مع بداية انتشار فيروس كورونا حول العالم نهاية ديسمبر الماضي ومع توسع دائرة الإصابات، وعدم وجود علاج أو لقاح يتم استخدامه للشفاء من الفيروس المستجد، اتجهت الكثير من الدول لاعتماد دواء «هيدروكسي كلوروكين»، كعلاج له فعالية في علاج الفيروس وليس للقضاء عليه بشكل كامل، إذ كان يستخدم سابقًا كدواء مضادًا للملاريا، وليس علاجًا للفيروسات التاجية، ومنها كورونا.
الرئيس الأمريكي أول الداعمين له:
في مؤتمر صحفي، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعلان اعتماد العقار في علاج حالات كورونا، قائلاً: «هو مغير محتمل للعبة» على حد وصفه، وكشف ترامب إنه في الآونة الأخيرة يتناول الدواء كإجراء وقائي ضد عدوى كورونا، وأعلن أنه سينتهي من الاعتماد عليه خلال يوم أو يومين، لينهي بذلك جدلا بشأن ذلك الدواء الذي لقي انتقادات واسعة من الشعب وخبراء صحة.
وتستخدم الأقراص التي تحتوي على مركب الكلوروكين منذ فترة طويلة في علاج الملاريا للحد من الحمى والالتهابات وكانت هناك آمال أنها يمكن أن توقف تكاثر الفيروس، ومن الآثار الجانبية الشائعة له آلام البطن، الغثيان، فقدان الشهية، الإسهال، الدُّوار والصداع، بحسب موقع «ويب طب» المعني بالشؤون الصحية.
كانت وزارة الصحة الهندية أوصت باستخدام هيدروكسي كلوروكين كعلاج وقائي للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكذلك للأسر التي تتعامل مع حالات مؤكدة لمرض كورونا وبموجب وصفة طبية من الطبيب.
آثار جانبية ومطالبات بوقفه:
لم تعط التجارب الجارية على هذا الدواء حتى الآن ما يكفي من أدلة على فعاليته في علاج مرضى فيروس كورونا، إضافة إلى المخاطر التي تحملها آثاره الجانبية ومن بينها تضرر الكلى والكبد.
في تقرير لـ«CNN»، تقول العلامة التجارية «Plaquenil»، الخاصة بعقار هيدروكسي كلوروكين، إن المرضى الذين يتناولون الدواء أبلغوا عن مشكلات قلبية مهددة للحياة ومميتة ومشاكل في الرؤية «لا شفاء منها».
على الرغم من إعلان ترامب استخدامه، إلا أن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية كانت قد حذرت منذ البداية من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة التي قد تنجم عن استخدام هذا العقار لعلاج مصابي كورونا.
إلغاء استخدامه:
ألغت الحكومة الفرنسية الأربعاء، كافة التدابير الاستثنائية التي كانت تجيز استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين في علاج المصابين بفيروس كورونا في المستشفى خارج إطار التجارب السريرية، وذلك تجاوبا مع رأي أدلى به المجلس الأعلى للصحة العامة، بحسب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية.
وفي وقت سابق، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، طلب وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، مراجعة القواعد الناظمة لوصف عدد من العقاقير بينها هيدروكسي كلوروكين، بعد ظهور دراسة تشير إلى عدم فاعليته ومخاطر استخدامه في معالجة كوفيد-19.
وجاء في تغريدة للوزير أنه «بعد نشر صحيفة ذا لانست دراسة تحذر من مخاطر بعض العقاقير وعدم فاعليتها في معالجة كورونا وبينها هيدروكسي كلوروكين، طلبت من المجلس الأعلى للصحة العامة إجراء تحليل للدراسة وتقديم اقتراح خلال 48 ساعة لمراجعة القواعد الناظمة للوصفات الطبية».
في إيطاليا، قالت وكالة الأدوية الإيطالية أن «الأدلة السريرية الجديدة المتعلقة باستخدام هيدروكسي كلوروكين في الأشخاص المصابين بفيروس سارس- كوف-2 (الفيروس المسبب لمرض كورونا) تشير إلى زيادة خطر التفاعلات الضارة مع فائدة ضئيلة أو معدومة».
الصحة العالمية توقف الدواء:
قالت منظمة الصحة العالمية إنّ اختبار دواء الملاريا هيدروكسي كلوروكين كعلاج محتمل لفيروس كورونا قد توقف بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وقالت المنظمة، في بيان لها، إنّه تم تعليق الاختبارات مؤقتاً في عدة دول كإجراء احترازي، ويأتي ذلك بعد أن أشارت دراسة طبية حديثة إلى أنّ الدواء يمكن أن يزيد من خطر وفاة المرضى من كوفيد-19.
ووفقاً لموقع «بي بي سي»، كشفت دراسة في دورية «ذا لانست» The Lancet الطبية الأسبوع الماضي، أنه لا توجد فوائد لعلاج مرضى فيروس كورونا باستخدام هيدروكسي كلوروكوين وأنّ تناوله قد يزيد من عدد الوفيات بين أولئك المصابين بالفيروس في المستشفى.