- نحن نعيش فى جو سينمائى مختلف تماما بسبب (العزل الاجتماعى) وتداعياته، خصوصا على السينما المستقلة. (فيلم المرشحة المثالية) لم تتوافر له نفس الفرص مثل (وجدة)، خصوصا فى أوروبا. فنحن عندما كنا على وشك عرض الفيلم فى ألمانيا وفرنسا وإسبانيا اضطررنا إلى إلغاء جميع الفعاليات المتابعة للفيلم، وهذه التداعيات ليست محصورة على هذا الفيلم فقط، فالجو السينمائى الآن صامت. والمنصات الإلكترونية ساهمت بشكل كبير فى إنقاذ السينما خلال هذه الفترة.

■ ونحن على أعتاب عرض الفيلم على واحدة من المنصات الإلكترونية، هل تعتبرين المنصات هى الأمل فى استمرار صناعة السينما؟

- بلا شك. المنصات الإلكترونية أصبحت ملاذا لكثير من صناع السينما، لكونها متاحة ولكونها آمنة فى مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى قد تحد من صناعة السينما التقليدية، خصوصا فى ظل الوضع الحالى.

■ تتعاونين مع إحدى هذه المنصات فى عمل سينمائى جديد، فهل هناك شروط تفرضها عليكِ قبل اختيار العمل، أم أنك تتمتعين بالحرية التامة فى الاختيار؟

- سواء مع هذه المنصات أو المنصات التقليدية حرية اختيار العمل بالنسبة لى شىء مهم وأساسى.

■ وأين موقع فيلم (المرشحة المثالية) بين أعمالك؟

- فيلم (المرشحة المثالية) من أهم أعمالى وأجملها على الإطلاق. فهو يحكى قصة حميمة وأسرية بشكل كبير، ولكنه أيضا يحكى قصة مجتمع متغير، مجتمع يقف على أعتاب الانفتاح وتأثيره بشكل كبير على المرأة ورؤيتها لنفسها.

■ أيهما يسعدك أكثر حصول فيلمك على جائزة مهمة من مهرجان أم تحقيقه إيرادات غير مسبوقة؟

- من الجائر أن نطلب من مخرج أو مخرجة هذا الاختيار الذى يدل على انفصال بين الجمهور والنقاد السينمائيين. ولكن بشكل عام رغم فوز أفلامى وعرضها فى أهم المهرجانات العالمية، يظل الجمهور هو همى الأول. أعتقد أن الجمهور هو الأهم فى تقييم الأعمال، وأنا مؤمنة بأن الجمهور العربى والسعودى بشكل خاص قد تطورت ذائقته النقدية بشكل كبير.

■ جرأة المخرج من وجهة نظرك هل تأتى من تمرده على التابوهات الاجتماعية المتوارثة؟

- هناك تابوهات جميلة يجب أن نحتفى بها، مثل تكريم الوالدين واحترام الجار وغض البص وغيرها، وهناك تابوهات لا بد من مواجهتها مثل زواج القاصرات ووضع المرأة الاجتماعى وجرائم الشرف.

لا أفضل ما يسمى بجرأة المخرج، ولكن هناك ما يسمى بحس المخرج ونظرته للقصة والدراما وموقفها من القضايا الاجتماعية.

■ ما سبب قلة عدد المخرجات فى الوطن العربى؟

- الإخراج مهنة متعبة وصعبة، خصوصا بالنسبة للمرأة. بالنسبة لى تصويرى دائما بعيد عن مكان إقامتى مع أولادى وزوجى، فأنا مضطرة لأن أكون بعيدة عنهم معظم أيام السنة. للتو قد انتهيت من تصوير مسلسل لأمازون يتم تصويره فى نيوزيلندا، ومكان إقامتى فى لوس أنجلوس، وقبل ذلك كنت فى فانكوفر فى كندا، وقبل ذلك فى فرجينيا فى جنوب الولايات المتحدة. فالسفر المستمر والبعد عن العائلة قد يكونان من أهم العوامل التى تدفع المرأة للبعد عن الإخراج السينمائى. وأيضا المناخ العام قد يكون ذكوريا بشكل كبير، وهناك الكثير من الفرص التى تذهب لمخرجين ذكور.

■ اتجاه مخرجة مثل إيناس الدغيدى إلى تقديم البرامج وابتعادها عن بلاتوهات السينما، هل ترينه استسلاما لأوضاع سينمائية فاشلة؟

- لا أرى ضررا من أن تقوم مخرجة لها اسمها ووضعها وتاريخها السينمائى بتقديم برنامج تليفزيونى، مثل الكثير من نجوم السينما والطرب. إيناس نجمة سينمائية ولها كل الحق فى استخدام نجوميتها مثلها مثل أى ممثل أو ممثلة أو مطرب أو مطربة يتجهون إلى الأعمال التليفزيونية. لا أحد يلوم نانسى عجرم على تقديم برامج تليفزيونية فلماذا نحكم على إيناس؟!.

■ اتجاه المخرج السينمائى إلى الدراما التليفزيونية، هل تعتبرينه نوعا من التجديد أم هدنة مع النفس؟

- التليفزيون الآن يمر بنقلة نوعية. فالكثير من الأعمال التليفزيونية أصبحت تضاهى السينما فى الضخامة والجمهور. ولكن تظل السينما لها رونقها الخاص وجمالها.

■ ولماذا كان اتجاهك للدراما من خلال عمل أجنبى؟

- اتجهت للدراما والأكشن والكوميديا من خلال عملى فى هوليوود. هناك فرصة حقيقية للنساء لتحقيق أنفسهن الآن كمخرجات وبلا شك وجدت تشجيعا وجمهورا ونجاحا غير مسبوق فى الغرب. ورغم قلة الفرص يظل الشرق عشقى الأول.

■ هل يمكن أن تخوضى التجربة من خلال مسلسل عربى؟

- بالطبع، الدراما العربية حققت نجاحات غير مسبوقة مؤخرا.

■ لماذا لا تفكرين فى إخراج عمل للسينما المصرية؟

- لم تعرض علىّ أى أعمال مصرية إلى الآن. أحب مصر منذ أيام دراستى الجامعية التى كانت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى التحرير، فعلاقتى بمصر علاقة حميمة جدا. واللى يشرب من مية النيل لازم يرجع لها.

■ ولو أتيحت أمامك هذه الفرصة من سيكون أبطال فيلمك هذا؟

- ليس لكونى مخرجة ولكن لكونى من الجمهور ولكونى من أنصار تمكين النجمات العربيات فسيكون اختيارى شريهان، يسرا، منة شلبى، ومنى زكى. لهن كمشاهدة مكان فى قلبى.

■ حرصك على كتابة سيناريوهات بعض أعمالك هل جاء بسبب عدم ثقتك فى السيناريست الرجل وقدرته على طرح القضية من منظور نسوى؟

- شغفى بالكتابة هو الدافع الأول، هناك الكثير من كتّاب السيناريو الذين أحترمهم وأتمنى العمل معهم، ولكنى أرى الكتابة والإخراج يكمل بعضهما بعضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية