سيطرت الكوميديا الرمضانية، على ثُمن الأعمال الدرامية بـ 2020، فتنافس أبرز فناني الكوميديا بالسباق الرمضاني، ورغم التواجد بكثافة لهؤلاء شهد السباق الكوميدي الدرامي تراجع، في حين، لمع بريق مسلسل مُنفرد يمزج بين جدية الموقف وكوميديا المفعول، وهو «100 وش»، وبطلان المسلسل، آسر ياسين ونيللي كريم.
جسدت نيللي دور «سكر»، محتالة مُحترفة تسكن حارة شعبية، وتتجه إلى السرقات الخفيفة من أجل إعالة والدتها وشقيقتها دون وجود للأب، الذي رحل عن عالمهم بطفولتها. تكبر الأخت وتلتحق بكليتها ولاتزال حتى تخرجها تعتمد على أموال «كريم» التي لا تتوقف عن السرقة.
تغطي «سكر» على فعلتها وسرقاتها، بالعمل في صالون تجميل، كوظيفة تخفي وراءها أسرار الجرائم والنصب، التي تفعلها في صمت، حتى تتعرض بإحدى الأيام للسرقة من «ياسين»، ويجسد دور السارق الأنيق ابن العائلة العريقة، في شخصية «عُمر»، ضحية استيلاء والده على أملاك والدته، إذ يفر الأب خارج البلاد بأموالها ويتزوج من غيرها، لذا يختار «عمر» طريق السرقة، الذي يراه الحل.
تتعقب «سكر» خطوات «عمر» والخيوط المتساقطة بعفوية من السرقة، إلى أن تصبح دليلها للوصول إلى زميل الكار، تستعيد أموالها ويتفاهمان لتعرض عليه العمل معها ويوافقها. مع الوقت يكونان فريق للجريمة، من السارقين الهواة، يبثان المرح بكوميديا «الموقف»، أي بأداء تمثيلي قائم على الدراما الكوميدية وليس إطلاق الإفيهات، وفريقهما يضم شريف دسوقي ودنيا ماهر وإسلام إبراهيم وعلا رشدي.
تجد الناقدة الفنية، ماجدة موريس، شخصيتي آسر ونيللي في المسلسل «تغيير جلد للثنائي»، موضحة أنها لاحظت أن الاثنين بذلا مجهودًا واضحًا عبر العمل الدرامي، وهو ما جعلهم يصيبون المُشاهد بالدهشة من قدرتهما على المنافسة الكوميدية الدرامية. وتابعت: «هنا يثبت المسلسل أن التمثيل حرفة تلين عند بذل المجهود تجاه الأدوار».
وأوضحت أن عوامل نجاح المسلسل لا تقتصر على البطلان، لكن للمخرج دور رئيسي، فهو القادرة على تضفير الأدوار والاختيار الجيد للممثلين على أن يناسب الدور مقاسات ومهارات كل فنان. وقدمت الناقدة الفنان إسلام إبراهيم مثالًا على مهارة مُخرجة «100 وش»، كاملة أبوذكري.
قائلة: «ظهر بأداء مختلف تمامًا ولا حركة كان يستعملها بمسلسلات سابقة أعاد استخدامها في لأن هناك إلزام له من المخرجة على الالتزام بشخصية الدور دون استعارة أي أداء تمثيلي اعتاد عليه بالماضي»، وعن باقي فريق الممثلين: «الفريق؛ شريف دسوقي وعلا رشدي ومحمد عبدالعظيم، أهتموا بالظهور بأداء مختلف والتلاعب الجيد بنغمات الصوت مع استعمال المكياج المناسب للأدوار».
واستكملت: «قصة السيناريو مقلقة فهي مثيرة للجدل وفضول المشاهد وظهور آسر ونيللي معًا كان استفزاز للمشاهد لأن آخر الأعمال الدرامية، التي قدمتها نيللي مسلسل مأسوي (اختفاء) -في دور دكتورة جامعية في روسيا يغيب زوجها فجأة وتذهب في رحلة للبحث عنه- أما آسر اعتاد تقديم الأدوار التراجيدية، لذلك اعتبرها المشاهد مفاجأة». وتابعت: «أجد (100 وش) المسلسل الكوميدي الوحيد في دراما 2020».
ورغم تأثير «100 وش» في مستوى كوميديا، إلا أن تواجد الفنان عادل إمام، بخفة الظل المُعتادة، ترك بصمته لدي المًشاهد، فهو يعود إلى الدراما الرمضانية، بمسلسل «فلانتينو»، بعد غيابه العام الماضي.
وتدور أحداثه حول امتلاك «فلانتينو» مدارس تحمل اسمه لكن لا يعيش بسعادة مع زوجته الفنانة دلال عبدالعزيز، التي تتعامل بقسوة مع «إمام» وتفسد الحياة، والمسلسل يستقبل اثنين من فناني الكوميديا الشباب، عمرو وهبة وحمدي الميرغني، وعن تواجد «إمام» في دراما رمضان، قال الناقد الفني طاريق الشناوي: «عادل إمام يشع طاقة وجاذبية وحب ومجرد وجوده هذا العام حتى لو بمساحات أقل من الأعوام الماضية».
وتابع «الشناوي»: «يبدو أن (إمام) اتفق مع مؤلف المسلسل أيمن بهجت قمر والمخرج رامي إمام على تقليل مساحة دوره في (فلانتينو).. ويظل عادل القوة المحركة للمسلسل، يتابعه الجمهور لكن تنقصه المغامرة بالمسلسل، فتجد دور داليا البحيري نمطي تطل بشخصية كوميدية، في حين أن من الأفضل تعاملها بجادية حتى تضحك المشاهد أكثر مثل دور نيللي كريم في 100 وش.
وبالعودة إلى الجيل الكوميدي، الأصغر عُمرًا، تجد الفنانان هشام ماجد وشيكو يتنافسان بمسلسل «اللعبة»، والذي تدور أحداثه على المنافسة المُستمرة بين الثنائي، لإثبات أيهما الأفضل. وفي مسلسل «رجالة البيت»، يرتكزان الفنانان أكرم حسني وأحمد فهمي على إلقاء الإفيهات كشقيقان في منزل جدهما.
ويتنافس فناني «فريق مسرح مصر» في دراما 2020، بين مسلسل «2 في الصندوق»، بطولة الفنانان محمد أسامة وحمدي الميرغني، وفي مسلسل «عمر ودياب»، يتشاركان الفنانان مصطفى خاطر وعلي ربيع.
تلك المجموعة من الأعمال الكوميدية، لـ«شيكو وماجد»، و«أكرم وفهمي» و«مسرح مصر»، اعتبرتها الناقد ماجدة موريس «لا تمت للكوميديا بصلة، لأن الكوميديا هي موقف وتبنى على أساسه السيناريو، وليس مُجرد إفيهات يطلقها الفنان فقط» على حد قولها.
وعن «رجالة البيت» لفتت إلى أن «الثنائي نجحا سابقًا معًا، في مسلسل (الوصية) 2018، لأنه لم يكن هناك منافسة درامية حقيقية حينها»، ولا تجد تراجع «رجالة البيت» مسؤوليتهم الوحيدة، حيث ترجع السبب إلى السيناريو والإخراج، معللة ذلك بـ «لأنها منظومة متكاملة».
كما عبّرت عن رأيها في أداء فناني «مسرح مصر»، قائلة: «أفضلهم الفنان مصطفى خاطر، وحمدي الميرغني تحسن مستوى تمثيله في (فلانتينو) عن أدواره في مسلسلاته السابقة مثل مسلسل (نيللي وشيريهان)، ويبدو أنه تدرب جيدًا وخائف من ألا يذاكر النص جيدًا لأنه بصحبة (الزعيم)».
في المقابل، عبّر الناقد الفني طارق الشناوي، عن تأثر ممثلي «مسرح مصر» بالتمثيل المسرحي، قائلًا: «المسرح يسمح بتقديم اسكتشات والتمثيل لساعات لكن تلك النقطتان لا يتماشيان مع المسلسلات التلفزيونية»، لذا ينصحهم بالابتعاد عن التمثيل المسرحي.
وعادت «موريس» تلفت إلى أن مسلسل «سكر زيادة»، بطولة الفنانات نادية الجندي وسميحة أيوب وهالة فاخر ونبيلة عبيد، ليس كوميديًا، قائلة: «شعرت أن الهدف من العمل مٌجرد ظهور للفنانات كعودة بعد غياب»، وقال «الشناوي» عن المسلسل: «العمل ممل والعودة ليست في صالحهم».
وتابع «الشناوي» كاشفًا رأيه في كوميديا رمضان: «الكوميديا في 2020 يرثى لها وهي قائمة على الاسكتش الذي يصلح للمسرح»، ولفت إلى أن أسباب الاعتماد على البطولة الثنائية في الكوميديا، هو اعتمادهم على التهريج وخلق الضحكات، بالتالي الضحك يحتاج إلى فنان ثان حتى يتبادلان أطراف الحديث والإفيهات.
وأضاف «الشناوي»: «كوميديا الإفيهات عمرها الزمني محدود ولا يخلق دراما» لكن أشاد بمسلسل «اللعبة»، بسبب السيناريو الجيد والإخراج، فهو تأليف فادي أبوالسعود وإخراج معتز التوني.
واختممت «موريس» كلماتها بتمنيها تحسن حال الكوميديا، قائلة: «الكوميديا ستبقى بهذا الحال إلى أن يتم البحث على مؤلفين جدد والعام القادم لو لم يتوفر مسلسلات كوميدية استثنائية مثل 100 وش، فسنخرج من الموسم دون مسلسل واحد كوميدي».