x

سميحة أيوب: تصدّر فريق مسرح مصر المشهد «موضة وهتنتهي» (حوار)

الجمعة 29-05-2020 07:17 | كتب: هالة نور, سعيد خالد |
سميحة أيوب سميحة أيوب تصوير : آخرون

ابتعدت الفنانة القديرة سميحة أيوب عن المسرح منذ سنوات، لكنها لاتزال في انتظار الدور الذي يجذبها إليه مرة أخرى، وإلى الكوميديا انجذبت «سميحة» لتعود إلى الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «سكر زيادة» الذي شاركت في بطولته مع نبيلة عبيد ونادية الجندى وهالة فاخر، وعُرض في رمضان، مبررة اختياره بأنه عمل جيد وحدوتة بعيدة عن الدم والعنف اللذين ترفض تقديمهما في أعمالها، وهذه بعض الأسباب التي رفضت العديد من الأعمال السابقة بسببها.

وخلال حوارها لـ«المصرى اليوم» كشفت «سميحة» عن سبب انجذابها لشخصية «فوز»، وكونها شخصية كوميدية لكنها ليست المرة الأولى لها، منتقدة ما يقدم في الوقت الراهن من الكوميديا، والذى تراه يفتقر للموقف ويعتمد على الإفيهات والاستظراف.. وإلى نص الحوار:

سميحة أيوب تتوسط نبيلة عبيد ونادية الجندى أثناء تصوير «سكر زيادة»


■ سيدة المسرح العربى التي طالما وقفت على خشبة المسرح.. فاجأت جمهورها بأداء مختلف تمامًا في مسلسل «سكر زيادة»، الذي عُرض في رمضان.. كيف كان ذلك؟

- قدمت كوميديا على المسرح، وأخرجت مسرحيتين تنتميان للكوميديا، ومنها «مقالب عطيات» وكنت فيها البطلة والمخرجة، وحققت نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيرى، وكذلك قدمت في التليفزيون عملا واحدا فقط كوميدى هو «مذكرات ذكية هانم»، وكانت تجربة رائعة، لكن الكوميديا في «سكر زيادة» كانت جميلة ومختلفة، بعيدة عن الافتعال «الفارس»، الكل من الفنانين المشاركين في البطولة كانوا مدركين لأدواتهم وأصحاب خبرات طويلة، يخلقون الضحك من الموقف.

■ كيف رأيت ردود الفعل حول دورك بالمسلسل؟

- ردود الفعل كانت إيجابية بشكل كبير، وتحمل اندهاشا للشخصية نفسها وكيف تحولت كسميحة أيوب بالشخصية، والبعض رأى أنها جديدة لكن كانوا مبسوطين وفرحانين بها، وانهالت الاتصالات علىّ منذ أن كنت في الخارج منذ بداية عرض برومو العمل، وقبل عرضه، والصراحة أي فنان بينسى أي تعب لما بيلاقى الانطباع الجيد للمتفرج.

■ كيف كانت كواليس موافقتك على المشاركة في المسلسل؟

- في بداية الأمر تم عرض المسلسل عليّ لقراءته كسيناريو، ولم يكن وقتها العمل مكتوبا بشكل كامل، ولكن حلقات فقط لم تكتمل كتابتها، وكان لديهم تخوف من عدم قبولى العمل.

■ لماذا هذا التخوف؟

- لأننى خلال الفترة السابقة كان هناك العديد من الأعمال التي يتم عرضها علىّ للمشاركة فيها، ولكن جميعها كنت أرفضها، وظل هذا لسنوات كثيرة.

■ ما أسباب رفضك هذه الأعمال؟

- في الحقيقة كنت أرفض الظهور لأسباب كثيرة، منها عدم قبولى لما يقدم من أعمال تملؤها السكاكين، والضرب، والعنف والبلطجة، والدماء، والألفاظ المستحبة وغير المستحبة، وأشياء عديدة كانت وراء تخوفى من الظهور في مسلسلات أرفضها، وهذا خاص بمعتقداتى وللحفاظ على تاريخى ومشوارى الفنى واحترامى لجمهورى.

■ إذن.. ماذا عن أهم العناصر التي دفعتك للمشاركة في المسلسل؟

- عدة أسباب بداية من الحدوتة لأنها مختلفة ومتماسكة، رغم أن البعض تسرع في الحكم على الحلقات الأولى، لكن سرعان ما غيروا آراءهم مع توالى عرض الحلقات، وتطور وتكشف الرسائل الاجتماعية المتعددة التي يحملها السيناريو، وأهم ما في التجربة من وجهة نظرى تقديمها الكوميديا الراقية، لايت، مع مخرج مميز صاحب رؤية مميزة في إضحاك المتلقى، وكان سببًا في تغيير جلدى وتقديمى في شخصية جريئة على مستوى الحوار، وتتحدث بألفاظ لم أتحدث بها على مدار مشوارى، تخلق الضحك من المواقف بواقعية بعيدًا عن الافتعال، والإنتاج لصادق الصباح كان سببا رئيسيا في قبولى التجربة، لأنه والطاقم التابع له محترفون ويقدرون الممثل، ويوفرون لنا كل سبل الراحة، ويكفى أننا لم نشعر بالغربة طوال شهور تصوير المسلسل، وجلسنا منعزلين في فندق الإقامة لفترة طويلة التزامًا بحظر التجوال الصارم في لبنان، وقررنا نسيان الكورونا والاستمتاع معًا بحب وكأننا في مباراة تمثيلية، أضف لذلك أن العمل خال من عنف، ودم، وألفاظ، وبالتالى لن أتخلى عن مبادئى في الاختيار، وكنت أبحث عن ظهور بدور جيد في التليفزيون بعد غياب، و«سكر زيادة» حقق لى ذلك.

■ على سيرة الكورونا.. كيف كانت أجواء تصوير المسلسل؟

- في الحقيقة كانت الأجواء مؤلمة، بالتأكيد يوم صورنا، ثم ظللنا لفترة 10 أيام محبوسين داخل الفندق لا نستطيع العودة إلى مصر حتى الانتهاء من التصوير وإتاحة لفرصة للعودة، وكانت هذه أصعب المواقف التي واجهتنا.

■ هل كانت لك أي ملاحظات أو متطلبات قبل بدء التصوير؟

- كنت متخوفة في البداية من فكرة التواجد لفترة طويلة بعيدة عن منزلى وأسرتى، لكن كان هناك احتواء من الجميع، وكذلك الكوميدى والشخصية كانت جريئة ومختلفة، وتخوفت منها في البداية حتى تعايشت معها وتحدثت بلسانها، وأعتقد أنه دور صعب.

■ البعض انتقد تجسيدك دور والدة الفنانة نادية الجندى.. فكيف رأيتِ ذلك؟

- بالفعل كان هناك اندهاش من البعض، ولكنى لم أتوقف عند هذا الفكر وتجسيدى دور الأم، خاصة أن الشخصية أعجبتنى، وهذا ما يهمنى في أي عمل، ولم تكن المرة الأولى التي أكون أمًا بها، فقد سبقها منذ 25 سنة حينما كنت أمًا لشادية، ووقتها الناس اندهشت وقالت لى: «إزاى تبقى أم لشادية»؟! ورددت عليهم وقتها: «أنا أجسد دورا أيًا كان، ليس هدفى السن، والماكياج اتعمل ليه؟!»، ودائمًا لا أقف أمام العُمر عند تجسيد أي دور،: «هو احنا هنتجوز يعنى؟!»، فالأهم هنا أن يعجبنى الدور.

■ المسلسل كُتب لـ4 نجمات كبيرات وهو أمر جديد على المتلقى، فهل كنتِ تتوقعين نجاحه، ولماذا؟

- المسلسل مكتوب لنجمات كبيرات لهن تاريخ طويل فعلًا، وأعتقد أن الجمهور كان سعيدا بلقائهن معاً ومشاهدتهن في مواقف جديدة وفى إطار كوميدى، شرط نجاح هذه التجارب للنجوم الكبار هو السيناريو، الحكاية، والمخرج.

■ كيف كانت كواليس العمل بالمسلسل؟

- كانت لطيفة، فجميع المشاركين في العمل تجمعهم روح حلوة، خاصة أن المسلسل يبعث على البهجة، فانطبع ذلك علينا جميعا، فكنا جميعا «مبسوطين»، وتجمعنا حالة لطيفة.

■ كيف ترين ما يقدم من كوميديا على الساحة في الوقت الراهن؟

- أرى طريقة «خايبة» للإضحاك وليس كوميديا، فأصفها بأنها كاريكاتير ومسخ للشخصيات، ووضع قطع غيار وكلام بذىء وفارغ وتورية جنسية، وهذا عيب، فالكوميديا الحقيقية هي الموقف الذي يضحكنى وليس ما يقدم حاليًا مثل رجل يرتدى زى سيدة ويردد حوارات رديئة وبذيئة بهدف الإضحاك واستخدام إفيهات ومحتوى فارغ، فهناك أعمال قديمة كثيرة قُدمت من الكوميديا، ولكنها احترمت المتفرج وأضحكته، مثل «سكة السلامة»، جميعها شخصيات إنسانية وإضحاك من خلال المواقف، مش «أراجوز» يريد الإضحاك بالعافية.

■ ما رأيك في تصدر فريق مسرح مصر المشهد، خاصة في موسم رمضان؟

- أراها موضة وظاهرة مثل أي موضات نعيشها، والموضة بالطبع تأتى وتذهب، ولا يبقى في النهاية إلا الجيد والمتفرد، فالموهوب والجيد هو من سيستمر وتجده متواجدا دائمًا على الشاشة لسنوات كثيرة، ومفتقد الموهبة وغير الجيد سيختفى عن الساحة ويعزف المتفرج عنه ولن يستمر طويلاً، فلا يصح إلا الصحيح.

■ هل هناك عودة مسرحية قريبة لكِ كما في الدراما؟

- والله أفكر، وتعرض على سيناريوهات، لكنها لم تجذبنى، ولكن ما يجعل الفكرة تسير بشكل تنفيذى هو أنى أجد السيناريو الجيد الذي يثير شهيتى تجاهه، وحينما أعثر عليه بالفعل فلن أرفض.

■ ما الشخصية التي تتمنين تقديمها؟

- كنت محظوظة لأننى لعبت كل الشخصيات الفنية وقدمت الكثير منها، وبشكل متنوع، وكذلك الشخصيات التاريخية، ولكن بالطبع إذا كانت هناك شخصية إنسانية جميلة مكتوبة بشكل جديد ومختلف وجيد، فسألعبها بالفعل، وأتمنى تجسيدها شرط أن تكون جيدة، وتحافظ على تاريخى الفنى وتكون ضمن رصيدى.

■ من الفنان الذي تتمنين أن يجمعكما عمل واحد بعد هذا المشوار؟

- بالطبع عملت مع كثيرين خلال مشوارى الفنى، ولكن أخص بالذكر الفنان محمود حميدة، فقد تعاونا سويًا في عمل من قبل، وكنت سعيدة به جدًا، ولكن أتمنى أن يكون هذا العمل على المسرح، فأعتقد أنه سيكون عملا ممتعا وشيقا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية