انتقدت الأمم المتحدة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة الصحة العالمية وجائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، فيما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عزمه أنه سيواصل مؤتمراته الانتخابية تمهيدا لانتخابات الرئاسة المقررة فى نوفمبر المقبل.
ورفضت الأمم المتحدة مزاعم الولايات المتحدة الأمريكية بأن المنظمة تستغل جائحة كورونا كفرصة للترويج لإجراء الإجهاض فى إطار جهودها الإنسانية للتصدى للوباء عالميا، والذى أصاب أكثر من 5.2 مليون إنسان وأودى بحياة 336 ألفا آخرين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «أى تلميح بأننا ننتهز جائحة كوفيد-19 فرصة للترويج للإجهاض غير صحيح». وأضاف «بينما ندعم الرعاية الصحية التى تحول دون وفاة ملايين النساء أثناء الحمل والولادة، ونحمى الناس من الأمراض المعدية التى تنقل بطريق ممارسة الجنس بما فيها إتش.آى.فى، فإننا لا نسعى لتجاوز أى قوانين محلية».
وفى رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الاثنين، قال جون بارسا، القائم بأعمال مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن خطة المنظمة الدولية التى أعلنت قبل شهرين وضعت خدمات الصحة الجنسية والإنجابية فى المستوى ذاته من الأهمية لقضايا انعدام الأمن الغذائى والرعاية الصحية الأساسية وسوء التغذية والإيواء والصرف الصحى. وتنظر واشنطن باستمرار لتعبير «خدمات الصحة الجنسية والإنجابية» باعتباره رمزا للإجهاض.
وتسعى الأمم المتحدة لجمع نحو 6.7 مليار دولار لتمويل خطتها للتصدى لفيروس كورونا وحصلت حتى الآن على مليار دولار، منها 172.9 مليون مقدمة من الولايات المتحدة.
كما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الولايات المتحدة أعادت ما لا يقل عن 1000 طفل مهاجر انفصلوا عن ذويهم إلى المكسيك والسلفادور وجواتيمالا وهندوراس منذ بداية مارس رغم مخاطر تعرضهم للعنف والتمييز، التى تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا.
وقالت يونيسف إن المكسيك أيضا أعادت ما لا يقل عن 447 طفلا مهاجرا إلى جواتيمالا وهندوراس خلال الفترة ذاتها. وحذرت من أن الأطفال الذين أعادتهم الولايات المتحدة للمكسيك واجهوا مخاطر إضافية بسبب احتمال إصابتهم بفيروس كورونا. وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية ليونيسف، إن «كوفيد-19 يزيد الأمر سوءا. التمييز والهجمات أضيفت الآن إلى التهديدات القائمة مثل عنف العصابات الذى دفع هؤلاء الأطفال للمغادرة فى البداية». وأضافت فى بيان «هذا يعنى أن الكثير من الأطفال العائدين عرضة لخطر مضاعف وعرضة لأخطار أكبر مما كانت فى مجتمعاتهم عندما غادروها».
وقالت «يونيسف» إنها تبذل جهودا بأنحاء المنطقة لدعم الأنظمة المحلية المعنية بحماية الأطفال والمثقلة بأكثر مما تحتمل.
وأضافت المنظمة أن لديها تقارير تفيد بأن مجتمعات فى جواتيمالا وهندوراس تمنع دخول المهاجرين العائدين بمن فيهم الأطفال وتهدد بتعرضهم لأعمال عنف. وذكرت تقارير أن بلدات يقطنها سكان المايا الأصليون فى جواتيمالا هددت بإحراق منازل بعض المهاجرين العائدين أو إعدامهم بعد أن أثبتت الفحوص إصابة أكثر من 100 شخص ممن أبعدتهم الولايات المتحدة بفيروس كورونا.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه قد يضطر إلى تنظيم تجمعات انتخابية فى أماكن مفتوحة إلى أن ينحسر وباء كورونا. وأضاف للصحفيين خلال جولة بمصنع تابع لشركة فورد للسيارات فى ابسلانتى بولاية ميشيجان: «علينا أن نعود إلى التجمعات الانتخابية، أعتقد أن ذلك سيكون عاجلًا وليس آجلًا».
وأعلن الرئيس الأمريكى أنه أمر بتنكيس الأعلام فوق المبانى الفيدرالية فى الولايات المتحدة 3 أيام تكريمًا لذكرى ضحايا فيروس كورونا المستجد.
ومع بقاء نحو 5 أشهر على الانتخابات الرئاسية المقررة فى 3 نوفمبر، يتراجع ترامب خلف منافسه جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطى، فى استطلاعات الرأى العامة على مستوى البلاد وفى ولايات تشهد منافسة محتدمة مثل ميجيشان التى فاز بها فى انتخابات 2016.
وقال مسؤول كبير بحملة ترامب إن مسؤولى الحملة عقدوا اجتماعات الأسبوع الماضى وبحثوا كيفية وموعد استئناف التجمعات الانتخابية الكبيرة التى يتوق إليها ترامب. وأضاف أن الحملة تهدف لاستئناف التجمعات الانتخابية فى منتصف يونيو على أقرب تقدير، مشيرا إلى أن المواقع المفضلة هى الولايات التى تشهد منافسة محتدمة مثل ويسكونسن وفلوريدا وبنسلفانيا وميشيجان.
وكشفت دراسة أمريكية عن أن بعض أغنى أغنياء الولايات المتحدة زادت ثروتهم فى الفترة من 18 مارس الماضى وحتى 19 مايو الجارى بواقع 434 مليار دولار، على خلفية انتشار فيروس كورونا، كما زاد عدد أصحاب المليارات فى مايو من 614 إلى 630 مليارديرا.
وكشفت الدراسة عن أكبر المستفيدين من أزمة كورونا، وقالت إن الرئيس التنفيذى لشركة «أمازون»، جيف بيزوس، زادت ثروته بمقدار 34.6 مليار دولار، أما مؤسس شركة «فيسبوك» مارك زوكربيرج فقد ارتفعت ثروته بواقع 25.3 مليار دولار. وزادت ثروة مبتكر «مايكروسوفت»، بيل جيتس، بنحو 8 مليارات دولار.
وبشكل عام، حقق أصحاب شركات قطاع التكنولوجيا أكبر نجاح، حيث تم نقل عدد من العمليات إلى العمل عن بعد عبر الإنترنت، بسبب نظام العزل الذى تم فرضه فى جميع أنحاء العالم.
ويحدث ذلك كله بينما حصد الفيروس حياة أكثر من 96 ألف أمريكى، وأصاب أكثر من 1.6 مليون آخرين.
فى أمريكا اللاتينية، سجلت البرازيل رقمًا قياسيًّا للوفيات اليومية بفيروس كورونا بلغ 1188 شخصًا وتقترب بوتيرة سريعة من روسيا لتصبح ثانى أكبر بؤرة لتفشى الفيروس فى العالم بعد الولايات المتحدة.
وارتفع إجمالى وفيات البرازيل بذلك إلى أكثر من 20 ألف وفاة، فيما كان من اللافت تسجيل أكثر من 18500 إصابة فى يوم واحد ليصل إجمالى الإصابات إلى 311 ألف إصابة. وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن العدد الفعلى أكبر على الأرجح، مشيرة إلى عدم إجراء اختبارات كشف على نطاق واسع.
فى آسيا، سجلت الهند ارتفاعا قياسيا حادا، بتسجيل 6088 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، ما يحطم الرقم القياسى السابق الذى يعود إلى الأربعاء الماضى (5611 إصابة). وأصبح بذلك إجمالى عدد الإصابات فى الهند 120 ألفا، فيما تم تسجيل نحو 150 حالة وفاة رفعت إجمالى الوفيات إلى نحو 3600 وفاة.
وتتصدر ماهاراشترا قائمة الولايات الهندية الأكثر تضررا بالفيروس، ويعود إليها أكثر من 41 ألفا من إجمالى عدد الإصابات وأكثر من 2000 وفاة. وقرر رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى تمديد إجراءات الإغلاق المفروضة منذ 25 مارس لردع تفشى كورونا حتى 31 مايو، مع تخفيف القيود فى بعض المناطق الأقل تضررا. ورغم ذلك قررت الحكومة الهندية السماح اعتبارا من بعد غد الاثنين لشركات الطيران المحلية باستئناف تسيير ثلث الرحلات الداخلية.