x

العالم يخوض «حرب الكمامات».. وخطوط إنتاج للتصنيع والتصدير

الخميس 21-05-2020 06:04 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
كمامات - صورة أرشيفية كمامات - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

تثير الكمامات وأنواعها وكيفية استخدامها للوقاية من فيروس كورونا كثيرا من التساؤلات والاستفسارات مع انتشار عدد من الأنواع الرديئة غير المطابقة للمواصفات، وأخرى مصنوعة «تحت بير السلم»، بينما تصدى عديد من الهيئات والمؤسسات الدولية والمحلية العاملة فى مجال الصحة والطب للرد على هذه التساؤلات من خلال تقديم النصائح والإرشادات المتخصصة التى تحول دون انتشار العدوى ومن ثم الإصابة بالمرض.

وقال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تشجع كل المصانع المصرية على إنتاج الكمامات من القماش لسهولة استخدامها فى مواجهة فيروس كورونا، وذلك فى سياق إعلانه عن الإجراءات الاحترازية الجديدة التى يجرى تعميمها بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وألزم قرار رئيس الوزراء، فى فترة ما بعد العيد، العاملين والمترددين على جميع الأسواق والمحال والمنشآت الحكومية والخاصة والبنوك، وأثناء التواجد بجميع وسائل النقل الجماعية، سواء العامة أو الخاصة، بارتداء الكمامات الواقية لحين صدور إشعار آخر، ويُعاقب كل من يخالف القرار بغرامة لا تجاوز 4 آلاف جنيه.

غير أن هناك أنواعا من الكمامات يمكن للمواطن العادى أن يستخدمها دون غيرها وأنواع أخرى يقتصر استخدامها على الأطباء والتى تتناسب مع طبيعة عملهم، حسبما أكد الدكتور عصام عبدالصمد، أستاذ التخدير والعناية المركزة بلندن، رئيس اتحاد المصريين فى أوروبا.

وقال عبدالصمد، لـ«المصرى اليوم»، إن هناك اتجاها عالميا لتصنيع الكمامات فى دول العالم كله من خلال تخصيص خطوط إنتاج وطنية لها لتحقيق الاكتفاء الذاتى وسد العجز والنقص مع تشديد الإجراءات الاحترازية المعلنة فى مصر وغيرها من الدول.

وتحدث عبدالصمد عن أشهر الكمامات فى العالم، وهى N95، والتى توفر الحماية للشخص الذى يرتديها ومن حوله، وكمامة N100، وFFP، وFFP2، وكلها توفر حماية بنسبة 95%. قائلا: «لا أنصح باستعمالها للأشخاص العاديين نظرا لغلاء سعرها كما أن طريقة الاستعمال قد لا تتماشى مع البعض وتسبب لهم نوعا من الاختناق والضيق لعدم التعود عليها».

وأضاف: «هناك الكمامة الجراحية Surgical Mask، المعروفة وشائعة الاستخدام ذات الألوان الزرقاء والخضراء وغيرها، وهى مكونة من ثلاث طبقات تتوسطها طبقة قطنية، واستعمالها بسيط من خلال إحكامها وشدها لتغطية منطقة الذقن ورفعها للأعلى لإحكام القطعة المعدنية (القفل) على الأنف لتفادى رذاذ السعال والعطاس الذى يعتبر البيئة المثلى لنقل الفيروس والإصابة به، ثم التخلص منها واستبدالها يوميا».

وتابع: «أقترح أن يُقبل المصريون فى شهر رمضان الكريم على إخراج زكاتهم هذا العام بشراء الكمامات وتقديمها للمحتاجين، نظرا لتعذر حصول كثير من الفقراء عليها، فالوقاية من الوباء فى هذه الظروف تعد أكثر أهمية فى هذه الظروف من الطعام والشراب».

وحذر من الكمامات «مجهولة المصدر» المصنوعة «تحت بير السلم»، قائلا: «ربما توفر تلك الأنواع الرديئة نوعا من الحماية من الأتربة والبكتيريا التى يزيد حجمها عن الفيروسات، ولكن فاعليتها غير مؤكدة فيما يتعلق بفيروس كورونا، لذا يجب الالتزام بالمواصفات التى حددتها منظمة الصحة العالمية عند تصنيعها، وأن تكون تحت إشراف الجهات الرقابية».

وقال عبدالصمد إن العالم كله يسعى إلى التوصل إلى لقاح ضد الفيروس، ويخوض ما سماه «حرب الكمامات»، مشيرا إلى أن المنافسة تنحصر فى هذا الصدد بين الصين التى تعتبر الأكبر من حيث تصنيعها بنسبة 50%، وإنجلترا التى تشهد أسوأ حالات الإصابات بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت إلى أن كيلو التصدير كانت قيمته 3 دولارات من الصين إلى أوروبا ووصل سعره اليوم إلى 17 دولارا بعد أن فتحت بكين باب التصدير منذ منتصف مارس، ومن ثم بدأ العالم كله يشترى منها.

وأردف: «كثيرون جدا تركوا عملهم الأصلى ليتجهوا إلى إنتاج الكمامات، فسعر الماكينة كان 50 ألف دولار، اليوم زاد سعرها إلى 100 ألف دولار، وتنتج 100 ألف كمامة يوميا، ومن ثم أصبحت صناعة مربحة جدا».

وأكد المركز الأمريكى لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن استخدام الكمامات المصنوعة من القماش يساعد فى إبطاء انتشار الفيروس فى الأماكن العامة بشكل خاص، التى يصعب فيها الحفاظ على التدابير الاحترازية مثل محال البقالة والصيدليات ووسائل النقل، محذرا من استخدام الكمامات القماشية للأطفال تحت سن الثانية أو أى شخص يعانى صعوبة فى التنفس أو فاقد للوعى أو عاجز أو غير قادر على إزالة الكمامة دون مساعدة.

ونصح بتجنب لمس الكمامة أثناء استخدامها، مع غسل اليدين إذا كان تلامسها، واستبدالها عندما تكون رطبة.

ولإزالة الكمامة الخاصة بك، قال المركز: «قم بخلعها دون لمس الجزء الأمامى، وتخلص منها على الفور فى سلة مغلقة».‏

لكن متى يجب استعمال الكمامة؟ أجابت منظمة الصحة العالمية قائلة: «إذا كنت بصحة جيدة فليس عليك أن ترتدى كمامة إلا إذا كنت تسهر على رعاية شخص تشتبه إصابته بعدوى فيروس كورونا».

ونصحت المنظمة بوضع كمامة فى حالة السعال والعطس، لافتة إلى أن الكمامات لا تكون فعالة إلا إذا اقترنت بالمداومة على تنظيف اليدين إما بفركهما بمطهر كحولى أو بغسلهما بالماء والصابون، مع تغطية الفم والأنف بالكمامة والتأكد من عدم وجود فجوات تتخلل الوجه والكمامة إلى جانب تجنب لمس القناع أثناء استعماله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية